التعليم العالي عن بعد تجربة ناجحة في كسر انتشار كورونا / إعداد: يكتا سراج
أدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى ابتعاد أكثر من 300 مليون شخص حول العالم عن أماكن عملهم وفصولهم الدراسية، في الوقت الذي سارع فيه مجلس التعليم العالي في تركيا إلى اعتماد وسائل التعليم عن بعد لضمان استمرار العملية التعليمية.
ولا تزال العديد من القطاعات الحيوية مثل التعليم والأعمال والاقتصاد والسياحة تتأثر بشدة بالتدابير المتخذة في إطار منع انتشار كورونا الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية على أنه جائحة على نطاق عالمي في 11 مارس/ آذار الماضي، فضلًا عن أن آثار هذه المرحلة سوف تستمر لعام 2021.
التعليم العالي عن بعد في تركيا
اليوم هناك ما مجموعه 7.5 مليون طالب وطالبة يدرسون في 207 جامعات تركية، لاسيما وأن تركيا تعتبر ثاني أكبر دولة في منطقة التعليم العالي الأوروبية (EHEA) بعد روسيا.
ومنذ اليوم الأول لإعلان كورونا جائحة عالمية، تعامل مجلس التعليم العالي التركي (YÖK) مع الأزمة بمرونة في إطار الالتزام بالتدابير المتخذة من قبل وزارة الصحة والمؤسسات ذات الصلة.
ويعمل المجلس على إدارة المرحلة من خلال اتخاذ قرارات سريعة ومرنة ومراجعة القرارات المتخذة سابقًا بشكل يومي، إضافة إلى متابعة قرارات الجامعات العالمية.
نحن في الواقع نعيش في فترة يكون فيها التعليم عن بعد في طليعة الوسائل الناجعة لمواجهة انتشار الفيروس ومواصلة العملية التعليمية عبر الإنترنت.
ولهذا السبب، نعمل بشكل مكثف مع رؤساء الجامعات والعمداء والمجموعات الأكاديمية، ومن المتوقع أن يستمر الاعتماد على التعليم عن بعد خلال الفترة المقبلة.
وخلال هذه الفترة، أدركنا جميعًا أهمية العمل من المنزل، والعزل الذاتي، والتواصل عن بعد، كتجربة ناجحة في كسر انتشار كورونا، بالتزامن مع إدراك المسؤولين والكوادر التعليمية لحجم التحديات.
تدابير مجلس التعليم العالي في تركيا أثناء تفشي كورونا، يمكن جمعها تحت ثلاثة عناوين رئيسية هي “إلغاء السفر والاجتماعات الخارجية” و”إلغاء المشاركة في الاجتماعات الدولية” و”الإجراءات الواجب اتخاذها ضد التمييز”.
جميع هذه التدابير جرى التخطيط لها وتعميمها ثم إرسالها إلى مؤسسات التعليم العالي بثلاث لغات، قبل اكتشاف أي حالة إصابة بهذا الفيروس في تركيا.
كما نظم مجلس التعليم العالي اجتماعًا بمشاركة رؤساء الجامعات التركية وعدد كبير من الطلاب المحليين والأجانب، لمناقشة خصائص الفيروس وطرق الوقاية منه.
خلال الاجتماع المشار إليه، تقرر إنشاء “لجنة معنية بمتابعة كورونا” في الجامعات التركية، وإجراء تقييم واسع النطاق حول التدابير التي سيتم اتخاذها لمنع انتشار الوباء.
كما تم إنشاء خط ساخن بين الجامعات التركية ومجلس التعليم العالي، لإبلاغ الجامعات على الفور بجميع القرارات التي يتخذها المجلس بشأن الوباء والرد على الأسئلة.
وفي 12 مارس الماضي، تم اتخاذ قرار بتعليق التعليم لمدة أسبوع في جميع مؤسسات التعليم العالي في بلدنا، اعتبارًا من 16 للشهر نفسه، وخلال هذه الفترة، تم إجراء تقييم لإمكانات الجامعات وقدراتها المتعلقة بأنظمة التعليم عن بعد.
إن “التحول الرقمي في مشروع التعليم العالي” الذي أطلقه المجلس قبل عامين ساهم بشكل فعال في دعم المسيرة التعليمية، حيث جرى توفير الخدمات من خلال التعليم عن بعد لأكثر من 50 ألف طالب في الجامعات التركية.
إضافة إلى ما سبق، يعمل قسم العلاقات الدولية في المجلس، على مراقبة التطورات الحاصلة في الجامعات العالمية وإعداد تقارير عنها، فيما قدم مجموعة خبراء خطة متكاملة وخارطة طريق للتعليم عن بعد في 17 مارس الماضي، تهدف لتحسين جودة الخدمات التعليمية عبر الإنترنت في الجامعات التركية.
وفي إطار تحسين جودة الخدمات التعليمية عبر الإنترنت، بدأت الجامعات التركية، التزامًا بقرارات مجلس التعليم العالي، بإحداث أنشطة تطوير شملت مجالات رئيسية أهمها التشريعات والبنية التحتية والموارد البشرية والمحتوى.
اقرأ أيضاً: أردوغان: تركيا الأولى عالميا بتوفير فرص سكن لطلاب التعليم العالي
ونتيجة للدراسات التي أجريت بالتنسيق مع وزارة التعليم التركية، بناء على الطلبات المقدمة من الطلاب، بدأت الجامعات بتعويض الدروس الخاصة بالدراسات التطبيقية، لاسيما في برامج التمريض وطب الأسنان والصيدلة واتخاذ التدابير الوقائية في الوحدات الصحية أو إكمال برامج التدريب عن بعد.
وخلال فترة انتشار الوباء، أوقفت العديد من الشركات أنشطتها وبدأت بتبني أنظمة العمل عن بعد، ما ضيع الفرصة أمام الطلاب للحصول على دورات التدريب التطبيقي في العديد من المجالات.
لذلك قرر مجلس التعليم العالي تزويد الطلاب الذين لم يتمكنوا من إجراء دورات التدريب، بدروس تهدف لاستكمال المعلومات والواجبات المنزلية والمشاريع التطبيقية للعام الدراسي 2019-2020.