• 20 أبريل 2024

فك رموز قلعة “كيباتوس” الغارقة في بحر مرمرة

تم الوصول إلى معلومات مهمة في نطاق عملية البحث باسم ” المسح السطحي تحت الماء للميناء القديم وشواطئ يالوفا”، الذي بدأ بتعليمات من وزارة الثقافة والسياحة حول الهيكل الذي يقع على عمق حوالي 3 أمتار في البحر في منطقة “ألتينوفا”.

تشير التقديرات إلى أن القلعة التي بنيت خلال الفترة البيزنطية في منطقة “ألتينوفا” في “يالوفا” غرقت في الماء بسبب الزلازل.

بقرار من وزارة الثقافة والسياحة، ودعم المؤسسة التاريخية التركية ورعاية بلدية “ألتينوفا” واشراف من عضو هيئة التدريس الدكتور “سركان جوندوز” في جامعة ” اولوداغ بورصا” في كلية العلوم والآداب قسم الآثار التاريخية تحت الماء تم التوصل إلى نتائج مهمة في عمل الفريق.

قال “جوندوز” بأنه تم العثور تحت الماء على هياكل أثرية في موقعين مختلفين في شاطئ “ألتينوفا” ثم أضاف: “ايفليا تشيليبي” تحدث عن رصيف ومنارة الشاطئ الذين اكتشفنا بقاياهما وبجانب ذلك عثرنا على مجموعة من الهياكل تحت الماء، وجدنا في بعض المصادر المكتوبة أن رصيف ومنارة الشاطئ المكتشفان يمتد تاريخ استخدامهما من العصر البيزنطي حتى أواخر عصر الدولة العثمانية مما يوضح لنا عن أهمية المنطقة في عصر الدولة العثمانية”، كما ذكر “ايفليا تشيليبي” في كتابه “سياهاتنامي” أنه نزل على هذا الرصيف من الشاطئ” وقال “غوندوز” إن تراثاً ثقافياً آخر تحت الماء تم اكتشافه في المنطقة ويعتقد أن هذا الاكتشاف هو “مدينة ليمناي” القديمة.

وتابع “جوندوز” قائلا: “قلعة “كيباتوس” هي قلعة صغيرة بناها الإمبراطور “ألكسيوس” على خليج “نيكوميديا” ويقول العديد من الباحثون أن هذه القلعة بنيت لجندي اسمه “ساكسون” الذي هاجر الى الإمبراطورية البيزنطية بعد معركة “هاستينغ” ووفقا للكتب اللاتينية القديمة كان اسم القلعة هو “سيفيتوت” ووفقا ل”أننا كومنينا” كان اسمها قلعة “كيباتوس” وقالت أنها كانت موقعا لأحداث تاريخية مهمة ومن أهم هذه الأحداث أن أول نصر لدولة الأناضول السلجوقية ضد الصليبيين تحقق هنا وبالرغم من ذلك هذا الحدث غير معروف في التاريخ التركي، في عام 1096م بعد الحملة الصليبية الأولى تم انشاء مزار لشهداء الحرب و بدأ استخدامه كدير مرتبط بطائفة “كلوني” التي مقرها فرنسا”.

أفاد “جوندوز” أن الدير الذي تم بناء جدران له لتحويله إلى قلعة تم تخصيصه للفرسان اللاتينيين بعد غزو إسطنبول من قبل اللاتينيين في عام 1204م.

ووفقا لترجمة مرحبا تركيا قال “جوندوز” أنه عندما كانت عملية بناء السور غير مكتملة خاض اللاتينيون والبيزنطيون حربا بحرية مما أدى الى تضرر أغراض القلعة الثمينة ثم تم نقلها الى مدينة إسطنبول وأضاف “جوندوز”: ” على الرغم من أن التاريخ الدقيق للغرق غير معروف إلا أنه يعتقد أن القلعة غرقت تحت الماء نتيجة لزلزال شديد على “خط فالق شمالي الأناضول”، الأعمال التي سنقوم بها مهمة جدا للربط ما بين هذ ه البقايا التاريخية وقلعة “سيفيتوت”.

أكد الدكتور “سيركان غوندوز” أن هذه القلعة ذات أهمية كبيرة للتراث الثقافي الكلوني الأوروبي ثم أضاف:” منذ عام 2018، يعمل الاتحاد الأوروبي لمواقع طائفة “كلوني” بشكل مكثف لإدراج المناطق الثقافية والطبيعية التي تنتمي إلى “كلونيين” في قائمة التراث العالمي لليونسكو، يتركز التراث الثقافي لطائفة كلوني في بلدان مثل إنجلترا وفرنسا في أوروبا الغربية ويعد دير “كيباتوس” او “سيفيتوت” مع أكثر من 1800 مركز لطائفة “كلوني” التراث الثقافي الوحيد المعروف في البلقان وتركيا ويعد جسر التقاء ثقافي بين أوروبا والأناضول وبعد أن تم التأكد من خلال عمليات الحفر أن البقايا الأثرية الغارقة تنتمي لدير “سيفيتوت” سيكون للمنطقة أهمية سياحية كبيرة”.

كما أشار “ميتين اورال” عمدة بلدية “التينوفا” الى أن العمل المنجز في المنطقة قد وصل إلى مرحلة متقدمة وأشار أن المنطقة هي موطن لتراث ثقافي مهم وقال:” لدينا ثلاث قلاع مهمة في منطقتنا، القلعة الأولى هي قلعة “تشوبان كالي” والقلعة الثانية هي قلعة مدينة “هيلينابوليس” القديمة اما القلعة الثالثة فهي قلعة “كيباتوس”.

في المستقبل قد يصبح هذا المكان متحفا افتراضيا إذا وجدنا معلومات أكثر من خلال عملية البحث عن هذا المكان”.

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *