تطل مدينة مرسين على سواحل البحر الأبيض المتوسط ويعتبرها الكثير من الناس من أجمل المدن الموجودة في القسم الجنوبي من تركيا.

تمتلك مدينة مرسين تاريخا عريقا وثمينا يعود إلى فترة قبل 6 آلاف عام قبل الميلاد، في حين يعتقد بأن أول مستوطنة استقروا بها كانت في زمن يعود إلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد.

كما يحدث في العديد من المدن التركية، سكنت مرسين بواسطة مختلف الحضارات والثقافات العريقة طوال الزمن، مثل الحيثيين والأشوريين والأورارتيين والفرس والإغريق والأرمن والسلاف وبيرجولوية.

يوجد لموقع مرسين أهمية شديدة، وذلك ليس فقط بسبب مكانته الجغرافية والتجارية بل أيضا من الناحية الدينية، فقد كانت هذه المدينة مرورا للمسيحيين في طريقهم إلى الحج.

كان يطلق على المدينة اسم زفيريون في العصر الإغريقي القديم، وأصبح بعض الأشخاص يصفونها بأنها لؤلؤة وعروس البحر المتوسط.

عند دراسة التاريخ الحديث، نشاهد أن مدينة مرسين تم احتلالها من قبل الفرنسيين والبريطانيين بموجب معاهدة سيفر في عام 1918، وأن تم تحريرها من قبل الجيش التركي في عام 1921.

منذ العام 1933 وحتى العام 2002، كان اسم المنطقة الكبرى في مرسين. وبعد ذلك عادت لتسمى مرسين فقط.

تتقاسم مدينة مرسين حدودها مع عدة ولايات، منها ولاية كرمان وقونيا ونيغدا في الشمال، إضافة إلى ولاية أنطاليا في الغرب، بينما تحدها ولاية أضنة من الجهة الشرقية.

تمتد مساحة المدينة على مساحة تبلغ 15.620 كم²، وتشمل 13 منطقة مختلفة. ووفقا لآخر إحصائية صادرة عن دائرة السكان التركية في عام 2021، بلغ عدد سكان مرسين حوالي مليوني و891 ألفا و145 فردا.

يتنوع تكوين السكان في تلك المنطقة بين الأتراك والأكراد والعرب، ولكن فئة الأتراك هم الجماهيرية حتى يوم اليوم مع فئة الأكراد التي تليهم. بالإضافة إلى أقلية من العرب علوية.

تحتل مدينة مرسين المرتبة الحادية عشر من بين أكبر مدن تركيا من حيث عدد السكان، والمرتبة التاسعة من حيث مساحتها.

نوثق في هذا التقرير الذي قدمته مستندات المواقع التاريخية والسياحية الجميلة البارزة، التي يتعين عليك زيارتها إذا كنت قد حللت يوما على أرضها.

مارينا مرسين

تم افتتاحه في عام 2011، ويستوعب مرسى اليخوت في البحر واليابسة حوالي 500 يخت، مما يجعله أكبر مرسى في منطقة شرق البحر المتوسط في تركيا.

تتميز هذه المنطقة بتوافر عدد كبير من المرافق الرائعة، مثل الأسواق والمجمعات التجارية ودور السينما والشواطئ، فضلا عن المنشآت الرياضية وخدمات الإنترنت والمطاعم واليخوت. كما توفر أيضا مناطق اجتماعية مختلفة، بالإضافة إلى سهولة تلبية جميع احتياجات الزائرين من خلال توفير المزيد من المرافق.

متحف مرسين للآثار

تم إنشاء المتحف في عام 1978 بفصل جزء صغير من مبنى هاليفي القديم لإنشاء مركز ثقافي قريب منه، وتم تجديده وافتتاحه للجمهور عام 2001.

تم إعادة افتتاح متحف الآثار الجديد في عام 2017، ومازال يستقبل الزوار. يختلف هذا المتحف عن غيره، حيث يعرض آثار تعود بعضها إلى ما يقرب من 7000 سنة قبل الميلاد.

منازل طرسوس “Tarsus Evleri”

من بين المعالم الرائعة التي تلفت الأنظار بشكل عام، تجد المنازل التي بنيت على طابقين. وبالإضافة إلى استخدامها للخشب كمادة بناء، فإنها مصممة أيضا باستخدام الحجر والطوب.

لا يزال غير معروف تاريخ العديد من المنازل القديمة جدا، ومع ذلك، عند وصف مظهر التصميم المعماري لهذه المنازل، يقال إن تاريخ بعضها يعود إلى فترة بداية عهد الجمهورية التركية.

إحدى السمات المستقرة معظم المنازل، وهي الأبنية التي تخدم موضوع العمارة التقليدية بشكل جيد، وبهذا اصبحت رمزا لمدينة طرسوس. تم تسجيل 300 منزلا، ولكن إجمالي عددها يفوق 600 منزل.

قلعة الفتاة ” Kız Kalesi”

بدأت قصة هذه الحصن في عهد الإمبراطورية البيزنطية، حيث تم إنشاء جدران في المنطقة التي تقع فيها الحصن للدفاع عنها من هجمات العرب.

