• 29 مارس 2024

من هي”نينه خاتون” التي تركت طفلتها الرضيعة لتلتحق بالجبهة العثمانية ؟

 

إسطنبول/فدوى الوايس/مرحبا تركيا 

 

وُلِدَت في قرية (العزيزية) التابعة لولاية أرزوروم عام 1857 م ,حيثُ تبعد القرية عن مركز المدينة مسافة 25 كم , وكانت هذه القرية تتمركز بالقرب من أحد الحصون الهامة التي كانت تتصدى لهجمات الجيوش الروسية .

 

تزوجت من “محمد أفندي” عندما بلغت ال 16 من عمرها , رُزِقا بأربعة أولاد و ابنتين .

 

خلال عام 1877 كانت الدولة العثمانية تعيش حالة حرب مع روسيا , إضافة إلى سحب روسيا بقية الدول الغربية مثل ( بلغاريا , رومانيا , صربيا ةالجبل الأسود ) إلى صفها ضد العثمانيين , بذلك كان الجيش الروسي يفوق الجيش العثماني بالعدد والعتاد . 

 

وفي 8 من نوفمبر عام 1877 م الذي يطلق عليه حرب ال93 ,  تم إبلاغ الأهالي عن إقدام الروس على احتلال مدينة ارزروم , ولم تترد نينه خاتون لحظة في ترك ابنتها والالتحاق ببقية الأهالي  ليتصدوا لهجمات الروس ويمنعوهم من احتلال مدينتهم , فأخذت نينه فأساً صغيراً مع  بندقية شقيقها الذي توفي نتيجة إصابته في إحدى حروبه مع الروس .

 

 سبقت نينه الأهالي  إلى ساحة المعركة وبيدها الفأس والبندقية , تمكنت نينه بشجاعتها هذه أن تزرع الخوف في قلوب الأعداء فتمكنت مع أهالي القرية أن تغلب و تقتل مايقارب 2000 جندياً من الروس.

 

 

وعندما وجدوا “نينه خاتون” كانت فاقدة الوعي ومصابة، وكانت يداها المخضبتان بالدماء لا تزال تقبضان بشدة على فأسها.

 

بذلك لم تكتفي نينه خاتون أن تكون رمزاً للشجاعة في تركيا فقط  وإنما أصبحت من رموز النخوة في روسيا والعالم أيضاً .

 

أكملت نينه بقية حياتها مع أطفالها الثلاثة بعد أن قدمت زوجها وأولادها الثلاثة شهداء في الحرب العالمية الأولى .

 

خلال عام  1952 قام الجنرال الأمريكي بزيارتها وذلك بعد الحرب العالمية الأولى , حيث سألها الجنرال “إذا كان من الممكن أن تشاك في حرب جديدة , أجابته (بالتأكيد سأفعل) “

 

وفي عام 1954م  كانت نينه خاتون آخر من تبقى على قيد الحياة من المشاركين في الحرب الروسية التركية التي وقعت في الفترة مابين 1877-1878 .

 

كما قام قائد الجيش التركي الثالث , الجنرال “براناسيل” بزيارتها , فأطلقوا عليها “أم الجيش الثالث ”  , في عيد الأم عام 1955  لقبوها “بأم الأمهات” .

 

توفيت نينه خاتون عن عمر ناهز الثامنة والتسعين عاماً , في 22 من أيار/مايو عام 1955 , و دُفِنَت في مقبرة الشهداء .

 

 

تم تجسيد شخصية “نينه خاتون” في الفيلم التركي، الذي تم إنتاجه في عام 1973م، تحت عنوان “غازي كادين (نينه خاتون)، وذلك ببطولة كبار الممثلين الأتراك مثل  توركان شوراي، وقادر اينانير، وكان هناك فيلم آخر بعنوان “نينه خاتون” صدر في عام 2010م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *