استُشهِد وأصيب فلسطينيون في مجازر جديدة للاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة ومخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، فيما أعلن الدفاع المدني بمدينة غزة توقف سياراته عن العمل بسبب نفاد الوقود وسط شح الإمدادات واستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، باستشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرين مساء الثلاثاء، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأشارت “وفا” إلى أن “طائرات الاحتلال قصفت منزلاً مأهولاً بالمواطنين والنازحين يعود لعائلة الكحلوت، قرب شركة الكهرباء بمشروع بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين”.
ولفتت الوكالة إلى أن “المواطنين تمكّنوا من انتشال عدد من الشهداء والمصابين ونقلهم إلى مستشفى كمال عدوان”، فيما ظل عدد من العالقين تحت الأنقاض.
وفي ذات سياق الإبادة المتواصلة التي تنفّذها آلة الحرب الإسرائيلية على القطاع، استُشهد 4 فلسطينيين على الأقل وأصيب وفُقد آخرون مساء الثلاثاء، في قصف على مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت “وفا” بأن طائرات الاحتلال استهدف مربعاً سكنياً في مخيم البريج ما أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين، كما استُشهد فلسطيني واحد على الأقل، وأصيب آخرون في قصف لمنزل يعود لعائلة أبو جلالة في مخيم النصيرات.
ولفتت الوكالة بخصوص قصف النصيرات إلى أن “مواطنين تمكنوا من انتشال شهيد وأشلاء، إلى جانب عدد من الإصابات التي نُقِلت إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح المجاورة، فيما لا يزال مصير مواطنين مفقودين تحت الأنقاض مجهولاً”.
نفاد الوقود يشل الدفاع المدني بمدينة غزة
على صعيد موازٍ، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة الثلاثاء، توقف سياراته عن العمل في المدينة جراء نفاد الوقود، ما ينذر بكوارث إنسانية في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة.
وقال الدفاع المدني في بيان: “نعلن توقف عمل معظم مركبات الدفاع المدني في محافظة غزة، لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها، ونعمل الآن فقط بقدرة مركبة صهريج واحدة للتزود بالمياه، ومركبة إنقاذ واحدة”.
وأكد أن الطواقم “باتت منذ منتصف الشهر الجاري (نوفمبر/تشرين الثاني) غير قادرة على الاستجابة لكثير من نداءات المواطنين والوصول إلى أماكن الحوادث والاستهدافات الإسرائيلية، وهذا ينذر بأننا أمام كوارث ومشاهد إنسانية مؤلمة تضاف إلى معاناة شعبنا في قطاع غزة بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي”.
وأشار الجهاز في بيانه إلى أن “استمرار رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود ومعدات الإنقاذ اللازمة للدفاع المدني هو إمعان في ارتكاب مزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل، وانتهاك مع سبق الإصرار للقانون الإنساني الدولي”.
كما ناشد العالم والأمم المتحدة “من أجل إدخال كميات الوقود اللازمة، وتمكين الدفاع المدني من تأدية واجبه الإنساني لأكثر من نصف مليون مواطن في المحافظة”.
وتمنع إسرائيل إدخال الوقود إلى مناطق القطاع المحاصر إلا بكميات شحيحة جداً لا تتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية، كما شددت حصارها منذ سيطرتها على معبر رفح البري مع مصر (جنوب)، ما فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع وتسبب في تفشي المجاعة.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحاً برياً لشمال قطاع غزة، محتجاً بالعمل على “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، فيما يرى فلسطينيون أن إسرائيل ترغب في إعادة احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي تواصل آلة الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية إبادة ممنهجة في غزة، خلّفت نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.