بعد ذلك، أنشأ الملك الأرمني ليون الثاني قلعة في عام 1210 على الجزيرة الموجودة في وسط البحر، نظرا لأن الجدران لم تكن كافية لحماية السواحل.

يعود سبب تسمية هذه المنطقة ب “قلعة الفتاة” إلى فترة حكم أحد ملوك القبارصة الذي يدعى كوريكوس.

تفيد الأساطير بأنه ناشد الله أن يمنحه ابنة، وبعد ذلك أجاب هذا الدعاء ورزقه ابنتا تحولت فيما بعد إلى أميرة، فأرسلها إلى القلعة ليحميها.

بوابة كليو باترا

وحسب ما ورد في الحكايات، فإن سبب تسمية المكان يعود إلى اختيار كليوباترا السابعة مكلة لمصر، وهذا الموقع تم اختياره للاجتماع بالجنرال أنطونيوس الذي كان حبيبها في ذلك الزمان.

تتمركز البوابة في العمق بين مدن أضنة وطرسوس، وهي تعد واحدة من بوابات الاقتحام المستخدمة لأسوار المدينة التي جرى بناؤها في عصر الإمبراطورية البيزنتية.

تتميز بوابة الدخول بحوافها المصممة على شكل حدوة حصان، ويبلغ ارتفاعها بالضبط 6.17 مترا، مع عرض يصل إلى 6.18 مترا.

شبه جزيرة تيسان

تعد هذه المنطقة في مرسين واحدة من أجمل المواقع بفضل جمالها وتنوع مناظرها الطبيعية. تشتهر هذه المنطقة بأشجار الحمضيات مثل الليمون والبرتقال واليوسفي، كما تضم أحيانا أشجار التين والزيتون والميموز.

تعود جذورها إلى العصر اليوناني، حيث تأسست مستوطنة بمسمى أفروديسياس في القرن السابع.

شلال طرسوس

يتألف الشلال من نهر بردان المتدفق من شاخص يمتد حوالي 5 أمتار.

تعد هذه المنطقة مفضلة لأهالي مدينة طرسوس للإستمتاع بها خلال فصل الصيف الحار، وتشهد زيادة في مستوى المياه خلال فصل الربيع.

على الشواطئ النهرية، يوجد صخور عتيقة كانت تستعمل للدفن في عصر الرومان والأزمنة القديمة.

شلال يركوبرو “Yerköprü Şelalesi”

يعتبر شلال يركوبرو Şelalesi في تركيا من المعالم السياحية الجميلة، حيث يقع على بعد 50 كيلومترا من ولاية أنطاليا. يصل ارتفاع الشلال إلى 27 مترا وتحيط به المناظر الجبلية الخضراء والأشجار التي تضفي روعة على المكان. يأتي الزوار لهذا المكان للاستمتاع بمناظره الطبيعية والتقاط صور في جو هادئ ورومانسي.

يوجد في مسار نهر إرمينك Ermenek Çayı، موقع شديد الجمال والإثارة، ويخضع للحماية من قبل وزارة السياحة والثقافة التركية.

يتضمن نفق للمياه يشبه بحيرة ذات طول 200 متر وعرض 10 أمتار، ويحوي شلالا مستمرا من ارتفاع 30 مترا.

وادي كاياجي

يتموضع على بعد 45 كيلومترات من وسط مدينة مرسين، وهو مركز جذب للزوار والسياح، ولاسيما أن الجدول المائي لنهر ليمونلو يصب فيه.

تعطي زهور التوليب البرية، التي يتراوح ارتفاعها بين 150 إلى 200 متر، منظرا جميلا للغاية حيث تغطي المنحدرات الخلابة التي تحيط بالوادي.

وداي كيسيجيك الضيق “Kisecik Kanyonu”

يبعد الوادي مسافة تقرب من 52 كيلومترا من طرسوس، وهو يشار إلى باسم “الجنة المخفية” كذلك، وعمق الماء فيه يصل إلى 16 أمتار.

تتميز الوادي بمياهه الباردة، حيث يمكن للسائح ركوب طوافات مقابل دفع 20 ليرة تركية لكل فرد.

خليج يابراكلي “Yapraklı Koy”

يعد الخليج الجميل يابراكلي من بين الخلجان المفضلة للسكان والسياح في مدينة مرسين، وذلك بفضل ألوان مياهه الزرقاء الجذابة ومشهده الطبيعي المذهل الذي يغوص كل من يراه في دهشة.

تتميز المنطقة بنقاوة مياهها وتوفر خمس مصادر مياه مختلفة، مما يجعلها تجربة نادرة حيث يمكن شعور الزائر بالماء البارد والساخن في نفس الوقت.

تتميز مدينة مرسين بكثرة الشواطئ والخلجان، التي يمكن للسائح زيارتها في أوقات الصيف وقضاء إجازة ممتعة بها، من بين تلك الشواطئ والخلجان: