قال “المرصد الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، الخميس، إن الجيش الإسرائيلي يسعى لتدمير النظام الصحي شمال قطاع غزة، وفرض ظروف معيشية مميتة تهدد حياة المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف في بيان: “الجيش الإسرائيلي يستهدف الطواقم الطبية شمال قطاع غزة بشكل ممنهج في مسعى لتدمير النظام الصحي وفرض ظروف معيشية مميتة تؤدي إلى هلاك الفلسطينيين وحرمانهم من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية”.
ووثق المرصد مقتل طبيب العظام سعيد جودة، الوحيد في تخصصه شمال غزة، الخميس، إثر استهدافه برصاص طائرة إسرائيلية أثناء تنقله بين مستشفيي كمال عدوان والعودة، في هجوم متعمد أدى إلى إصابته في الرأس.
كما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية المسعف علي القرعة بمحيط مستشفى كمال عدوان الأحد الماضي، بحسب المرصد.
وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان أكثر من 20 مرة خلال الأيام العشرة الماضية، ما أسفر عن إصابة أفراد من الطواقم الطبية والمرضى.
كما يمنع الجيش الإسرائيلي الدفاع المدني وطواقم الإسعاف من العمل، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية، بحسب المرصد.
وذكر أن القوات الإسرائيلية قتلت 1057 من الطواقم الطبية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى أكثر من 135 عالما وأكاديميا، بينهم البروفيسور عبد السلام أبو زايدة، الذي قتل مع 6 آخرين في غارة على عمارة الملش بمدينة غزة.
كما شملت الاستهدافات بحسب الأورومتوسطي، 193 صحفيا، وخبراء في تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب.
وأكد المرصد أن استهداف الكفاءات الفلسطينية والبنية التحتية يهدف إلى عرقلة تطور المجتمع الفلسطيني وجعل غزة غير قابلة للحياة.
ودعا الأمم المتحدة وكافة الدول إلى التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم وفرض حظر أسلحة على إسرائيل، مع توفير الحماية للمدنيين والطواقم الطبية في غزة.
وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
وتشهد المنظومة الصحية بالقطاع لا سيما في الشمال، واقعا مأساويا جراء استهداف إسرائيل للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصارها المفروض على القطاع ومنعها دخول الأدوية ومستلزمات الصحة، وإيقافها حركة خروج المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في القطاع خلّفت أكثر من 151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في القطاع.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي إنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
اقرأ أيضا: أردوغان: الطريق الذي تسلكه إسرائيل بعناد ليس صائبا
اقرأ أيضا: غزة.. شهداء في مناطق متفرقة وإنذار إسرائيلي لإخلاء مخيم المغازي