أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، وفاة طفل عمره 20 يوماً جرّاء البرد الشديد وانعدام وسائل التدفئة في خيام النازحين بدير البلح وسط القطاع، وبذلك يرتفع عدد الوَفَيَات بين الأطفال في غزة بسبب البرد إلى 5 خلال نحو أسبوع.
وقال بيان لوزارة الصحة في غزة: “وفاة الطفل جمعة البطران، 20 يوماً، جرّاء البرد الشديد، فيما لا يزال شقيقه التوأم يتلقى الرعاية الطبية الفائقة بقسم العناية المركزة بمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة”.
ويعاني النازحون داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جرّاء شُح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفراش والأغطية، إذ تتفاقم مع فصل الشتاء.
وفي غضون ذلك أعلن الدفاع المدني بغزة، اليوم الأحد، استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف مقاتلات إسرائيلية الطابق العلوي من مستشفى الوفاء لرعاية المسنين بالمدينة.
فيما أفاد مصدر طبي لوكالة الأناضول باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين جرّاء قصف طائرة حربية إسرائيلية منزلاً لعائلة في منطقة كف ميراج بحي النصر شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقال شهود عيان للوكالة إنّ الزوارق الحربية الإسرائيلية استهدفت منطقة المواصي غرب رفح، وأطلقت النار بكثافة على ساحل مدينة خان يونس (جنوب).
وأضاف الشهود أن فلسطينياً أصيب في قصف طائرة إسرائيلية لمنزل في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، في وقت أطلقت فيه طائرة مروحية النار في بلدة خزاعة شرقي المدينة.
وقال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة إنّ طواقمه سيطرت على حريق نشب في منزل لعائلة الشواف قصفته الطائرات الإسرائيلية في عبسان الكبيرة بخان يونس.
وفي وسط قطاع غزة أصيب فلسطينيان جراء قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعاً للمواطنين في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات، وفق مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.
وقال شهود عيان إنّ “المدفعية الإسرائيلية قصفت محيط منطقة الدعوة شمال شرق مخيم النصيرات تزامناً مع إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية”.
وأضاف الشهود أن المدفعية المتمركزة شرق مخيم البريج (وسط) أطلقت عدداً من قذائفها تجاه شمال غرب النصيرات، كما أطلقت الطائرات المروحية النار بشكل متقطع في ذات المنطقة، وأشاروا إلى نسف جيش الاحتلال مبانيَ سكنية شمال مخيم النصيرات.
وفي مدينة غزة قصفت المدفعية الإسرائيلية قسم الطابق العلوي بالمستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، دون وقوع إصابات، وفق مصدر طبي للأناضول، وأضاف المصدر ذاته أن أضراراً لحقت بقسم الأشعة في مستشفى المعمداني.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إنّ اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وأضافوا أن أصوات انفجارات عنيفة سُمعت في المدينة ناجمة عن عمليات نسف إسرائيلية لمبانٍ سكنية شمالي قطاع غزة.
وفي السياق، دعت حركة حماس، أمس السبت، إلى إرسال مراقبين أمميين إلى مستشفيات قطاع غزة لتفنيد مزاعم إسرائيلية بشأن استخدامها لأغراض عسكرية.
وقالت الحركة في بيان: “نطالب بإرسال مراقبين أمميين إلى مستشفيات غزة لتفنيد أكاذيب الاحتلال ومزاعمه حول استخدامها لأغراض عسكرية”.
وأضافت: “استهداف الاحتلال للمنشآت الطبية والمستشفيات وآخرها إحراق وتدمير مشفى كمال عدوان شمال القطاع، يحمّل الأمم المتحدة والمنظومة الدولية مسؤولية تاريخية عن إخفاقها في وقف الإبادة والتطهير العرقي بحق شعبنا”.
وطالبت حماس الأممَ المتحدة والمؤسسات الدولية بـ”التدخل العاجل لحماية ما تبقى من مستشفيات ومنشآت طبية في شمال القطاع وإمدادها بالمواد الطبية”.
والجمعة، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان، قبل أن يضرم النار فيه ويخرجه تماماً عن الخدمة واحتجز أكثر من 350 شخصاً كانوا داخله، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحاً ومريضاً ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
بدورها قالت منظمة الصحة العالمية عبر بيان السبت إن الحصار الذي يفرضه الجيش على شمال غزة منذ أكثر من 80 يوماً يعرّض حياة 75 ألف فلسطيني للخطر.
وأشار البيان إلى أن منظمة الصحة العالمية أصيبت بالذهول جراء الغارة التي استهدفت مستشفى كمال عدوان، الجمعة، والتي أخرجت آخر مرفق صحي رئيسي شمال قطاع غزة عن الخدمة.
وشدد على أن التدمير الممنهج للنظام الصحي وحصار غزة المستمر منذ أكثر من 80 يوماً يعرّض حياة 75 ألف فلسطيني متبقين في المنطقة للخطر، وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تأكدت من وقوع ما لا يقل عن 50 هجوماً على مستشفى كمال عدوان أو بالقرب منه منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ومنذ هجوم الجيش على محافظة الشمال في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرّض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران، إذ قال مسؤول صحي إنّ الجيش يعامله باعتباره “هدفاً عسكرياً”.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلاً عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة خلّفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
اقرأ أيضا: صحة غزة: ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل إلى 45 ألفا و484 شهيد
اقرأ أيضا: جراح تركي عمل في غزة: رأيت إبادة جماعية بكل معنى الكلمة