كنعان ايفرين.. منظم أكبر انقلاب دموي في تركيا

أحد رؤساء تركيا السابقين ومنفذ الانقلاب العسكري الدامي في عام 1980.  أول انقلابي توجه إليه تهمة القيام بـ”جرائم ضد الدولة”، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في إبريل 2014.

المولد والنشأة

ولد أحمد كنعان ايفرين عام 1917 بولاية مانيسا غربي تركيا.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه في ثلاث ولايات تركية هي مانيسا وبالكسير وإسطنبول، وبعد تخرجه من الثانوية العامة التحق بكلية أنقرة الحربية وتخرج منها في عام 1938، ثم التحق بعد ذلك بالأكاديمية العسكرية وتخرج منها كضابط في عام 1949.

الوظائف والمسؤليات

وبعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية عمل في الجيش التركي، ليشغل منصب آمر كتيبة مقاومة للطائرات في الفترة من عام 1940 إلى عام 1946 ، ثم أصبح آمر بطارية مدفعية في الفترة من عام 1947 إلى عام 1957 ، وبعد ذلك ترقى إلى منصب رئيس العمليات العسكرية ومعلم في كلية الأركان العسكرية في الفترة من عام 1957 إلى عام 1958. وفي نفس العام أصبح رئيسا للعمليات وضابطا للتدريب في الفرقة العسكرية التركية في كوريا حتى عام 1959 ، وفي عام 1961 أصبح آمر فوج ورئيسا للأركان العسكرية حتى عام 1970. أما في الفترة ما بين عام 1973 وعام 1975 ، شغل منصب قائد فيلق ورئيس هيئة الـ TLFC للتفتيش، وشغل منصب نائب رئيس الأركان العام سنة 1976 إلى سنة 1977، و بعد ذلك اعتلى منصب آمر للقوات البحرية في نفس العام وحتى عام 1978. ثم  ترقى في منصبه ليصبح رئيسا للأركان العامة في الفترة ما بين عام 1976 إلى عام 1983 .

التجربة السياسية

في عام 1980، قاد كنعان ايفرين مجموعة من الضباط؛ لشن انقلاب عسكري في البلاد، حيث كان الانقلاب يهدف إلى الحفاظ على المبادئ الأساسية التي وضعها أتاتورك لتركيا. وكان الفكر الكمالي أحد أهم تلك المبادئ؛ حيث كان يعتقد كنعان ومن معه بأن سبب سقوط الدولة العثمانية عسكريا هو ارتباطها بالفكر العربي والإسلامي؛ ولذلك كانوا يخشون من صعود التيار الإسلامي إلى الحكم مرة أخرى عبر الانتخابات التركية.

وفي عام 1982 أجريت الانتخابات الرئاسية وحصل كنعان ايفرين على نسبة 90% من أصوات الناخبين، وأصبح رئيسا للجمهورية التركية.

وبعد توليه الرئاسة قام بتعديل الدستور وأدخل المادة 15، التي تمنح الحصانة لرئيس الجمهورية والقادة العسكريين، وبالتالي تمنع محاكمتهم أو محاسبتهم.

واستمر حكم كنعان ايفرين ثلاثين عاما منذ بدء الانقلاب، اتخذ خلالها الكثير من الأحكام القسرية، فاعتقل 650.000 شخصاً، وحاكم 230.000 شخصاً، وأعدم 517 شخصاً، وتوفي حوالي 299 شخصاً؛ جراء التعذيب في سجون المعتقلات. كما انتحر حوالي 43 شخصاً وقتل حوالي 16 شخصاً خلال هروبهم، بالإضافة إلى آلاف المفقودين. ولم يقف عند هذا الحد؛ فقد أقال حوالي 3654 مدرسا و 47 قاضيا و 120 أستاذً جامعياً، ونتج عن هذا القمع والأحكام العرفية هروب أكثر من ثلاثين ألف معارض ومفكر طالبين حق اللجوء السياسي خارج الجمهورية.

سقوط ايفرين ومحاكمته

في الذكرى الثلاثين للانقلاب، تم التصويت على إصلاحات للدستور خلال حكم ايفرين، وكان من أهم هذه الإصلاحات إلغاء حصانة رئيس الجمهورية والمسؤولين العسكريين بموجب المادة الـ15 من الدستور. وفي عام 2010 حصل حزب العدالة والتنمية على غالبية الأصوات في الاستفتاء. وطالب العديد من الأتراك ممن تضرروا جراء الانقلاب بملاحقة المنقلبين. وفي تلك الفترة هدد كنعان ايفرين بالانتحار إذا تم زجه في السجن.

وعندما تولى رجب طيب اردوغان رئاسة الجمهورية في عام 2012، شهدت تركيا أول محاكمة لقادة انقلاب عسكري في التاريخ، وسميت بمحاكمة القرن. وخضع قادة الانقلاب للمحاكمة العسكرية، إلا أن بعضهم توفي قبل مثوله للمحاكمة، مثل نجات تومر -قائد القوات البحرية التركية وقت الانقلاب- الذي توفي في عام 2011، قبل ساعات قليلة من مثوله للتحقيق، وأعفي قادة أخرين بسبب أوضاعهم الصحية. أما كنعان ايفرين فقد صدر في حقه حكم بالسجن المؤبد في عام 2014، ونقل بعد ذلك إلى مستشفى عسكري؛ لسوء حالته الصحية وتوفي بتاريخ 10/5/2015.

اترك تعليق