في مشهد نادر يجمع دفء الربيع مع متعة الثلوج، يواصل عشّاق التزلج ممارسة رياضتهم المفضلة في مركز “بالاندوكان” الشهير بولاية أرضروم شرقي تركيا، وجهة التزلج الوحيدة المفتوحة في البلاد خلال أبريل/ نيسان الجاري.
وشهد المركز إقبالًا واسعًا من السياح المحليين والأجانب، لا سيما خلال عطلة عيد الفطر التي امتدت لتسعة أيام.
ويضم المركز 55 منحدرًا، تتفاوت أطوالها بين كيلومتر واحد و14 كيلومترًا، فيما تصل سماكة الثلوج إلى 100 سنتيمتر، وهو ما يجعل من التزلج في أجواء مشمسة مشهدًا لا يُنسى للزوار.
واستقطب مركز بالاندوكان للتزلج هذا الموسم عددًا أكبر من الزوار، حيث ارتفع عدد زوار المركز بنسبة تقارب الـ20 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، ليمتد الموسم إلى منتصف أبريل في سابقة قلّ نظيرها.
وهذا العام، قضى العديد من عشاق التزلج، من داخل تركيا وخارجها، عطلة عيد الفطر التي امتدت لتسعة أيام في “بالاندوكان”، مستغلين الفرصة لخوض تجربة تزلج مميزة.
وبحسب بيانات مركز “بالاندوكان” للتزلج، شهد المركز ارتفاعًا بنسبة الزوار تقارب الـ 20 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي، ومن المقرر أن يستمر الموسم حتى 15 أبريل الجاري.
– مركز التزلج الوحيد المفتوح خلال أبريل
وقال مدير عام شركة “أجدر 3200” المشغّلة لمركز بالاندوكان للتزلج، سليم باغري يانق، إن إقبال عشاق التزلج على مركز بالاندوكان هذا العام قد فاق جميع التوقعات.
وأضاف باغري يانق، في حديثه للأناضول، أن المركز شهد إقبالًا خاصًا خلال عطلة العيد، لاسيما أنه مركز التزلج الوحيد المفتوح في تركيا خلال أبريل.
وأوضح باغري يانق أن استقبال أعداد كبيرة من محبي التزلج، أدخل السعادة إلى قلوب إدارة والعاملين في مركز بالاندوكان، وأن هذا النجاح يمهّد لموسم أقوى في العام المقبل، لاسيما أن عطلة العيد سوف تتزامن مع موسم التزلج.
وأكّد باغري يانق أن المركز سجل زيادة بنسبة تقارب الـ 20 بالمئة في عدد المتزلجين مقارنة بالعام الماضي.
وأشار إلى أن موسم التزلج، الذي بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لا يزال مستمرًا، ومن المقرّر أن ينتهي منتصف الشهر الجاري.
وأوضح أن “الموسم شهد فعاليات متنوعة، من مسابقات دولية إلى نشاطات توعوية وفعاليات ترفيهية”.
وأضاف: “في العام الماضي نظمنا سباقًا بمناسبة عيد الأب في يونيو/ حزيران، ونخطّط هذا العام لتنظيم حدث مشابه في أواخر مايو/ أيار أو مطلع يونيو، تحت عنوان “الآباء يتزلجون في بالاندوكان”.
– التزلج تحت الشمس
وعن متعة التزلج في هذا الوقت من العام، قال باغري يانق: أفضل أوقات بالاندوكان هي في مارس/ آذار، حين تتوافر كميات كبيرة من الثلوج، وتشرق الشمس لأيام متواصلة.
وأكد أن “استضافة الزوّار في هذه الأجواء هو أمر يبعث على السرور”.
وأضاف: “في الوقت الذي يبدأ فيه موسم السباحة في أماكن أخرى من البلاد، نرحّب هنا بمن يرغبون بممارسة التزلج تحت أشعة الشمس الدافئة”.
وفي معرض وصفه لشهرة المركز التي باتت تتجاوز حدود البلاد، قال: “نلاحظ زيادة في عدد الزوار الأجانب، حيث لم نسجل أي مشكلات أمنية، فيما تبذل إدارة المركز جهودًا متواصلة لتطوير المركز وزيادة جودة الخدمات”.
– متزلجون يخلعون معاطفهم
وفي مشاهد نادرة، قام بعض المتزلجين بخلع معاطفهم والاكتفاء بارتداء قمصان قصيرة الأكمام أثناء التزلج، مستمتعين بحرارة الشمس.
وقالت آن هالودي، التي قدمت من كيب تاون بجنوب إفريقيا لتجرّب التزلج لأول مرة في “بالاندوكان”، إنها جاءت إلى المركز للاستمتاع بالتزلج خلال عطلتها السنوية.
أما المتزلج يوسف جليك، فقال إنه استمتع بالتزلج، وهو يرتدي قميصًا خفيفًا، معبّرًا عن سعادته بهذه التجربة، فيما أشار المتزلج يونس أمره قره جه، إلى أنهم جاؤوا إلى المركز مرتدين معاطفهم، لكنهم سرعان ما تخلّوا عنها بسبب الطقس الدافئ.
بدورها، قالت المتزلجة سلن قوجه قانجه باش، إن زيارتها الحالية إلى بالاندوكان هي الأولى، وإنها استمتعت كثيرًا بالتزلج تحت أشعة الشمس الدافئة.
وتابعت: “كان التزلج تحت أشعة الشمس أمرًا ممتعًا جدًا، بلدنا جميل حقًا، في هذا الوقت من السنة يمكنك التزلج صباحًا والسباحة عصرًا”.
كذلك المتزلجة دنيز جيليسون، القادمة من ولاية تكيرداغ التركية (غرب)، فقالت: “هذه أول مرة أجرّب فيها التزلج في الربيع، أستطيع وصف التجربة بالمذهلة وأنصح الجميع بخوض غمارها”.
اقرأ أيضا: 65 مليار دولار.. تركيا نحو أرقام قياسية جديدة بالسياحة في 2025
اقرأ أيضا: موقع فريد وإرث ثقافي.. ماردين التركية تنبض بالتاريخ