استُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، منذ فجر اليوم الأحد، في قصف لطائرات الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وأفادت الوكالة باستشهاد وإصابة فلسطينيين في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في عزبة بيت حانون شمال القطاع، كما استُشهد فلسطيني وزوجته واثنتان من بناته، وأُصيب آخرون، في قصف الاحتلال المدفعي شارع السلطان عبد الحميد في بيت حانون.
وبعد منتصف الليلة، استُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف طائرات الاحتلال منزلاً في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان غرب محافظة غزة، كما استُشهد أربعة فلسطينيين وأُصيب آخرون، في قصف الاحتلال منزلاً بشارع النفق وسط مدينة غزة.
وبلغت حصيلة الشهداء منذ الليلة الماضية 19 فلسطينياً جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وفق وسائل إعلام فلسطينية.
وفي غضون ذلك، بدأ آلاف الفلسطينيين مساء السبت، النزوح قسراً من منطقتين سكنيتين جنوبي قطاع غزة ومحيطهما، بعد إنذار إسرائيلي بإخلائها استعداداً لمهاجمتها.
وذكر مراسل الأناضول أن عائلات فلسطينية بدأت النزوح قسراً من منطقتي القرارة ووادي السلقا، المهددتين بالهجوم الإسرائيلي، سيراً على الأقدام، متجهة إلى المناطق الغربية لوسط القطاع وجنوبه، حاملين ما تمكنوا من جمعه من أمتعة وأغطية، وسط ظروف إنسانية صعبة.
ويضطر الفلسطينيون للتنقل سيراً بسبب ندرة وسائل النقل والمواصلات وتدمير الجيش الإسرائيلي آلاف المركبات خلال عملياته العسكرية، وشُح الوقود.
وحدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق خريطة نشرها ضمن بيان إخلاء البلوكات 2270 و2260 و131 و2352 و2353 و2354 في منطقتي القرارة ووادي السلقا، وأضاف في بيان عبر منصة إكس: “تطلق المنظمات القذائف الصاروخية مرة أخرى من هذه المنطقة، وجرى تحذيرها عدة مرات في الماضي”، وفق ادعائه.
وتضمنت المناطق التي حددها الجيش على الخريطة المرفقة بالبيان أماكن صنفها سابقاً على أنها “آمنة”، يقيم فيها آلاف الفلسطينيين بينهم نازحون لجؤوا إليها وأقاموا خياماً بعد تهجيرهم من مناطقهم الأصلية.
تحذير من كارثة بيئية
في سياق متصل، حذر محمد أبو عفش، مدير منظمة الإغاثة الطبية في قطاع غزة (غير حكومية)، الأحد، من حدوث “كارثة بيئية خطيرة” بسبب تكدس جثامين الفلسطينيين القتلى في الشوارع، جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة في مناطق شمال القطاع.
وأضاف أبو عفش في بيان صحفي، أنه توجد أعداد كبيرة من جثامين القتلى في الشوارع لا يمكن الوصول إليها، مشيراً إلى أن “الكلاب الضالة والقطط تنهش الجثامين المتكدسة، مما ينذر بكارثة بيئية خطيرة”.
وعن نقص الكوادر والمستلزمات الطبية، لفت أبو عفش إلى عدم وجود جراحين لإجراء العمليات الصعبة للجرحى، بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات والطواقم الطبية وعدم السماح للأطباء بالوصول إلى شمال غزة.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية استطاعت إدخال كمية قليلة جداً من الوقود والمستلزمات الطبية وتمكنت من نقل 6 جرحى فقط من مستشفى “كمال عدوان” في بلدة بيت لاهيا إلى مدينة غزة.
وتشهد المنظومة الصحية بالقطاع، لا سيما في الشمال، واقعاً مأساوياً جراء استهداف إسرائيل المستشفيات وإخراجها من الخدمة، وحصارها المفروض على القطاع ومنعها دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، ووقفها حركة المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
اقرأ أيضا: غزة.. الجيش الإسرائيلي يسعى لتدمير النظام الصحي شمال القطاع
اقرأ أيضا: غزة.. شهداء وجرحى في استهداف الاحتلال المنازل ومراكز إيواء النازحين