هكذا تُودع الأسر التركية أبنائها الذاهبين لخدمة العلم
بموكبٍ مُهيبٍ، وصيحات الله أكبر، تُوصل عائلة الشاب الذي بلغ سن الذهاب إلى خدمة العلم، حتى محطة الحافلات أو المطار من أجل تودعيه وغرس روح المسؤولية والأمانة، ومدى أهمية الوظيفة التي سيقوم بها، في أعماقه.
عندما يبلغ الشاب التركي سن الذهاب إلى خدمة العلم، والذي يكون غالباً سن الـ 18 عاماً، يجنح لزيارة الجيران والأقارب، لتوديعهم والطلب منهم مسامحته، إيماناً منه ومن عائلته بذهابه إلى خدمة الوطن والدين، فقد لا يعود.
وفي الليلة الأخيرة قبل ذهابه إلى الجيش، تُقيم عائلته حفلاً خاصاً يحضره المقربون، حيث يُقدم لهم الطعام ويُقرأ القرآن، ويرفه أصدقاؤه عنه من خلال إقامة حفلٍ يُؤدى فيها رقصات الفلكور التركية القائمة على الأغاني الوطنية والشعبية. ولا يُنسى صبغ يده بالحناء عملاً بالعادة “التركية العربية الإسلامية” القديمة التي كان يُودع بها الشاب أثناء ذهابه إلى الجيش، والتي كان يُقصد منها تزيين الشاب “كقربانٍ” يُفدى بحياته وروحه لله والوطن.
يُنقط الأصدقاء والأقارب الشاب، حتى يتمكن من الحصول على تذكرة الرحلة. وعقب انتهاء الحفل العائلي، يُذهب بالشاب وسط موكبٍ مُهيبٍ، وعلى صيحات الله أكبر ودقات الطبول، حتى المحطة أو المطار الذي سينطلق منه إلى المدينة التي سيخدم فيها.
وأثناء وداعه الأخير، يُذَكر الشاب بأنه ذاهبٌ إلى “الجيش المُحمدي”، لذا لا بد من أن يتمتع بروح المسؤولية والشجاعة لتأدية المهمة المناطة به على النحو المرجو.