• 29 مارس 2024

هل تستعيد تركيا امبراطوريتها بانتهاء معاهدة لوزان 2023؟

من المتوقع أن يكون عام 2023 عاماً مليئاً بالمفاجئات لتركيا، ليس فقط لأنه يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية بل لما وضعته من مجموعة أهداف تسعى باستمرار لتحقيقها في ذلك العام.

 

ينتهي العمل ب  “معاهدة لوزان” بعد أن يكون قد مر على توقيعها مائة عام، بحلول العام 2023 إثر دخولها حيز التنفيذ بتاريخ 6 أغسطس 1924 ،وإيداعها لاحقا بشكل رسمي في باريس ، فرنسا.

 

نصت وقتها معاهدة لوزان والتي تذكرها كتب التاريخ أحيانا “بمعاهدة لوزان الثانية” على نقاط مهمة من بينها: 
– إلغاء الخلافة.
– مصادرة كل أموال الخليفة.
– نفي الخليفة وأسرته إلى خارج تركيا.
– إعلان علمانية الدولة التركية.
– منع تركيا من التنقيب عن النفط.
– جعل مضيق البيسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة مرورا إلى البحر الأبيض المتوسط ممرا دوليا لا يحق لتركيا تحصيل الرسوم من السفن والبواخر التي تعبره.

 

خطة رؤية تركيا للعام 2023 هي عبارة عن عدد من القطاعات المقسمة  إلى فئات محددة تركز على الاقتصاد والطاقة والسياسة الخارجية والرعاية الصحية والنقل والسياحة.

 

 

 

الاقتصاد التركي

ساهم تعزيز الاقتصاد في السنوات العشر الأخيرة في وضع حزب العدالة والتنمية كهدف لا يمكن التراجع عنه، لتكون تركيا ضمن أفضل 10 بلدان أداءًا بحلول عام 2023. وعلى الرغم عدم قدرتها  للوصول إلى ناتجها المحلي الإجمالي من البرامج متوسطة الأجل في عام 2015 إلا أنها مازالت تهدف إلى الوصول إلى 2 تريليون دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2023.

أحد أبرز الإسهامات في انتعاشها اقتصادياً هو الصادرات مثل صناعة السيارات. فإن الهدف هو جعل دخل الفرد يصل إلى 25000 دولار، لكنهم سيضطرون إلى العمل بشكل أكبر لتقليل البطالة من أرقام مزدوجة إلى نسبة تبلغ 5٪.

 

قطاع الطاقة

بالرغم ميول تركيا لطاقة الرياح، مع وجود توربينات ضخمة مثبتة في العديد من مناطق ساحل بحر إيجه، فإنها ستحتاج إلى طاقة بحوالي 20 ألف ميجاوات بحلول عام 2023. كما وستشمل مشاريع الطاقة الأخرى الطاقة الحرارية الأرضية والمتجددة بشكل خاص كما هو واضح في منطقة أنطاليا التي عملت على بناء محطات لتجديد النفايات.

 

السياسة الخارجية

بطبيعة الحال السؤال الأساسي عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية هو ما إذا كانوا سيحصلون على عضوية الاتحاد الأوروبي، والتي وضعت كهدف لتنفيذه بحلول عام 2023. بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أعلنت الحكومة التركية أن الاستفتاء على دخلوها الاتحاد الأوروبي سيوضح ما إذا كانت ستحقق هدفها.

في حقيقة الأمر من أفضل الأمور التي تتخذها  تركيا هو جعل الناس يعتادون على رؤية تركيا في الأخبار، لأن هدفهم هو إبراز دورهم القيادي في الشؤون العالمية.

 

شبكات النقل والمواصلات

النقل هو مجال آخر شاسع وضعته تركيا نصب عينيها، حيث هدفت إلى توسيع شبكة القطارات فائقة السرعة لتصبح ثاني أكبر شبكة نقل بعد الصين، وكذلك بناء 11000 كيلومتر من السكك الجديدة، وتجهيز مساحة 15000 ألف كيلومتر من الطرق السريعة والبنية التحتية المحسنة التي ستساعد بلا شك على نقل البضائع، وبالتالي تعزز الاقتصاد.

