• 29 مارس 2024
 قلعة “نمرون” التركية تعود لاستقبال زوارها

قلعة “نمرون” التركية تعود لاستقبال زوارها

بعد إتمام عمليات الترميم وانحسار فيروس كورونا (كوفيد- 19) أعادت قلعة “نمرون” التاريخية بولاية مرسين جنوبي تركيا فتح أبوابها أمام الزوار.

وأجريت، خلال الفترة الماضية، أعمال ترميم وصيانة على قلعة “نمرون” الواقعة على مشارف جبال طوروس، في منطقة تشاملي يايلا، على ارتفاع 1600 قدم عن سطح البحر.

وقامت بأعمال الترميم مديرية مراقبة وتنسيق الاستثمار في مرسين تحت إشراف المجلس المحلي للمحافظة على التراث الثقافي بمدينة أضنة.

** جذور ضاربة في التاريخ

واستخدمت القلعة من قبل العديد من الإمبراطوريات والدول التي يعود تاريخها إلى الحضارات الحثية والآشورية لأغراض دفاعية.

وبُنيت القلعة في موقع استراتيجي عند نقطة تقاطع الوديان الجبلية الثلاثة، كانت تعرف باسم “إليبرو” من قبل الحثيين والآشوريين.

ومن المعروف أن القلعة استُخدمت فيما بعد لأغراض دفاعية من جانب البيزنطيين، ومملكة كيليكيا الأرمنية، وإمارة قرامان أوغوللري، ودولة سلاجقة الأناضول والدولة العثمانية.

وتحتوي الجدران الخارجية للقلعة على خصائص معمارية أرمينية وبيزنطية انتقلت عبر العصور التاريخية إلى يومنا هذا.

ويمكن الوصول إلى القلعة التاريخية التي تم ترميمها مع الممشى والشرفة، بعد رحلة صعبة والصعود حوالي 400 درجة.

وللقلعة منحدر حاد يصل إلى 40 متراً، كما يوجد بها آثار لجدران حجرية، وتتكون من صخور طبيعية تتراوح أطوالها بين 3 إلى 10 أمتار.

ويرفرف على قمة القلعة العلم التركي، كما يوجد مجسم لصورة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وتقدم القلعة فرصة لزوارها من عشاق التصوير لالتقاط مناظر رائعة.

** سهولة التنزه في القلعة

يقول إسماعيل تبه باغلين رئيس بلدية تشاملي يايلا ، إن قلعة “نمرون” هي أهم الآثار التاريخية التي تظهر أن هذه المنطقة كانت موطنا للعديد من الحضارات.

ويوضح تبه باغلين، أن “العديد من الإمبراطوريات على مدى التاريخ استخدمت القلعة كمأوى”.

ويضيف أن الوثائق التاريخية تذكر أن هناك أناس عاشوا هنا حتى عام 1061، وكانت هناك مستوطنات حول قلعة نمرون، وجزء كبير منها تم هدمه.

ويذكر تبه باغلين، أن القلعة ومحيطها يجذبان إليهما بشدة محبي الطبيعة الخلابة، وعشاق التقاط الصور الفوتوغرافية.

ويوضح أن المنطقة تتيح الفرصة أمام المواطنين الذين يعانون ظروف الطقس الحار للاستمتاع بجو لطيف.

ويتابع تبه باغلين: “تتوسط قلعة نمرون منطقة تشاملي يايلا وتطل على كافة نواحيها، وعند الصعود لأعلى هذه القلعة يمكن رؤية كل الأماكن من فوق”.

** ترميم المبنى وخطط مستقبلية

يقول تبه باغلين: “بدعم من الولاية تم ترميم المبنى الرئيس وفتحه ليصبح وجهة سياحية”.

ويشير إلى أنه “تم الانتهاء من مرحلة تمهيد طرق السير، وأيضا شرفات المشاهدة بشكل جزئي، ويمكن زيارة القلعة بكل أريحية “.

ويضيف تبه باغلين، أن القلعة التاريخية “فتحت أبوابها للزوار عقب بدء مرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها بعد انحسار وباء فيروس كورونا المستجد”.

ويقول: “نحن الأن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة داخل هذه القلعة حيث سنقوم بعمل مقهى بدعم من الولاية”.

ويضيف تبه باغلين: “بذلك سيتمكن زوارنا من تلبية احتياجاتهم عندما يصعدون إلى القلعة كما سيستمتعون بمشاهدة منطقة تشاملي يايلا والتقاط الصور الجميلة”.

ويؤكد أنهم يقومون بكافة أعمال الترميم الترميم “بالشكل الذي لا يضر بالنسيج التاريخي لهذا الصرح الأثري الكبير”.

وحول الخطط المستقبلية بشأن القلعة يقول تبه باغلين، “في المراحل التالية لدينا خطط مشاريع لإتاحة الوصول إلى القلعة من خلال التلفريك واستخدام المصاعد”.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *