تعيش تركيا اليوم ذكرى افتتاح مسجد السليمانية للعبادة، والذي يعد من أفضل وأجمل المساجد المبنية في فترة الإمبراطورية العثمانية ومن أعظم أعمال المهندس المعمار سنان.
تأسيس المسجد
بني المسجد بأمر من السلطان سليمان الأول (سليمان القانوني)، ويذكر أن: سنان قبل بدء العمل قد أعد الخرائط والتصاميم والأفكار والنماذج، ووضعها بين يدي السلطان نفسه فأعجب بها وأعطى موافقته عليها، وفتح باب خزانته لتنفيذها بلا حساب، مما كان له أعظم الأثر في إطلاق العنان لخيال وخبرة المهندس المعماري الفنان سنان لإنجاز مسجد طالما افتخر به وقال عنه: إن هذا المسجد هو أعظم إنجازاتي.
ويقال إن مجموع الشرفات العشرة الموجودة على المنارات ترمز إلى ترتيب السلطان سليمان الأول، فهو العاشر في سلسلة السلاطين العثمانية، وقد تم بنائه بواسطة المعماري العثماني الشهير معمار سنان، بداية من سنة 1550 إلى غاية الانتهاء من عملية تشييده عام 1557. وقبل أن يستهل معمار سنان عملية البناء استدعى أشهر الحرفيين والمهندسين المعماريين والفنيين للمشاركة في بناء هذا الصرح العظيم، فبلغ عددهم الآلاف ممن جاءوا من كافة أطراف الدولة العثمانية
وفي تلك السنوات ولعدم وجود الكهرباء كان مسجد السليمانية يُضاء عبر 275 مصباحا من المصابيح العملاقة. وأهم عمل قام به سنان في المسجد هو بناء غرفة صغيرة على الباب وتوفير جميع الدخان في هذه الغرفة وسميت بـ “غرفة الدخان” وتم تقطير الحبر ذو الجودة في هذه الفترة.
موقع المسجد
اختيرت أفضل البقاع من حيث الجمال والبروز لتكون مقراً لمسجد السليمانية. فقد بني المسجد على تلة مرتفعة تطل على مضيق البوسفور والقرن الذهبي، وبجوار مبنى قديم بنيت مكانه اليوم جامعة إسطنبول في منطقة بايزيد.
فقد بني على ربوة مرتفعة تطل على مضيق البوسفور وخليج القرن الذهبي وعلى الجزء الآسيوي من إسطنبول في الضفة الأخرى من المضيق، وبداخل المجمع مساحات خضراء تزداده زينة ورونقا، وبجواره اليوم جامعة إسطنبول في منطقة بايزيد التي بنيت مكان مبنى قديم كان مشيدا آنذاك.
يعتبر جامع السليمانية أكبر المجمعات العمرانية في إسطنبول بعد مجمع الفاتح، ساحته الخارجية الكبرى لها أحد عشر باباً تفضي بك إلى مجموعة متكونة من مقبرة وأربع مدارس ومستشفى وفندق ومئذنة ودكاكين وحمّامات ومدرسة قرآنية وكذلك ضريح سنان الشهير وفي قلبها يقع مسجد السليمانية، وكغيره من الأبنية الإسلامية والمسيحية في الأناضول تجد الجامع مبنيا بالحجارة المنحوتة والمركبة بدون ملاط وهي ميزة جميلة نجدها في النظام المعماري الأناضولي.
الأضرحة في المسجد
لا تنسى أن تقوم بزيارة ضريح السلطان سليمان وعائلته بما فيه قبر زوجته روكسلان (السلطانة هيام في المسلسل التركي المعروف بحريم السلطان)، حيث أنه تم دفن السلطان سليمان القانوني في نفس الجامع، حيث يعتبر الضريح من أجمل الأضرحة العثمانية القديمة.
فإن كنت قد زرت تركيا من قبل فلابد وأنك قد زرت مسجد السليمانية.