 

السياحة والسفر

تعتبر السياحة واحدة من أكبر قصص النجاح التي حققتها تركيا حتى الآن، لأن نتائجها كانت سريعة الانتشار. قبل حدوث الأزمات عامي 2015 و2016، كان من الممكن أن تحقق أهدافها بسهولة لتستضيف 50 مليون زائر كل عام. نظراً لكونها الوجهة الخامسة الأكثر شعبية في العالم بذلك ستساهم إيرادات السياحة البالغة 50 مليار دولار أمريكي في تحقيق هدف الاقتصاد.

 

العوامل البارزة لرؤية تركيا لعام 2023

أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تحديد قدرة تركيا على الوصول إلى أهدافها هي المشاريع الضخمة في اسطنبول والتي تركز على الأعمال والاقتصاد والتمويل اعتمادًا على نموذج أعمال شراكة بين القطاعين العام والخاص، والذي يستدعي مشاركة مستثمري القطاع الخاص.

سيفتتح مطار إسطنبول الثالث في مرحلته الأولى في أواخر عام 2018. عند اكتماله سيكون المركز الرئيسي للنقل والطيران في العالم، فضلاً عن جعله أكبر منطقة حرة، ليكون بديلاً عن مطار اسطنبول أتاتورك. حيث تم استخدام الهندسة والتكنولوجيا الحديثة بهدف إيصال المسافرين إلى وجهتهم بسرعة وسلاسة.

من أحد أكبر المشاريع التي تداولتها الأخبار مؤخراً هو مشروع “ممر إسطنبول”، وهو طريق بديل إلى مضيق البوسفور. تقول الحكومة التركية إنه مكتظ وملوث بسبب العدد الهائل من الناقلات التي تمر عبره يوميًا، وبذلك ستتحول اسطنبول إلى جزيرة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة. وصلت تكلفة بنائه التقديرية إلى 10 مليارات نسمة.

 

الصداقات العالمية

ومن الملاحظ مساهمة الدول الأخرى في تحقيق رؤية تركيا  لعام 2023. كالصداقات الجديدة، والتحالفات المتجددة، والصفقات التجارية التي تم إبرامها مع السعوديين والأفارقة والصينيين بشكل بارز و الذين أعلنوا أن سنة 2018 ستكون سنة السياحة في تركيا.

كما أدرج الصينيون مشروع “طريق الحرير” الصيني ،ممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين إلى تركيا، في خطة رؤيتهم الكبيرة لتجديد مبادرة حزام واحد وطريق واحد و المقرر أن يغير وجه الصادرات العالمية.

وبغض النظر عن الاتحاد الأوروبي، يرغب الأتراك بالحفاظ على علاقاتهم مع البريطانيين، لأنه مستورد كبير للسلع التركية.

أما مشروع خط الغاز التركي هو أيضا نتاج تعاون وثيق مع الروس، فلن يؤدي ذلك إلى زيادة إمدادات الطاقة في أوروبا فحسب، بل سيعزز مكانة تركيا كمحور للطاقة.

 

صناعة العقارات التركية

إحدى القطاعات الصامتة التي تحقق أداءًا جيدًا في الاقتصاد التركي هي العقارات في تركيا القديمة، حيث كانت القروض العقارية غير متوفرة، وكانت المنازل قديمة وكثيراً ما كانت تفتقر إلى الأمان أو إلى وجود أنظمة تحددها.

شهدت السنوات الخمس عشرة الأخيرة تحولاً كاملاً حيث تحولت الأحياء إلى مراكز سكنية حديثة، وكانت إحدى النتائج الإيجابية التي تحمس الأجانب و يحرصون على الاستفادة من تلك الأسعار المنخفضة.

 

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *