اتخذت تركيا خطوات مهمة لمواجهة التغير المناخي والحفاظ على البيئة خلال 2019، تمثلت في مبادرات رئيسية بينها حظر الأكياس البلاستيكية المجانية وإعلان 11 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام “يوما وطنيا للتشجير”.
كما أرسلت تركيا وفودا لمحادثات التغير المناخي، وشاركت في “قمة المناخ 2019” التي نظمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تلبية الحاجة الملحة لمواجهة التغير المناخي.
وشهد العام 2019 حظر البرلمان التركي تداول الأكياس البلاستيكية المجانية في جميع أنحاء البلاد؛ أدى لانخفاض استخدامها بنسبة 77 بالمائة.
وتباع الآن أكياس التسوق البلاستيكية بـ 0.25 ليرة تركية (0.05 دولارا)، تذهب منها 0.15 ليرة (0.03 دولارا) للمشاريع البيئية.
وبفضل هذه السياسة الجديدة، تم توفير حوالي 150 ألف طن من البلاستيك ومنع انبعاث 6 آلاف طن من الغازات الدفيئة على مدار الـ11 شهرا الماضية، وفقا للبيانات الحديثة الصادرة عن وزارة البيئة.
** مشروع “صفر نفايات زرقاء”
بعد التقدم البارز الذي أحرزه مشروع “صفر نفايات”، الذي طرحته السيدة الأولى، عقيلة الرئيس أمينة أردوغان، عام 2017، أعلنت إطلاق برنامج “صفر نفايات زرقاء”، في 10 يونيو/ حزيران الماضي، لحماية البحار وموارد المياه.
واستهدفت الحملة الجديدة جمع 50 ألف طن من النفايات، تتضمن 30 ألف طن من البلاستيك، خلال فصل الصيف.
وبحلول نهاية ذلك الفصل، تم الإعلان رسميا عن جمع أكثر من 57 ألف طن من النفايات.
وقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المشروع خلال محادثات ولقاءات دولية، بما في ذلك الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة مجموعة العشرين.
وأعلنت “وزارة البيئة والتطوير الحضري” في تركيا قرار “نظام إدارة صفر نفايات” بهدف تقليل حجم النفايات غير القابلة لإعادة التدوير، ومنع وتقليل النفايات بدلا من إعادة تدويرها.
ووفقا للقرار المنشور في 12 يونيو الماضي، في الجريدة الرسمية، ستكون المؤسسات العامة والهيئات والمحافظات التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة، مسؤولة عن إدارة النفايات بحلول عام 2020.
وتضمن القرار انتقال “المؤسسات والهيئات العامة إلى “نظام إدارة صفر نفايات” في 1 يونيو 2020، وكذلك البلديات الحضرية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020″.
وكجزء من القرار، تمت توعية أكثر من 26 ألف مؤسسة وأكثر من 2 مليون شخص في جميع أنحاء تركيا بشأن نظام “صفر نفايات”، وفقا لأرقام الوزارة.
** خطة مواجهة التغيرات المناخية
في أعقاب الفيضانات والانهيارات الأرضية الناتجة عن التغيرات المناخية في مدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود، أعلن وزير البيئة التركي، مراد كوروم، خطة عمل لمواجهة التغير المناخي في البحر الأسود مكونة من 15 مادة في 12 يونيو الماضي.
وتستهدف خطة العمل منع الإصابات والأضرار الناجمة عن الكوارث المتعلقة بتغيرات المناخ في المنطقة، من خلال عدد من الطرق، تتضمن تنفيذ أنظمة الإنذار المبكر.
وأكد كوروم أن التغيرات المناخية “مشكلة أمن قومي”، مضيفا أنه سيتم إعداد خطط إضافية بشكل منفصل لأقاليم تركيا الستة المتبقية في غضون 6 أشهر.
** تعديل قانون المصايد
في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أحرزت تركيا أيضا تقدما في مجال مصائد الأسماك من خلال تنفيذ العديد من التغييرات الرئيسية، وتحديث قانون المصائد الذي جرى تطبيقه منذ عام 1971.
ومع الأخذ في الاعتبار التقدم التكنولوجي واحتياجات القطاع والعوامل العلمية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية، فإن التعديلات في القانون تهدف إلى وقف التلوث البحري ومكافحة الصيد الجائر وفرض عقوبات شديدة.
ومن المقرر أن تدخل التغييرات، التي ستمنع أيضا إدخال الأنواع غير المستوطنة في البلاد للمياه التركية، حيز التنفيذ في 1 يناير 2020.
** اليوم الوطني للتشجير
أعلن الرئيس التركي يوم 11 نوفمبر من كل عام، يوما وطنيا للتشجير وعطلة قومية سنوية بالبلاد.
وفي 11 نوفمبر الماضي، في تمام الساعة 11:11 بالتوقيت المحلي (08:11 ت.غ)، تمت زراعة أكثر من 11 مليون شتلة، في إطار حملة “التنفس من أجل المستقبل” التي أطلقتها وزارة الزراعة والغابات التركية.
وفي ولاية كوروم المطلة على البحر الأسود، زرعت مجموعة من الأشخاص 303 ألف و150 شتلة في غضون ساعة، متغلبين بذلك على إندونيسيا، التي سجلت الرقم القياسي العالمي بـزرع 232 ألف و647 شتلة.
** قرار محطات الطاقة الحرارية
اعترض الرئيس التركي على قانون كان من شأنه تأخير تركيب المرشحات في محطات الطاقة الحرارية، في 2 ديسمبرالجاري.
واعتبر توقيت هذا التحرك مهما، لأنه تزامن مع اليوم الأول من مؤتمر المناخ الذي نظمته الأمم المتحدة في مدريد.
وإن لم يعترض الرئيس على القانون الشامل، الذي وافق عليه البرلمان في 21 نوفمبر، لكانت 15 محطة طاقة ستعمل بالفحم وبدون مرشحات في جميع أنحاء البلاد لمدة عامين ونصف آخرين.
وقد أثنى على هذه الخطوة مجموعات مهتمة بالبيئة وغرف مهنية وأكاديميون وصحفيون.
وحول الخطط المستقبلية لمواجهة التغير المناخي، قال الرئيس التركي، خلال كلمته في قمة المناخ، إن من أهداف تركيا لعام 2023، زيادة مساحة الغابات 30 بالمائة، فضلا عن إنشاء خطوط مترو أنفاق جديدة من أجل تخفيف مشكلة السير وتخفيف انبعاث الغازات الدفيئة.