إعداد: محمود غانم – مرحبا تركيا
يعتمد مقدار الوقت الذي يُمكن للشخص أن يعيش فيه تحت أنقاض الزلزال على عدة عوامل، بما في ذلك شدة الزلزال، وموقع واستقرار الأنقاض، والحالة الجسدية للشخص وإمكانية وصوله إلى الماء والهواء.
كم يمكن أن يبقى الإنسان حيا تحت أنقاض الزلزال
بشكل عام ، يُعتقد أن الشخص يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى عدة أيام، حتى أسبوع أو أكثر، تحت الأنقاض إذا كان بإمكانه الوصول إلى الهواء النظيف والماء وبعض الطعام.
اقرا ايضاً: زلزال تركيا.. إنقاذ شابة من تحت الأنقاض بعد 201 ساعة
ومع ذلك، فإن الساعات القليلة الأولى بعد الوقوع حرجة، وتقل فرص البقاء على قيد الحياة مع مرور كل ساعة، لهذا السبب من الضروري تحديد مكان الأفراد المحاصرين وإنقاذهم في أسرع وقت ممكن.

بشكل عام، الساعات 48-72 الأولى هي الأكثر أهمية لفرق البحث والإنقاذ لتحديد مكان الناجين وإخراجهم، وبعد هذا الوقت، تقل احتمالية البقاء على قيد الحياة بشكل كبير بسبب نقص الماء والغذاء والرعاية الطبية.
يشار إلى أن فترات البقاء على قيد الحياة يمكن أن تختلف اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على الظروف المحددة، وعلى سبيل المثال ، نجا بعض الأشخاص من المحاصرين لأسابيع أو حتى أشهر تحت أنقاض المباني المنهارة، بينما قد لا يعيش آخرون حتى لساعات قليلة، ومن الضروري العمل بسرعة وكفاءة لإنقاذ الأفراد المحاصرين في أعقاب الزلزال لزيادة فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
اقرا ايضاً: زلزال تركيا.. إنقاذ سيدة وطفليها في هطاي بعد 228 ساعة
وعلى سبيل المثال أيضاً في زلزال هايتي عام 2010، تم إنقاذ رجل يدعى إيفانز مونسينياك من تحت أنقاض سوبر ماركت بعد 27 يومًا من الزلزال، وفي زلزال كهرمان مرعش جنوب تركيا 2023 والذي ضرب أجزاء من سوريا، تم إنقاذ المئات بعد مرور أسبوع وأكثر من تحت الأنقاض.
كم يصمد الإنسان تحت الأنقاض
لا توجد إجابة محددة على هذا السؤال، إذ يقول الخبراء إن الفرد يمكنه البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض لمدة أسبوع على الأكثر في ظل الظروف الأكثر ملاءمة.
ويؤكد خبراء آخرون أن الإنسان بإمكانه العيش بلا ماء لـ 3 أيام حسب حالة الجو ودرجة الحرارة وفقدان جسمه للسوائل وتعامله مع الظروف المحيطة به تحت الأنقاض.

كما يمكن أن يبقى الإنسان بدون طعام لمدة 18 يوما، لكن هذا يتوقف على عوامل كثيرة منها صحة الإنسان القابع تحت الأنقاض وعمره وإصاباته التي أصيب بها.
اقرا ايضاً: زلزال تركيا.. إنقاذ مواطن من تحت الأنقاض بعد 207 ساعات
يقول الخبراء إن الفرد يمكنه البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض لمدة أسبوع
ويجب الانتباه إلى أن عمر الإنسان مهم جدا للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول تحت الأنقاض، لأنه كلما كان الشخص أصغر في العمر فستكون قدرته على التحمل أعلى من الأكبر سنا.
أضف إلى ذلك أن تراكم الحطام حول الشخص قد يقلل من دخول الهواء إليه، وهو ما يؤثر على تنفسه ويقلل من قدرته على استنشاق الهواء وبالتالي صعوبة بقائه حيا.
كيف يمكن للإنسان أن يبقى حيا فترة أطول تحت الأنقاض
تعتمد الإجابة على هذا السؤال الذي يطرحه كثيرون خلال فترات الزلازل على عدة عوامل تتعلق بالشخص والبيئة العالق فيها، وتشمل هذه العوامل:
1- الوصول إلى الماء
تشير بعض التقديرات إلى أن متوسط المدى يتراوح بين 3 و7 أيام، مع أنه من الصعب تحديد المدة التي يمكن أن يعيشها الناس دون شرب الماء.
ويعتمد كثير من الخبراء على مستوى اللياقة البدنية للفرد، ودرجة حرارة المنطقة المحاصرة، التي تحدد كمية السوائل التي تفقدها من خلال التعرق.

2- الوصول إلى الهواء
هذا يعتمد على البقعة التي حوصر بها الشخص إن كان بها ممر للهواء أم مغلقة، وما إذ كان هناك إمكانية لوصول الأكسجين إليه بسهولة.
أما إذا كان الشخص محاصرا في مكان مغلق ترتفع فيه درجة الحرارة وتزداد فيه نسبة ثاني أكسيد الكربون، فإنه قد يختنق مع مرور الوقت.
3- الإصابات
في هذه المرحلة نسأل: هل تعرض الشخص إلى إصابة؟ وهل ينزف؟ إذا كان ينزف فإن هذا يقلل فرصة نجاته، ويجب العثور عليه بسرعة.
فإذا كان الشخص عالقا تحت حطام ثقيل فإن الركام قد يسبب مشاكل أو يؤذي العضلات وربما يسبب نزيفا وكسرا، وهذا يقلل فرص البقاء على قيد الحياة.
هل يصمد الأطفال أكثر تحت الأنقاض
في زلزال تركيا لوحظ أن عددا كبيرا ممن جرى انتشالهم من الأطفال، ويفسر ذلك عدة عوامل منها أن صغر أجسامهم يجعلهم لا يأخذون حيزا كبيرا تحت الأنقاض، كما أنهم يحتاجون إلى نسبة أكسجين أقل.
أشخاص ظلوا فترات طويلة تحت الأنقاض
عام 2010 جرى إنقاذ فتاة من هايتي تبلغ من العمر 16 عاما ظلت محاصرة لمدة 15 يوما من تحت الأنقاض الناجمة عن الزلزال في بورت أو برنس.
عام 2010 نجحت الطواقم الطبية في إنقاذ 33 عاملا ظلوا عالقين في باطن الأرض على مدار 68 يوما داخل منجم في تشيلي.

عام 2011 عثر على مراهق ياباني وجدّته البالغة من العمر 80 عاما على قيد الحياة بعد تسعة أيام محاصرين في أنقاض منزلهم بعد الزلزال والتسونامي الذي دمر فوكوشيما.
اقرا ايضاً: زلزال تركيا.. إنقاذ مسنة تركية من تحت الأنقاض بعد 212 ساعة
عام 2013 انتشلت امرأة من تحت أنقاض مصنع في بنغلادش بعد 17 يوما من انهياره، ونجحت الطواقم الطبية في الوصول إليها.
عام 2023 أنقذت فرق الإغاثة امرأة تركية من تحت الأنقاض في ولاية قهرمان مرعش بعد مضي 257 ساعة (11 يوما) على كارثة زلزال تركيا.
اقرا ايضاً: زلزال تركيا.. إنقاذ شابة من تحت الأنقاض بعد 11 يوما