تنوعت ردود الأفعال على الهجوم الذي أطلقته إيران على إسرائيل مساء السبت باستخدام طائرات مسيّرة، بين الإدانة والقلق والمطالبة بضبط النفس، فيما سارعت دول عربية إلى إغلاق مجالها الجوي وإيقاف حركة الملاحة، لتفتحها صباح الأحد مجددا، وتأهبت دول أخرى للدفاع عن إسرائيل وأدانت الهجوم، فيما دافع البعض عن حق طهران بالرد على قصف تل أبيب بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية دمشق.
واحتفل المواطنون في إيران والعراق والضفة الغربية بالهجوم الإيراني على إسرائيل، فيما شوهدت الصواريخ في الأجواء العراقية والفلسطينية.
إدانات دولية لهجوم إيران على إسرائيل

وأدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأحد، “التصعيد الإيراني” داعياً الى ضبط النفس خشية اتساع نطاق التصعيد في الشرق الأوسط. وقالت المتحدثة باسم الحلف فرح دخل الله في بيان الأحد: “ندين التصعيد الإيراني خلال الليل، وندعو إلى ضبط النفس ونتابع الوضع من كثب. من الضروري ألا يخرج النزاع في الشرق الأوسط عن السيطرة”.
وعبرت روسيا عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الخطير في المنطقة ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، فيما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بعد إدانته للهجوم و”جميع أشكال العنف التي تهدد سلامة ورفاهية المدنيين الأبرياء”: “علينا التعلم من التاريخ وإيجاد طريقة لحل الصراعات من خلال الوسائل الدبلوماسية وتجنب مزيد من التصعيد بأي ثمن”.
وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إن “هجمات إيران غير المسبوقة على إسرائيل تصعيد كبير يهدد بإشعال الفوضى في الشرق الأوسط”، فيما أدانت الحكومة اليونانية بشدة الأحد الهجوم.
كما أدان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، مساء السبت، شن إيران هجمات جوية على إسرائيل، وفي منشور على منصة إكس أعرب روته عن قلقه الكبير من الأوضاع في الشرق الأوسط، قائلاً: “في وقت سابق من اليوم (السبت)، بعثت هولنداً ودول أخرى برسالة واضحة إلى إيران لوقف مهاجمة إسرائيل”.
في السياق، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إن بلادها تتابع التطورات في الشرق الأوسط باهتمام وقلق، عقب الهجوم الشامل الذي شنته إيران ضد إسرائيل بطائرات بدون طيار.
كما أدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الهجوم الإيراني وقال إنه “غير مقبول” واصفاً ما يحدث بالتوتر غير المسبوق والتهديد الخطير للأمن الإقليمي.
أما وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه فقد أدان “الهجوم الموسع الذي تشنه إيران ضد إسرائيل”. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مسؤولين غربيين وفرنسيين، أن البحرية الفرنسية نشرت قوات للدفاع عن إسرائيل.
وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد، “بأشد العبارات الهجوم” داعياً في الوقت نفسه إلى “ضبط النفس” خشية وقوع تصعيد إقليمي أكبر.
وفي السياق، أدان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، السبت، بشدة “الهجوم الجوي” الإيراني، وقال: “نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتحقيق استقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد”.
وشدد سوناك، على أن “بريطانيا ستواصل الدفاع عن أمن جميع الشركاء الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق وإسرائيل”. وقال: “نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتحقيق استقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد. لا أحد يريد المزيد من إراقة الدماء”.
وذكرت مصادر محلية في إدارة جنوب قبرص اليونانية، مساء السبت، إقلاع مقاتلات وطائرات تزويد وقود تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في الجزيرة في أعقاب التوتر الإيراني الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن مقاتلات وطائرات تزويد وقود تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني أقلعت من قاعدة أكروتيري الجوية، التي تتمتع بوضع “قاعدة سيادية” بالقرب من مدينة ليماسول التابعة للإدارة القبرصية الرومية بجنوب جزيرة قبرص.
وفي منشور له على منصة إكس أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هجمات إيران على إسرائيل داعياً إلى الوقف الفوري للأعمال “العدائية” في المنطقة.
البيت الأبيض: دعمنا لأمن إسرائيل لا يتزعزع
أعلن البيت الأبيض الأمريكي، السبت، أن دعمهم “لا يتزعزع لأمن إسرائيل”. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون في بيان: “تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب إسرائيل وتدعم دفاعه ضد التهديدات الإيرانية”.
وذكرت واتسون، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عاد إلى البيت الأبيض اليوم وتابع التطورات من كثب مع فريقه للأمن القومي، وأكد أن المسؤولين الأمريكيين على اتصال دائم مع نظرائهم الإسرائيليين.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن بايدن، عاد إلى واشنطن قاطعاً عطلة نهاية الأسبوع، ومن المقرر أن يجتمع مع فريق الأمن القومي. وسيلتقي بايدن شخصيات مثل وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس الأركان الجنرال تشارلز براون، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لمتابعة تطورات هجوم إيران على إسرائيل في غرفة العمليات.
