مركبات “كاشف”، تعتبر من أحدث الإنجازات التركية التي لا تقتصر فقط على الصناعات الدفاعية والأسلحة الحربية، فهذه المركبات التي تتميز بالقيادة الذاتية، واحدة من الجهات الفاعلة الرئيسية لأنشطة الحفر في أعماق البحر والغوص تحت الماء.
وتظهر أهمية مركبات “كاشف”، بتنفيذ مهامها بنجاح من خلال ذراعيها الروبوتيتين، حيث تُلبي متطلبات الحفر في أعماق البحر حتى في ظل ظروف صعبة للغاية.
وتستعد مركبات “كاشف” للمشاركة لأول مرة في أعمال الحفر والصيانة ضمن فريق معدات سفينة التنقيب التركية الرابعة، والتي وصلت الى ميناء “تاشوجو” بولاية مرسين جنوب تركيا.
وكما واجهت تركيا صعوبات خطيرة أثناء استخدام المسيرات من بلدان أخرى، ينطبق الأمر على المركبات التي تعمل تحت الماء المستوردة، ما دفع تركيا لتوطين هذا النوع من المركبات بأسرع وقت ممكن.
اقرأ أيضا: واشنطن: أوكرانيا لن تستخدم صواريخ بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا
ومن أبرز ميزات مركبات “كاشف”، أنها تضمن الإحتفاظ بالمعلومات والصور التي يمكن الوصول لها خلال أنشطة الحفر والبحث والمسح، والتي يمكن أن تكون في بعض الأحيان أسرار دولة.
وطورت الشركة التركية جميع البطاقات الإلكترونية المستخدمة على الجهاز وبرامج هذه البطاقات بالكامل محلياً، الأمر الذي يمنح تركيا قدر كبير من الراحة ضد عمليات الحظر المحتملة.
“كاشف- 3”
مركبات “كاشف 3” أنتجتها شركة “أرميلسان” إحدى الشركات التركية الرائدة التي تتولى مسؤولية هامة جداً في مجال صناعة الدفاع المحلية التركية، وتعمل أيضاً على انتاج سفن صيد الألغام وسونار الحرب المضادة للغواصات وأجهزة الإنقاذ.
وقال “جان إمري” مدير عام شركة “أرميلسان” في حديث مع TRT Haber””، أن: ” مركبة كاشف هي يد، وقدم، وعين، وأذن أنشطة الحفر”.
وأضاف: ” يمكن لكاشف، العمل حتى عمق 3000 متر أسفل الماء على مدار 24 ساعة، ونقل الصور الحية إلى سفينة الحفر، وإجراء عمليات استبدال وتنظيف رؤوس البئر، بالإضافة إلى أعمال القطع والجز بمفرده في إطار تعليمات سفينة الحفر، ويمكنه التدخل في حال حدوث عطل ما وكان على السفينة مغادرة المنطقة، ويتولى أيضاً مهمة إغلاق البئر”.
وأوضح “إمري” أن: ” مركبة كاشف-3 تعمل بمحرك هجين، الأمر الذي يجعل من تركيا واحدة من بين 3 أو 4 دول بإمكانها تطوير وإنتاج هذا النوع من المركبات المسيّرة.
وتابع: “في الآونة الأخيرة، كان انقطاع تقني في الروبوتات تحت الماء.. في الماضي كانت هذه الأنظمة هيدروليكية. نتيجة لذلك، يمكن لعديد من البلدان إنتاجه. ومع الانتقال إلى النموذج الهجين انخفض عدد الدول في العالم التي يمكنها اللحاق بهذه التكنولوجيا فجأة. حاليّاً، يمكن لـ 3 أو 4 دول إنتاج المنصات الهجينة التي ذكرناها. أصبحت تركيا واحدة من هذه الدول”.
وأشار “إمري”، الى الانتباه إلى حقيقة أن تركيا هي الدولة الثانية على مستوى العالم في استخدام المركبات غير المأهولة تحت الماء. وبينما يعمل “كاشف-1” مع سفينة الحفر “الفاتح” منذ ما يقرب من عامين وقد خدم أكثر من 10 آلاف ساعة، عمل “كاشف-2” لأكثر من 5000 ساعة على عمق آلاف الأمتار مع سفينة الحفر “القانوني”.
يُذكر أنه كُتب على الجزء الخلفي من مركبة “كاشف 3″، عبارة قالها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في وقت سابق وهي ” ليس كل من يبحث يجد، لكن الذين يجدونها هم أولئك الذين بحثوا عنها”.