في ظل الظروف العالمية والدولية المحيطة بنا نظراً إلى انتشار فايروس كورونا المستجد COVID-19 الذي ليس له أي علاج أو لقاح حتى الآن، فإن الوقاية من الإصابة به ومقاومته في حال الإصابة تتطلب الحرص على تقوية جهاز المناعة لدى جسم الإنسان، من خلال الحرص على عادات غذائية ونمط حياة معين.
بداية، يجب الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن اللازمة لتقوية الجسم من خلال تناول وجبات محددة لا تقل عن ثلاثة وجبات رئيسية يومياً، وهي الفطور والغداء والعشاء، على أن تحتوي على كميات معتدلة من الطعام مع الحرص على التنويع فيها، وذلك بتناول صنف من كل مجموعة من المجموعات الغذائية كما يلي:
اللحوم مثل اللحم الأحمر ولحوم الأعضاء والطيور كالدجاج والسمك والمأكولات البحرية والبيض والبقوليات.
الحليب ومشتقاته من ألبان و أجبان.
الخضراوات بأصنافها المتنوعة.
النشويات من الحبوب كالخبز والأرز والبسكويت والمخبوزات بشكل عام.
الفاكهة بأصنافها المتنوعة.
ويجب تحضير الطعام بطرق صحية للحرص على الهضم السليم والاستفادة من الطعام بشكل أفضل، إذ إن تحضير الطعام بطرق السلق والشوي وتناول الطعام الطازج يحسن الهضم في الجسم ويعزز عمل الجهاز الهضمي، إضافة الى الحفاظ على أعلى نسبة من الفيتامينات والمعادن في الصنف المتناول.
شرب الماء وتروية الجسم يعتبر ضرورياً جداً للحفاظ على مستوى الأيض في الجسم وعمليات الاستقلاب، مما يضمن صحة أفضل.
كما يعتبر تجنُّب الخمول والحرص على مستوى نشاط بدني متوسط هامّاً لتقوية الجسم والحفاظ على مناعته، بخاصة رياضة المشي، إذ يمكن ممارستها منزلياً لمدة 30 دقيقة يومياً، ويمكن ممارسة تمارين هوائية بسيطة لتحفيز الجسم وتقوية المناعة.
ولا بد من تجنُّب التوتر والقلق والهلع الذي يؤثر بدوره على الجسم، إذ يعمل على إضعاف المناعة. لذلك يجب تجنب الإجهاد الفكري والشد العصبي للحفاظ على وظائف الجسم والمناعة.
وفي هذه الأوقات العصيبة، يجب تجنُّب التدخين والأرجيلة اللذين يعملان على إرهاق الرئتين وإضعاف المناعة وتقليل نسب الأكسجين في الدم، مما يعرض الشخص للإصابة بفايروس كورونا والتأثر به، فتزداد مضاعفاته بشكل أكبر في حال الإصابة به.
ومن المعروف أنه في حالات مشابهة للحجر المنزلي فإن السهر من الأمور التي تصبح شائعة. هنا علينا الحذر من السهر طويلاً وعدم أخذ القسط الكافي من النوم. فعندما يأخذ الجسم حاجته من النوم سيكون محصناً بشكل أفضل لمواجهة الفيروسات الخارجية ومنها فيروس كورونا. فصحة جهاز المناعة أيضاً ترتبط بأخذ الجسم حاجته من النوم اليومي.
إضافة إلى كل ما سبق، يجب الحرص على تناول البروتينات من مجموعتَي اللحوم والحليب ومشتقاته بسبب محتواها العالي من الفيتامينات والعناصر الضرورية للمناعة، ومن أهمها “فيتامين د” الذائب في الدهون الذي يمكن الحصول عليه من الحليب ومشتقاته واللحوم الحمراء. إضافة إلى محتوى منتجات الحليب من البكتيريا النافعة وبخاصة اللبن.
من أهم الفيتامينات لتقوية المناعة “فيتامين أ/الكاروتينات” إذ يعتبر مضاداً للأكسدة ويعزز المناعة في الجسم ويدعمها. ونقصه مرتبط دائماً بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية والمنقولة، ويمكن الحصول على فيتامين أ من اللحوم والحليب ومشتقاته إضافة إلى الخضراوات والفاكهة ذات اللون البرتقالي كالجزر.
ويعتبر تناول أصناف متنوعة من الخضراوات والفاكهة وبكميات كثيرة خلال هذه الفترة هاماً جداً، إذ إنها غنية بالفايتونيوترينت والعناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن، إضافة إلى مضادات الأكسدة التي تعمل على الوقاية من الالتهابات في الجسم وتحفز الجهاز المناعي لإفراز الأجسام المضادة.
بعض الأطعمة تعتبر هامة بحد ذاتها من دون وصفها كجزء من مجموعة معينة ويجب إضافتها كجزء من النظام الغذائي خلال فترة انتشار الفايروس، فمثلاً يعتبر كل من البصل والثوم مضادات حيوية طبيعية وغنية بالفتيامينات والمعادن، إذ تعمل على تقوية مناعة الجسم بشكل ممتاز. وقد أثبتت الدراسات المتنوعة فاعليتها في محاربة العدوى الفيروسية.
أما بالطب البديل فإن الكركم يعتبر هاماً جداً لتقوية مناعة الجسم ويمكن إضافته إلى الحليب أو عصير الحمضيات للحصول على فائدة أكبر. كما يعتبر الشاي الأخضر والشاي الصيني والزنجبيل مضادات طبيعية للأكسدة.
إن استهلاك “فيتامين ج” هام جداً لأنه يعمل على محاربة نزلات البرد والإنفلونزا، وينشط الدورة الدموية بالجسم. ويمكن الحصول عليه من المكملات أو من مصادره الغذائية كالحمضيات (الليمون والبرتقال والبوملي والجريبفروت والكلمنتينا) والفلفل الأحمر الحلو والفراولة والكيوي.
أخيراً، فإن الحرص على تغذية صحية وسليمة خلال فترة الحجر المنزلي تجنبك لاحقاً مضار صحية ومضاعفات، إضافة إلى تغيرات في الحالة التغذوية والنمط الغذائي، والأهم أنها تقلل فرصة إصابتك بفيروس كورونا وتعمل على إضعافه في حال إصابتك به.