معلمة تركية تلتقي بطلابها لأول مرة بعد تركيبها أقدام صناعية
“بوكيت دورموش” معلمة تركية وُلدت بنقص في أصابع قدمها و عظام الشين مما أفقدها القدرة على المشي ، حيث كانت إذا أرادت التحرك قامت بالزحف من مكان إلى مكان مما يسبب لها آلام كبيرة و صعوبة كبيرة في التحرك .
و قبل 7 أشهر تقريباً اتخذت المعلمة بوكيت قراراً جريئاً في حياتها إذ عزمت على إجراء عملية جراحية لبتر ساقيها من تحت الركبة و تركيب أقدام صناعية ، و حسب ما ترجمت “مرحبا تركيا” عن وكالة الأناضول قول المعلمة بوكيت : لقد كان أجرء قرار أتخذه في حياتي ، لقد قمت بإستشارة عائلتي و طلابي و زملائي المعلمين قبل عام من العملية و نهايةً أصبحتُ على قناعةً بأن إجراء هذه العملية هي أفضل طريقة لعلاجي من مرضي .
وبدأت المعلمة بوكيت داومها في الفصل الثاني من العام الدراسي في مدرستها الواقعة في مقاطعة ديفالي في مدينة قيصري ، إذ استقبلوها الطلاب بالزهور في ساحة المدرسة و عبرت المعلمة عن فرحها الكبير عندما دخلت القاعة الدراسية ووجدت الزهور على طاولتها و قالت : لم أشعر بهذا القدر من الحماس في اليوم الذي بدأت فيه التدريس قبل 13 سنة كهذا اليوم ، أشعر و كأنني ولدت من جديد اليوم .
و قالت المعلمة بعدما انتهت من العملية : لقد شعرت بشعور عظيم عندما خطت أقدامي أول خطوة على الأرض ، لقد بقيت 4 أشهر في السرير دون أن أستطيع التحرك ، لقد شعرت بنعمة الحركة و المشي و كم أنها حرية كبيرة يمتلكها الإنسان و لكن الناس تستصغر هذه النعمة و أكملت : يجب علينا أن نعرف قيمة الصحة .
و الجدير بالذكر أن طلاب المدرسة قدموا لمعلمتهم هدايا بسيطة عند استقبالهم لها كالشوكولا و الشاي و الكولونيا و قالت المعلمة بوكيت : ربما ترون هذه الهدايا بسيطة و لكنها بالنسبة لي رمزية و تحمل معنى كبير .
و قالت أمينة نور بالديك إحدى طالبات المعلمة : حاولت ألا أتركها بمفردها أبداً و كنا نجري مكالمات فيديو بشكل مستمر و لكن هذا لا ينوب عن اللقاء وجه لوجه، لقد فرحنا كثيراً عندما عادت لتدريسنا من جديد ، لقد زاد طولها و أصبحنا ننظر إليها إلى الأعلى عند إلقائها الدرس ، هذا شعور جميل لا يوصف .
و نهايةً قال مدير الثانوية العامة في ديفالي “صبري جونايسو” أن المعلمة بوكيت دورموش معلمة مجتهدة و ناجحة ، و أنها استطاعت كسب احترام و تقدير الجميع في المدرسة .