فرضت التدابير المتخذة في جميع أنحاء العالم لمنع انتشار فيروس كورونا(Kovid-19) ، على مناحي الحياة حول العالم، واقعا جديدا تدور أنشطته في “الواقع الافتراضي”.
كورونا يدفع العالم نحو الواقع الافتراضي
ففي ظل التزام كثير من سكان العالم بمنازلهم ضمن إطار التدابير المتخذة لمنع انتشار الفيروس، بدأ كثيرون في قضاء مزيد من الوقت أمام شاشات الأجهزة الذكية لتلبية احتياجاتهم المعيشية والتعليمية والاجتماعية والتجارية.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه وباء كورونا يؤثر على العالم كله، يطالب المسؤولون والخبراء الحكوميون مواطنيهم الالتزام بـ “البقاء في المنزل” من أجل مكافحة فعالة أكثر لانتشار الفيروس.
وأدى انتشار الفيروس في معظم أرجاء العالم، إلى تزايد الاهتمام بأنماط العمل من المنزل والتواصل عن بعد، فيما تعاظمت أهمية الشاشات الذكية لكونها نوافذا تمكن الأفراد من العمل عن بعد وقضاء أوقات ممتعة في المنازل.
وازداد استخدام الأجهزة الذكية بشكل ملحوظ مقارنة بفترة ما قبل الجائحة العالمية، وتحولت الهواتف المحمولة والكمبيوتر المستخدمة في العمل عن بعد إلى أجهزة تلعب دورا حيويا خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أجهزة التلفاز المستخدمة في عملية التعليم المنزلي.
زيادة الاقبال على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
تحولت منصات وسائل التواصل الاجتماعي إلى الخيار الأول لأولئك الذين لا يريدون الانفصال عن محيطهم الاجتماعي أثناء البقاء في المنزل.
وقد أدى ارتفاع رغبة الشعوب في معرفة مجريات الأحداث و تتبع أخبار الوباء، إلى مزيد من الإقبال على متابعة قنوات التواصل الاجتماعي.
وكشف تقرير صادر عن مجلة الأعمال اليوم (Business Today) الأمريكية، أن 75 بالمئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يقضون كثيرا من أوقاتهم على مواقع وتطبيقات مثل “فيسبوك (Facebook) و”تويتر” (Twitter)و “واتس آب “(WhatsApp)، بعد تطبيق تدابير منع انتشار جائحة كورونا.
ووفقا للتقرير الذي نشرته المجلة، فإن عدد الساعات التي يقضيها مستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي في الهند قد تجاوزت الـ 4 ساعات يوميًا في هذه المرحلة، ما يقابل زيادة بنسبة 87 في المئة مقارنة بفترة ما قبل انتشار الوباء.
تزايد استخدام تطبيقات “الدوائر التلفزيونية المغلقة”
وتفشي كورونا الذي يؤثر على العالم بأسره، ألزم الكثير من المؤسسات والمنظمات والشركات، وخاصة الكبيرة منها، بتشجيع موظفيها على العمل من المنزل.
ومن أجل تنسيق العمل بين الموظفين وعدم الوقوع في المشاكل، تفضل هذه الشركات استخدام برامج وتطبيقات “الدوائر التلفزيونية المغلقة”، للمحافظة على فاعلية العمل بالتواصل بين الموظفين والمدراء.
وخلال الفترة ما بين 14-21 مارس/ آذار الماضي فقط، أي مع تكثيف إجراءات العزلة الاجتماعية حول العالم في إطار تدابير مكافحة انتشار الوباء، تم تحميل العديد من تطبيقات “الدوائر التلفزيونية المغلقة” مثل “Hangouts Meet” و”Teams” و”Cloud Meetings” أكثر من 62 مليون مرة من متاجر “App Store” ومتاجر تطبيقات “Google Play” حول العالم.
في حين زادت أعداد التحميل بنسبة 45 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق، فقد زاد بنسبة 90 في المئة فوق المتوسط مقارنة بالأسابيع المماثلة من العام 2019.
تزايد أعداد مستخدمي منصات البث الرقمي
كما أدت تدابير العزل المنزلي حول العالم إلى زيادة اهتمام المستخدمين بمنصات البث الرقمي، وارتفع عدد الزائرين عبر الهاتف المحمول لمنصة التلفزيون الرقمي في تركيا بنسبة 60 بالمئة في الفترة ما بين 14 إلى 22 مارس/ آذار الماضي، وفق احصائيات شركة الاتصالات التركية “توركسل“.
بدوره، أوضح بيان صادر عن محطة “بلو تي في” (BLUTV) التلفزيونية التي تقدم خدماتها عبر الإنترنت تحت شعار “تلفزيون الشبكة العنكبوتية العالمية في تركيا”، أنها حققت زيادة في عدد المشتركين الجدد اعتبارًا من 12 مارس/ آذار الماضي، وعلى أساس يومي، بنسبة 100 في المئة، في حين سجلت فترة المشاهدة زيادة قدرها 40 في المئة مقارنة مع الأسبوع السابق.
وفي الوقت الذي يؤثر فيه تفشي كورونا على جميع القطاعات، فإنه يخلق صعوبات مضاعفة بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام.
حيث بدأ الصحفيون، الذين يواصلون توعية الجمهور رغم الظروف الخاصة في معظم أنحاء العالم، إجراء مقابلاتهم الاعتيادية وتأدية واجباتهم الإعلامية من أجل نشر الوعي في المجتمع.
اقرأ: تأثير إدمان ألعاب الإنترنت على النجاح
انتشار التسوق عبر الإنترنت على نطاق واسع
وبشكل سريع بعد انتشار الفيروس، بدأ الإقبال على طلب المشتريات عبر الإنترنت وتفعيل التجارة الإلكترونية، وخصوصا للذين لا يريدون مغادرة منازلهم وارتياد السوق، بالمبادرة بإرسال طلبياتهم عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
وقال ناظم سالور، مؤسس شركة “Getir”، إحدى أشهر شركات التجارة الإلكترونية في تركيا، إن أعداد الطلبات الإلكترونية الأسبوع الماضي شهدت زيادة كبيرة.
بدورها، قامت شركة “Migros” التركية، بتوفير 1200 وظيفة جديدة لعمليات التسوق الافتراضية، و1000 وظيفة جديدة في متاجرها، لتبلغ عدد الوظائف الجديدة التي وفرتها الشركة خلال 10 أيام 2200 وظيفة. كما أعلنت أنها بصدد توفير 1000 وظيفة أخرى في غضون 10 أيام.
كما تشهد شركة أمازون للتجارة الإلكترونية أيضًا أيامًا حافلة على الصعيد التجاري، على خلفية انتشار فيروس كورونا في العالم عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا.
حيث أعلنت أمازون عزمها توظيف 100.000 موظفًا جديدًا في الولايات المتحدة، لتلبية الطلب المتزايد على التسوق عبر الإنترنت، بسبب انتشار الوباء.