• 29 مارس 2024
 لماذا تميزت تركيا في مواجهة كورونا؟

لماذا تميزت تركيا في مواجهة كورونا؟

بالنظر للعدد الإجمالي لحالات فيروس كورونا المستجد، تحتل تركيا مؤخراً المرتبة السابعة عالمياً إثر تسجيلها 110 آلاف و130 حالة ، متخطية بذلك كلاً من إيران والصين. ورغم ذلك، تقول مؤشرات أخرى إن تجربة تركيا مع الوباء كانت من ضمن الأميز، على الأقل لدى مقارنتها ببعض الدول الأوروبية المتقدمة.
تظهر إحصاءات الأسبوع الماضي منحنى إيجابياً متدرجاً ومستقراً في مختلف المؤشرات المتعلقة بالوباء في تركيا. فعدد الحالات الجديدة تراجع من 4674 إلى 2357، وعدد الوفيات اليومية من 123 إلى 99، ونسبة الإصابات للفحوصات من 11.7 في المئة إلى 7.8 في المئة، بينما ارتفع عدد المتعافين من المرض إلى أكثر من الضعفين.
توحي هذه المؤشرات المطردة بأن تركيا حالياً في مرحلة الذروة، وأنها قريباً ستكون على موعد مع انحسار الحالة وتراجعها، ما لم تحدث مفاجآت غير سارة. وصولها للذروة في الأسبوع الخامس تقريباً من بدئها تسجيلَ الحالات أدى، مع عوامل أخرى، إلى قلة عدد الوفيات مقارنة بالدول الأخرى التي تسبقها أو تتبعها في سلم الترتيب سالف الذكر.
ذلك أنه باستثناء ألمانيا، التي يزيد عدد وفياتها الضعف عن تركيا، ثمة فوارق شاسعة بين أعداد الوفيات التركية (2805) والدول التي تسبقها في الترتيب، والتي تتراوح بين 20 ألفا و50 ألفا بشكل تقريبي. حتى الدولتان اللتان تليانها في الترتيب، وهما إيران والصين، يبلغ عدد الوفيات فيهما 5710 و 4632 على التوالي.
وإن كان ذلك يشير من جهة إلى عدم دقة اعتماد أعداد الإصابات معياراً وحيداً لتقييم حالة الوباء في الدول المختلفة، وإلى أن ارتفاع أعداد الإصابات هو حصيلة عدة عوامل في مقدمتها عدد الفحوصات المجراة، فإنه يشير من جهة أخرى إلى أن الوباء يبدو تحت السيطرة في تركيا أكثر من أي وقت مضى وأنها وصلت لمرحلة الذروة بالتكلفة البشرية الأدنى. وقد ذهب عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة البروفيسور أتيش كارا إلى أبعد من ذلك، حين رأى إن تركيا قد بدأت فعلياً الانحدار من مرحلة الذروة.
وفي حال استطاعت البلاد الاستمرار بنفس المنحى ودون بدء موجة ثانية من الوباء، ثمة توقعات بتخفيف الإجراءات الحكومية بشكل تدريجي بعد شهر رمضان مباشرة، أي في أواخر أيار/مايو المقبل، وهو الأمر الذي كان الرئيس أردوغان قد أشار له كاحتمال.
فوفق هذه النظرة، وفي حال استمرت حالة تراجع المرض بهذا الشكل، يسود اعتقاد بأن نهاية أيار/ مايو أو بداية حزيران/ يونيو ستشهد خطوات ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية، من قبيل تخفيف حظر التجول على المسنّين (بل ربما قبل ذلك)، وإتاحة عمل المطاعم والمحلات المهنية الصغيرة، وعودة عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية بشكل شبه طبيعي.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *