منظمة الصحة: أكثر من 41 ألف إصابة حول العالم بفيروس جدري القرود
أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أمس الخميس، تجاوز عدد الإصابات بجدري القرود حول العالم أكثر من 41 ألف إصابة و12 وفاة، لتسجل بذلك انخفاضاً بنسبة 21% خلال شهر أغسطس/آب الجاري.
وقالت منظمة الصحة في بيانها: “96 دولة سجلت أكثر من 41 ألف إصابة و12 وفاة بجدري القرود، وأغلب الإصابات في الولايات المتحدة”.
ووفقاً لأحدث تقرير وبائي صادر عن المنظمة، انخفض عدد الإصابات المسجلة عالمياً بنسبة 21% في الأسبوع الذي انتهى يوم 21 أغسطس/آب بعد تزايد الإصابات على مدى شهر.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحفي: “هناك دلائل على أن التفشي يتباطأ في أوروبا، حيث يساعد مزيج من إجراءات الصحة العامة الفعالة، وتغير السلوكيات، والتطعيمات في منع انتقال المرض”.
وأضاف: “الإصابات في منطقة الأمريكتين أظهرت زيادة حادة مطردة”.
والأسبوع الماضي، أعلن المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في بيان، عن تسجيل أكثر من 13 ألف و500 إصابة بفيروس جدري القرود في البلاد، وفقاً لقناة الحرة الأمريكية.
وجاء في البيان: “تم رصد هذا العدد من الحالات في 49 ولاية أمريكية منذ ظهور الفيروس”.
وفي بداية شهر آب/أغسطس الجاري، أعلنت الحكومة الأمريكية أن مرض جدري القرود حالة طارئة صحية عامة، بعد ارتفاع ملحوظ في اعداد الإصابات بالفيروس.
ومن شأن هذا الإعلان أن يسرع من وتيرة توزيع اللقاحات وتقديم العلاجات وتوفير الموارد الفيدرالية، للحدّ من تفشّي الفيروس في الولايات المتحدة.
وسجلت السلطات الصحية الأمريكية نحو 6 آلاف و600 حالة إصابة بجدري القرود، حتى 5 أغسطس الجاري، حيث تصدرت ولاية نيويورك في عدد الإصابات بفيروس جدري القرود، جاءت بعدها ولايتا كاليفورنيا وإلينوي.
وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، تسجيل قرابة 7500 إصابة جديدة بمرض جدري القرود الأسبوع الماضي، بزيادة قدرها 20٪ عن الأسبوع السابق، جاء ذلك في ندوة عبر الإنترنت استضافتها مدينة جنيف السويسرية.
وقال غيبريسوس: “يتم تسجيل جميع الحالات تقريبًا في أوروبا والأمريكيتين، ومعظم الحالات من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال”.
اقرأ أيضا: أوكرانيا: عودة التيار الكهربائي إلى محطة زابوريجيا النووية
وأوضح: “التركيز الأساسي لجميع البلدان يجب أن ينصب على التأكد من استعدادها لمرض جدري القرود، ووقف انتقال العدوى باستخدام أدوات فعالة للصحة العامة”.
وأضاف: “اللقاحات قد تلعب أيضًا دورًا مهمًا في السيطرة على تفشي المرض، وفي العديد من البلدان، هناك طلب كبير على اللقاحات، لاسيما من قبل المجتمعات المتضررة”.
وبحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل 36 ألفاً و412 حالة مؤكدة مختبريًا بجدري القرود حول العالم حتى 16 آب/ أغسطس الجاري، و179 حالة إصابة محتملة.
وفي 7 آب/ أغسطس الجاري، أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، أن انتشار مرض جدري القردة في العالم لا علاقة له بالقرود، بعد الإبلاغ عن تعرض هذه الحيوانات للاعتداء في البرازيل، وذلك خلال مؤتمر صحفي في جنيف.
وأوضحت هاريس للصحفيين أن: “ما يحتاج الناس إلى معرفته هو أن انتقال الفيروس الحالي يحدث بين البشر”، وذلك بعد ورود تقارير في عدد من المدن البرازيلية عن اعتداءات جسدية وتسمم للقرود، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وأضافت: “لا يمكن إلقاء اللوم على القردة في ارتفاع حالات الإصابة بجدري القرود في البرازيل بعد ورود تقارير في عدد من المدن عن اعتداءات جسدية وتسمم للقرود”.
وأكدت هاريس: “القرود، رغم التشابه في الاسم، إلا أنها ليست الناقل الرئيسي للمرض وليس لها علاقة بتفشي المرض”.
لافتةً الى أن اسم جدري القرود جاء لأول مرة عام 1958م، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك.
وتعرض 10 قردة للتسمم أو تم إيذائها عمدا في أقل من أسبوع داخل محمية طبيعية بمدينة ريو بريتو، بولاية ساو باولو البرازيلية، وفقًا لتقرير أورده موقع G1 الإخباري.
ويشتبه رجال الإنقاذ والنشطاء في أن القرود قد تسممت وهوجمت بعد تأكيد وقوع ثلاث إصابة بجدري القرود في المنطقة، بحسب الغارديان.
يُشار أن عدد الإصابات في العالم بلغ أكثر من 28,100 إصابة و12حالة وفاة بجدري القرود الإسبوع الأول من الشهري الجاري، ما دفع منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة طوارئ صحية عالمية.
وأكد تيدروس غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، خلال مؤتمر صحفي: “غالبية الحالات المؤكدة كانت بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال تظهر عليهم أعراض المرض”.
وأضاف: ” المرض آخذ في التطور، ونتوقع استمرار اكتشاف المزيد من الحالات”.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، ان الاتصال الوثيق بين الأشخاص، هو الوسيلة الأساسية لتفشي المرض، إلا أن خطر الانتقال عبر الرذاذ الجوي لم يتأكد حتى الآن.
وحذّر أطباء من أن مرض جدري القرود قد يكون له تأثير هائل في خدمات الصحة الجنسية والقدرة على تقديمها للمحتاجين إليها. ولم يُوصَف هذا المرض سابقاً على أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر خلال ممارسة الجنس.
وأعلنت كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية سوزان هوبكنز، في وقت سابق، انتشار مرض جدري القرود بشكل ملحوظ بين المثليين ومزدوجي الميول الجنسية في كل من المملكة المتحدة وأوروبا.
ويُصنف جدري القرود من الأمراض النادرة التي تُلتقط عادةً من الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من إفريقيا، وهو من فصيلة مرض الجدري الجلدي، وأعراضه تماثل أعراض مرض الجدري الذي كان يصيب البشر في القرن الماضي، إذ يتسبب في ظهور طفح جلدي غالباً ما يبدأ على الوجه.
وينتشر الفيروس من خلال الإتصال الوثيق مع الحيوانات وبشكل أقل مع الأشخاص المصابين، كما ينتقل من لدغة حيوان مصاب، وعن طريق لمس دم الحيوان أو جسمه او فروه، وأيضاً عن طريق الجرذان والفئران والسناجب، وأكل لحم حيوان مُصاب لم يُطبخ بشكل جيد.
وينتقل جدري القرود بين البشر، من خلال اللمس المباشر أو الفِراش، وكذلك استخدام مناشف شخص مصاب، والتعرض للسوائل التي تخرج من السعال والعطاس لشخص مصاب.
اقرأ أيضا: تركيا ترسل مساعدات غذائية الى لبنان للمرة الرابعة خلال 2022