لم يكتفِ مطار إسطنبول الجديد بنشر صورة إسطنبول عالميًا كمحور للسفر الجوي ومركز رئيسي للطيران وحسب، ولكنّه أيضًا حجز للمدينة مكانة بارزة في مجال الحفاظ على البيئة بفضل حزمة سياسات حديثة يتّبعها المطار ترتكز على الاستدامة.
فبالإضافة إلى إعادة تدوير النفايات، يركز المطار بشكل أساسي على “تجنب إنتاج النفايات”، ويعمل على تحقيق هدف “التخلص من النفايات الصافية” أو “صفر نفايات” بحلول عام 2024، حسبما ذكرت أولكو أوزيران، مديرة البيئة والاستدامة في شركة “IGA” المُشغّلة لمطار إسطنبول الجديد.
جاءت تصريحات أوزيران خلال خطاب ألقته أمام لجنة مخصصة لمناقشة السياسات التي ستنفّذها تركيا من أجل تحقيق هدفها المتمثل في “صفر نفايات” إلى جانب سياسات البيئة والاستدامة لدى الشركة التي تتولى إدارة مطار إسطنبول. عقدت اللجنة اجتماعًا تزامنًا مع مؤتمر المناخ السنوي للأمم المتحدة هذا العام في مدريد، والذي انتهى يوم الأحد 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
كانت محادثات المناخ الماراثونية هي الأطول حيث عُقدت في 25 اجتماعًا سنويًّا تقريبًا، وأضاف المنظمون يومين إضافيين إلى جدول زمني مدته 12 يومًا بالفعل. لكن جهات كبرى رئيسية قاومت الدعوات لتكثيف الجهود الرامية إلى التخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري، وتأجيل المفاوضات لتنظيم أسواق الكربون العالمية حتى العام المقبل.
وفي كلمتها التي ألقتها على هامش القمة، تحدثت أوزيران عن أهداف مطار إسطنبول بشأن “صفر نفايات”، والتي سمحت حتى الآن بإعادة تدوير 35 في المئة من النفايات من أصل 115 ألف طن من النفايات المنتجة في اليوم الواحد.
وفي تعليق لها على استراتيجية إدارة النفايات في مطار إسطنبول، أكدت أوزيران على أهمية فصل النفايات في مصدرها. وبحسب صحيفة ميليّت التركية اليومية فقد قالت أوزيران إن جميع الأطراف العاملة في مطار إسطنبول، بما في ذلك الشركة المشغلة لمطار إسطنبول، تفصل نفاياتها عن طريق خمس فئات مختلفة؛ الورق والكرتون والتغليف والزجاج والنفايات العضوية والمنزلية. وأضافت أن البنية التحتية لإدارة النفايات صُمّمت بأكملها لجمع ومعالجة النفايات لتسهيل إعادة التدوير.
وأكّدت أن الشركات العاملة في مطار إسطنبول تعمل أيضًا وفقًا لبرنامج “صفر نفايات” في تآزر مشترك. وفقًا لذلك، تحت قيادة مشغل مطار إسطنبول، تمّ توقيع إعلان صفر نفايات لمطار إسطنبول من قبل الرؤساء التنفيذيين لـ18 من أصحاب العلاقة الرئيسيين.
وقد تمّ إطلاق مبادرة إعادة التدوير الضخمة على مستوى البلاد، مشروع “صفر نفايات”، في عام 2017 من قبل السيدة الأولى أمينة أردوغان. وتمّ تبنّي المشروع في جميع أنحاء البلاد واعتماده من قبل البلديات في جميع أنحاء البلاد، وكذلك الشركات الخاصة والمباني العامة، من المستشفيات إلى المدارس. وتهدف تركيا إلى تحقيق نظام صفر نفايات وطني بحلول عام 2023.
تمّ افتتاح المرحلة الأولى من المطار التوسعي رسميًّا في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وهي الذكرى الـ 95 لتأسيس الجمهورية التركية. ومنذ تدشينه، تم خفض كمية غاز الدفيئة المسربة بمقدار 940 ألف طن، وتمّ استهلاك وقود أقل بواقع 11 ألف طن، وتمّ توفير 79 ألف شجرة، واستهلاك 31 مليون كيلو واط في الساعة من الطاقة، واستهلاك مساحة تخزين 17 ألف و500 متر مكعب. وتمّ حفظ 770 كيلو غرام من المواد الخام.
ومنذ مرحلة تصميم المطار، تم توفير 24 في المئة من كفاءة طاقته التشغيلية، و40 في المئة من كفاءة استهلاكه للمياه مقارنة مع النظم التقليدية. وضمن “خطة التغيير والتكيف مع تغير المناخ”، تمّ تكييف المطار مع متطلبات تغير المناخ. وفي إطار برنامج صفر نفايات، تتمّ إعادة تدوير وإعادة استخدام جميع مياه الصرف الناتجة في المطار، والتي تبلغ مليوني متر مكعب من المياه سنويًّا.
وقد صدر مؤخرًا “تقرير الاستدامة” الذي يحدّد أعمال الشركة المشغلة لمطار إسطنبول بين عامي 2016 و2019، والذي يوضّح النهج المُستدام الذي اتبعه المطار في كل مرحلة، من التصميم إلى البناء والتشغيل.
كما أجرى مطار إسطنبول دراسات استدامة حول القضايا الرئيسية، كالاجتماعية والبيئية، بما يتماشى مع المعايير الدولية. تسلط الدراسات التي تتضمّن ممارسات الاستدامة من كانون الثاني/ يناير 2017 إلى آب/ أغسطس 2019، الضوء على استثمار يصل إلى 10.2 مليار يورو في أنشطة الاستدامة الاقتصادية. ويعمل في المطار نحو مئة ألف شخص ولديه أكثر من ألف و300 من المورّدين.