• 18 أبريل 2024

قونية التركية مقصد سياحي وقوة اقتصادية متصاعدة

قونية التركية مقصد سياحي وقوة اقتصادية

هناك مثل قديم يقول؛ تجوّل في قونية لترى العالم، حيث تعد هذه الولاية نقطة تلاقي لعدة حضارات، وتجمع العديد من الثقافات، وتجذب ملايين السياح من داخل وخارج تركيا، القدامين لرؤية المعالم السياحية والمناظر الطبيعية، إلى جانب اعتبارها نقطة جذب اقتصادية قوية للمستثمرين.

قونية التركية تاريخ ممتد عبر الحضارات

كل زاوية منها تدلّ على أن حضارة ما قد مرت من هنا أو استقرت ثم اندثرت وبقيت آثارها، يبلغ عدد سكانها حاليا نحو مليون وثلاثمائة ألف نسمة، وتجمع قونية التركية في جنباتها الكثير، مما يعكس مزيجا بين الحاضر والماضي.

اقرأ ايضا: الطاقة الحرارية في تركيا.. توليد كهرباء صديقة للبيئة

اقرأ ايضا: مميزات وفرص الاستثمار الزراعي في تركيا

قونية التركية مقصد سياحي وقوة اقتصادية
قونية التركية مقصد سياحي وقوة اقتصادية

وتعد قونية واحدة من أقدم المستوطنات في الأناضول، ويعود تاريخ المدينة إلى عصور ما قبل التاريخ، وتشير بعض الدراسات إلى أن عمر قونية يمتد لما بين خمس وست آلاف عام قبل الميلاد، وكانت تسمى المدينة قديماً باسم “آيقونيوم”.

وعلى حدود قونية؛ تقع منطقة تشاتالهويوك، أقدم مستوطنة من العصر الحجري الحديث، وتم تسجيلها في عام 2012 كموقع للتراث العالمي لليونسكو.

وعبر العصور، كانت قونية تحت سيطرة الإمبراطوريات الحثّية والفريجية والرومانية والبيزنطية والسلجوقية، وأخيراً حكمت الإمبراطورية العثمانية مدينة قونية، قبل تأسيس الجمهورية التركية الحديثة.

وقام السلطان محمد الفاتح بتأسيس ولاية كرمان في عام 1470، واعتماد مدينة قونية كمركز لهذه الولاية، وفي القرن السابع عشر تم إنشاء ولاية قونية التركية بعد توسيع حدود ولاية كرمان، في عصر التنظيمات الإصلاحية.

وعلى الرغم من أن المدينة لم تتعرض للاحتلال من أي دولة أجنبية؛ إلا أن بعد الحرب العالمية الأولى، تم غزو بعض أجزاء المدينة من الجيش الإيطالي لفترة قصيرة جداً من الزمن.

واليوم، بمساحتها البالغة 40.813 كيلومتر مربع وعدد سكانها البالغ أكثر من 2 مليون نسمة، تحتل ولاية قونية التركية مكانة هامة بين مدن تركيا.

السياحة في قونية التركية مقصد عالمي

بتاريخها العريق؛ تتمتع قونية بكثرة مناطق الجذب السياحية والثقافية، وتعد الحِرَف اليدوية التقليدية والقيم الفولكلورية في قونية؛ جزء من السياحة الثقافية، وتعتبر صناعة السجاد والملاعق والبنادق والفخار، وصناعة البلاط، وفن الخط من الأمور التي تجذب اهتمام السياح، كما يشكل الرقص الشعبي والموسيقى الصوفية أحد القيم الفولكلورية الرئيسية في قونية التركية.

وبتاريخها الممتد إلى أكثر من 6000 سنة قبل الميلاد؛ تتمتع قونية بمواقع أثرية ومحميات طبيعية وتاريخية والعديد من الكهوف.

ولقونية التركية بعض الشخصيات التي باتت ترتبط بالمدينة ارتباطاً وثيقاً في أذهان السياح، مثل ارتباط قونية بالعالِم الصوفي جلال الدين الرومي.

ويوجد في قونية 7 متاحف في مركز المدينة، و4 مناطق أثرية تابعة للولاية، وقد زار هذه المتاحف والأماكن أكثر من 2.5 مليون شخص في عام 2015 فقط.

كما تتمتع ولاية قونية التركية؛ بالمناظر الطبيعية المميزة، مثل بحيرة بيشهير، التي تعد أكبر بحيرة للمياه العذبة في تركيا، وهي واحدة من المقاصد السياحية، وسياحة الصيد في تركيا، كما تعتبر جبال قونية التركية الممتدة من جبال طوروس؛ مناسبة جداً للرحلات والرياضات الجبلية، ويتوفر عدد من الينابيع الحارة والمناسبة للسياحة العلاجية في قونية.

قونية التركية مقصد سياحي وقوة اقتصادية
قونية التركية مقصد سياحي وقوة اقتصادية

اقتصاد قونية يدعم الاقتصاد التركي

ومع وجود قطاع تجاري متطور في المدينة منذ العصور القديمة بسبب موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية؛ كانت قونية التركية أيضاً مسرحاً لنشاط تجاري كثيف خلال الفترتين السلجوقية والعثمانية، لكونها تقع على طريق الحرير التاريخي.

وفي العصر الحديث تم الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية والصناعية والزراعية الهائلة في المدينة مما جعلها تساهم في النهضة الاقتصادية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية التركي.

وفيما يلي نستعرض بعض الحقائق التي تعكس متانة الاقتصاد في قونية وأهميته في دعم الاقتصاد التركي:

– تعتبر قونية التركية عاصمة الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع أكثر من 48000 شركة صغيرة ومتوسطة.

– تُعرف قونية أيضاً باسم مخزن الحبوب في تركيا، وتعتبر قونية رائدة في إنتاج الدقيق والملح والسكر على مستوى تركيا.

– ولاية قونية التركية هي الوحيدة في تركيا التي يتم التنقيب عن معدن الألمنيوم فيها.

– تعتبر صناعة قطع غيار السيارات؛ رائدة في قونية، خاصة مع تمركز شركات السيارات التركية البارزة فيها.

– من القطاعات الرائدة أيضاً في قونية التركية؛ صناعة السيارات، وإنتاج الآلات، وسبك المعادن، وإنتاج الأدوات والآلات الزراعية، والصناعات الغذائية، وصناعة الأحذية.

– تبلغ حصة قونية من سوق المركبات الرافعة؛ 70 % من إجمالي السوق التركي.

– يتمركز في قونية التركية 45 % من إجمالي سوق آلات معالجة المعادن، و45 % أيضاً من إنتاج الآلات الزراعية في تركيا

– تحتل قونية المركز الثاني عشر في تركيا في الصادرات، حيث تجاوز حجم صادراتها 2 مليار دولار في عام 2020.

– أكبر 5 دول تصدّر إليها قونية هي؛ العراق، ألمانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بالإضافة للتصدير إلى أكثر من 170 دولة

– من عام 2000 إلى عام 2019، زادت قيمة الصادرات من قونية 23 مرة، مع وجود أكثر من 2700 شركة مصدّرة، 385 استثمار أجنبي مباشر من 54 دولة.

اقرأ ايضا: مكتبة الفاتح في إسطنبول تزيح الستار عن أكثر من 40 ألف كتاب

اقرأ ايضا: جولة في الصحافة التركية اليوم الأربعاء 23-6-2021

وتعتبر فكرة زيارة قونية التركية بغرض السياحة ودراسة فرص الاستثمار والتجارة؛ فكرة جديرة بالاهتمام.

إعداد: فاضل محمد ماهر الحايك

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *