قطاع غزة – استُشهد أكثر من 41 فلسطينياً، معظمهم أطفال، وأُصيب العشرات فيما لا يزال عديد تحت الأنقاض في قصف للاحتلال استهدف منزلاً في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، كما يواصل الاحتلال حصاره وجرائمه شمالي القطاع في ما وصفته صحفية هآرتس العبرية بأنه “تطهير عرقي”.
وفي اليوم 37 للعملية العسكرية على محافظة شمال غزة تُمعِن إسرائيل في ارتكاب جرائمها ومجازرها بحق الفلسطينيين، وتواصل حصارها المطبق في ظل غياب المنظومة الصحية والخدمية. وقالت صحيفة هآرتس العبرية إن “الجيش ينفذ تطهيراً عرقياً في الجزء الشمالي من قطاع غزة”.
وأفاد مصدر طبي باستشهاد نحو 41 فلسطينياً، معظمهم أطفال، وإصابة العشرات بجراح وفقدان آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً بالسكان في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، فيما أفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال قصف منزلاً مكتظاً بالسكان والنازحين لعائلة علوش في منطقة جباليا البلد. وكان المنزل مكوناً من عدة طوابق، ويؤوي عشرات النازحين إضافة إلى أصحاب المنزل.
وأشار شهود عيان إلى أنه لا يزال هناك عدد من النازحين وأصحاب المنزل في عداد المفقودين تحت أنقاض المنزل المدمر، ولا تتوفر أي فرصة لإخراجهم بسبب عدم توفر الإمكانيات وغياب خدمات الدفاع المدني والإسعاف.
كما استُشهد شاب من عائلة الخطيب في غارات إسرائيلية على منطقتَي العلمي وأبو قمر في مخيم جباليا، وشنّت قوات الاحتلال حزاماً نارياً على محيط مستشفى كمال عدوان، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول، وأضاف الشهود أن حرائق اندلعت في المنازل المستهدفة في منطقة أبو قمر، فيما نسف جيش الاحتلال مبانيَ سكنية في مخيم جباليا.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحاً برياً في شمال قطاع غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، فيما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال يعمل من أجل إحداث تغييرات جذرية في غزة عبر إنشاء 3 محاور تقسم القطاع، كما وضع منشآت عسكرية ثابتة بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها.
وفي مدينة غزة استُشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة في محيط مفترق المغربي بحي الصبرة جنوبي المدينة، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني، وأوضح البيان أن “أعمال البحث لا تزال جارية عن مفقودين”.
وأطلقت الآليات الإسرائيلية النار في محيط منطقة المصلبة بشارع 8 جنوبي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع شن الطائرات الحربية غارة على حي تل الهوى جنوب غربي المدينة، حسب شهود عيان. وأضاف الشهود أن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت النار باتجاه ساحل مدينة غزة، وعدداً من القذائف صوب ساحل بحر مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي جنوب قطاع غزة استُشهد شاب من مخيم الشابورة شرق مدينة رفح جراء القصف الإسرائيلي المستمر على المدينة، وفق مصدر طبي لمراسل الأناضول، فيما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على حي الزهور بالتزامن مع قصف مدفعي على حي الجنينة بمدينة رفح.
ومع مرور 400 يوم على بدء العدوان الإسرائيلي، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه جرى توثيق أكثر من 53 ألف شهيد ومفقود، مضيفاً أن نحو 30 ألفاً من الشهداء هم من النساء والأطفال.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الأحد، إن الاحتلال الإسرائيلي قتل 51 فلسطينياً بالقطاع وأصاب 164 آخرين خلال 24 ساعة، مما يرفع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في القطاع إلى 43 ألفاً و603 شهداء و102 ألف و929 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023.
بدوره دعا مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، اليوم الأحد، لتوفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف والمستلزمات الطبية مع بدء ظهور حالات مقلقة من سوء التغذية والمجاعة بين الأطفال والبالغين في ظل تواصل حصار إسرائيلي لشمال قطاع غزة.
وتحدّث أبو صفية في بيان عن المعاناة التي يواجهونها حتى في توفير وجبة واحدة في اليوم لعمال المستشفى الواقع بمحافظة شمال قطاع غزة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية واللوازم الطبية.
وناشد أبو صفية المجتمع الدولي لمساعدتهم بشكل عاجل في هذا الوقت العصيب، وتوفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف والمستلزمات الطبية، أمام التهديد الشديد الذي يتعرض له نظامهم الصحي والحاجة الماسة إلى الدعم الطبي.
ووسط استمرار الأزمة في شمال غزة، وصف مدير المستشفى ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة “بالهجوم المنهجي على نظامهم الصحي، إذ تُفقَد أرواح كل يوم بسبب نقص الرعاية المتخصصة والموارد”، حسب البيان.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.