إغلاق مجالات جوية لعدة دول
أعلن لبنان والعراق والأردن، صباح الأحد، إعادة فتح الأجواء بعد “تخطى جميع المخاطر وإعادة تقييمها”، وفق بيانات رسمية لوزارة النقل اللبنانية، وهيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية، وسلطة الطيران المدني العراقية.
وقرر العراق، مساء السبت، إغلاق أجوائه وإيقاف حركة الملاحة الجوية، تزامناً مع أنباء عن بدء الرد الإيراني ضد إسرائيل، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني الأردني (حكومية) إغلاق الأجواء الأردنية أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء بشكل مؤقت واحترازي ابتداء من الساعة 20:00 بالتوقيت العالمي أي 11:00 مساء بالتوقيت المحلي لعدة ساعات قادمة.
ونفى متحدث الحكومة الأردنية، وزير الاتصال الحكومي مهند المبيضين، الأحد، ما جرى تداوله من رفع حالة الطوارئ في البلاد، وذلك بالتزامن مع بدء الرد الإيراني على إسرائيل.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، السبت، إن أي دولة تفتح مجالها الجوي والبري أمام إسرائيل لمهاجمة إيران ستلقى الرد الحاسم.
قلق عربي ودعوات لضبط النفس
أعربت مصر، ليل السبت/الأحد، عن “قلقها” من إطلاق إيران مسيّرات هجومية باتجاه إسرائيل، مطالبة البلدين بضبط النفس.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إنها “تعرب عن قلقها البالغ تجاه ما جرى الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة”. وطالبت بـ”ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر”.
واعتبرت مصر أن “التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية حالياً، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة”. وأشارت في هذا الصدد إلى “الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارس في المنطقة”.
كما أعلن مصدر أمني مصري، ليل السبت/الأحد، أن “الدفاعات الجوية المصرية في حالة تأهب قصوى”، وفق ما نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة بمصر، وأفاد المصدر ذاته، بأن “الدفاعات الجوية المصرية في حالة تأهب قصوى”، دون تفاصيل أكثر.
وعلقت مصر رحلاتها الجوية إلى الأردن و العراق ولبنان نظراً لإغلاق المجال الجوي في هذه الدول.
من جانبها، أعربت السعودية عن بالغ قلقها جراء تطورات التصعيد العسكري وخطورة انعكاساته، ودعت كافة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة مخاطر الحروب، فيما قالت وكالة الأنباء الإماراتية إن أبو ظبي تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التداعيات الخطيرة للتصعيد.
كما دعت قطر، في بيان للخارجية، “جميع الأطراف المعنية إلى وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس”. وحثت “المجتمع الدولي على التحرك العاجل لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة”.
بدورها، أكدت سلطنة عمان، في بيان للخارجية، أهمية ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، مؤكدة ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
ودعت الكويت في بيان للخارجية، إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد. وأكدت “أهمية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين وتفادي الحروب”.
كما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية، في بيان، “تحويل مسار جميع الرحلات القادمة والمغادرة بعيداً عن مناطق التوتر، على أن يجري جدولة الرحلات وفقاً لخط سيرها الجديد”. وأرجعت ذلك إلى “الحالة الأمنية التي تمر بها المنطقة، حرصاً على سلامة مسافريها”.
وقال بيان للحكومة الأردنية: “ندعو إلى ضبط النفس والتعامل بانضباط ومسؤولية مع تزايد التوترات التي تمر بها المنطقة وعدم الانجرار نحو أي تصعيد ستكون له مآلات خطيرة”.
وعلى مستوى المنظمات العربية، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، في بيان “جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس، لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها”.
وعلى مستوى التنظيمات العربية، اعتبرت حركة حماس: “العملية العسكرية التي أجرتها إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل (إسرائيل)، حقاً طبيعياً ورداً مستحقاً على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عددٍ من قادة الحرس الثوري فيها”.
والأحد، زعم الجيش الإسرائيلي أن معظم الصواريخ الإيرانية التي انطلقت ليل السبت الأحد، اعتُرض، لكنه أقر في الوقت ذاته بسقوط عدد ضئيل من الصواريخ داخل الأراضي الإسرائيلية، لافتاً إلى أن ذلك تسبب في أضرار طفيفة بقاعدة عسكرية وحدوث إصابة خطيرة جنوبي إسرائيل، فيما تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي من جانبه عن أن نصف الصواريخ التي أُطلقت أصابت أهدافاً إسرائيلية “بنجاح”.
وفجر الأحد، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي في بيان انتهاء الرد الإيراني، فيما فوض المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، باتخاذ قرارات الرد على الهجوم الإيراني.
وأعلنت طهران، مساء السبت، إطلاق هجوم شامل على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيّرة. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن “الحرس الثوري بدأ عملية جوية بالطائرات المسيّرة ضد أهداف في المناطق المحتلة”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت هجوماً بالطائرات المسيّرة.
ويأتي الهجوم الإيراني رداً على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي. ولم تعترف إسرائيل رسمياً باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضاً.
اقرأ أيضا: العدالة والتنمية التركي يتمنى السلامة فريق قناة TRT عربي بغزة
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على فريق TRT عربي