في اليوم 397 للعدوان الإسرائيلي على غزة، يواصل جيش الاحتلال قصف المستشفيات وخيام النازحين في قطاع غزة موقعاً شهداء وجرحى، فيما قال تقرير أممي إن ما يحدث في غزة من تجويع ممنهج بهدف التدمير ليس حرباً، بل يجب تسميته “إبادة”.
وشهدت مناطق في قطاع غزة قصفاً إسرائيلياً خلّف شهداء وجرحى، منها خان يونس ومخيم النصيرات وبيت لاهيا ومنطقة الصفطاوي ومحيط دوار أبو شرخ، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
ولفتت الوكالة إلى أن سيدتين استُشهدتا وأصيب 4 آخرون جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل فلسطيني في بلدة الفخاري بجنوب شرقي خان يونس، فيما تبحث طواقم الإنقاذ عن مفقودين تحت أنقاض المنزل المدمر، في محاولة للعثور على أحياء بين الركام.
كذلك أُصيبَ 8 فلسطينيين بينهم سيدتان و5 أطفال ورجل، نتيجة قصف منزل لعائلة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ونسفت قوات الاحتلال منازل سكنية أخرى في مخيم جباليا شمالي القطاع، وسط تزايد حدة القصف والتدمير في مناطق متعددة من غزة.
في غضون ذلك تَوغَّل جيش الاحتلال بمنطقة الشيماء غرب بيت لاهيا وتَقدَّم نحو مدرسة الفاخورة غربي مخيم جباليا تحت غطاء ناري مكثف ومتواصل. واستُشهد 5 فلسطينيين وأُصيبَ مثلهم في قصف طائرة مسيرة إسرائيلية شقة سكنية في حي التفاح شرقي مدينة غزة، فيما سُمعت في المدينة أصوات تفجيرات ضخمة.
“نية التدمير واضحة”
على صعيد متصل، يواصل جيش الاحتلال لليوم 32 اجتياح مخيم جباليا وبيت لاهيا والمناطق المحيطة وسط تشديد حصاره لإجبار المواطنين على النزوح جنوبا.
وشدّدت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز على أن ما يحدث في غزة من تجويع ممنهج بهدف التدمير ليس حرباً، بل يجب تسميته “إبادة”. وشاركت ألبانيز على حسابها بمنصة إكس تقريراً للأمم المتحدة يفيد بسماح إسرائيل الشهر الماضي بدخول 30 شاحنة مساعدات فقط يومياً إلى قطاع غزة.
وأكّدت وجود عدة وسائل تستخدمها إسرائيل لتدمير الفلسطينيين، لافتة إلى أنّ أكثرها قسوة وتعقيداً هو خلق ظروف معيشية غير مستدامة وغير إنسانية، وقالت ألبانيز: “لا تسموا هذه حرباً، إنها إبادة، نية التدمير واضحة، كما أن تواطؤ الدول الأخرى واضح أيضاً”.
وأمس الاثنين قال المفوض العامّ لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن إسرائيل قلّصت عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بدخول قطاع غزة إلى 30 شاحنة فقط يومياً خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي المعابر مع القطاع ويمنع دخول البضائع والسلع الأساسية، كما يفرض قيوداً على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية ويمنع في بعض الأحيان وصولها إلى القطاع مسبّباً أزمة معيشية كبيرة.
وبدعم أمريكي مُطلَق، تشنّ إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً على قطاع غزة خلّفَت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين.