هل يضطر قبيلة صاري كاتشيلي كل فصل لتغير خط الانترنت يا ترى؟

 هل يضطر قبيلة صاري كاتشيلي كل فصل لتغير خط الانترنت يا ترى؟

تعمل قبيلة “صاري كاتشيلي”، التي تعدّ من أبرز ممثلي حياة الترحال في منطقة الأناضول، على مواجهة المصاعب في نمط حياتها، عبر روابطها الأسرية القوية.

 

وتتمسك تلك القبائل بروابط عائلية قوية، تتغلب من خلالها على مصاعب الترحال والعيش ضمن أحضان الطبيعة، ويوصفون بأنهم حراس الطبيعة المتطوعون.

معظم قبائل الرُّحل، التي قدمت للأناضول قبل حوالي ألف عام، فضلت حياةَ الاستقرار على حياة الترحال، ولكن قبيلة “صاري كتشلي” مازالت مستمرة على حياة الترحال.

 

وتقضي القبيلة أشهر الشتاء على شواطئ البحر المتوسط، وبالتحديد في غابات قضاء “سيليفكة” بولاية مرسين، نظراً لاعتدال درجات الحرارة فيها.

 

ومع حلول أشهر الصيف، تنتقل القبيلة مع قطعانها إلى روابٍ ترتفع ألفي متر عن سطح البحر، في ولايتي قونية وقرمان وسط تركيا.

أما في فصلي الخريف والربيع فترتحل القبيلة مع قطعان الماشية مسافة خمسمائة كيلومتر ذهاباً، وخمسمائة كيلومتر إياباً ما بين الموقعين

 

ويواصل الأتراك الرُحل من قبيلة “صاري كاتشيلي” إحياء عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة منذ مئات السنين وحتى اليوم، رغم التطور التكنولوجي في عصرنا الراهن، إذ يجوبون أرجاء البلاد، على ظهور جمالهم، حاملين معهم ثقافة الأجداد.

 

وفي هذا الإطار، التقى فريق الأناضول، أفراد عائلة “غوبوت” من قبيلة “صاري كاتشيلي” بخيمتهم، ورافقتهم في قضاء يوم كامل.

 

يبدأ رجال أسرة “غوبوت” يومهم بالاستيقاظ في ساعات الصبح الباكرة، وتناول الفطور، قبل الاتجاه إلى أماكن إيواء قطعانهم من الأغنام والماعز، وتفقدهم وإرضاع صغار الماشية، ثم الخروج إلى المراعي.

أما رقية غوبوت ربة الخيمة البالغة من العمر 31 عاماً، فتقضي معظم وقتها في إدارة شؤون الخيمة وتحضير الطعام للرجال، فضلاً عن الاعتناء بابنها “بايرم” (يبلغ عاماً من العمر) أصغر أفراد الأسرة.

ويقضي أفراد الأسرة معظم يومهم في رعي الماشية بأحضان الطبيعة، ومع حلول المساء يتشارك الجميع في جمع الماشية والعودة بها إلى أماكن إيوائها بشكل كامل دون أن يكون هناك نقص في أعدادها، الأمر الذي يصفونه بالعمل الشاق والطويل.

وعقب الانتهاء من الاعتناء بشؤون الماشية والعودة بها إلى مأواها، يجتمع كافة أفراد الأسرة في الخيمة المتواضعة، حول مائدة الشاي، ويتبادلون أطراف الحديث، سواء بين بعضهم البعض أو مع أفراد الخيم المجاورة، الذين يتمتمعون بعلاقات جوار قوية فيما بينهم.

وقبيل مجيء موسم الصيف، يشرع أفراد قبيلة “صاري كاتشيلي” في الاستعداد للترحال، وتجهيز ما يلزم من أجل رحلة طويلة تستغرق عشرات الأيام.

 

الاستعداد للترحال وحده، يستغرق شهراً كاملاً لدى القبيلة التركية، حيث تحضّر النساء المزيد من الطعام والمأكولات بحيث تكفيهم طوال رحلتهم.

 

وفي حديثه للأناضول، قال رمضان غوبوت، أكبر أفراد العائلة، إنهم يواصلون منذ سنوات نمط حياة الترحال، ويواجهون المصاعب بالتكاتف والتعاون فيما بينهم.

 

وأضاف المسن، البالغ من العمر 65 عاماً، أنهم يقضون معظم يومهم في الاعتناء بالماشية، كي يتمكنوا من بيعها بسعر جيد في نهاية الموسم.

أما محمد، نجل رمضان غوبوت، فيقول إنه أبصر النور في هذه الحياة داخل الخيمة، لينخرط منذ الصغر في تربية الماشية والاعتناء بها كسائر أفراد القبيلة.

وأوضح أن أسرته سعيدة بنمط حياتها رغم المصاعب الجمّة، على حد وصفه.

 

بدورها، وصفت بروين تشوبان صوران، رئيسة جمعية التضامن مع قبيلة “صاري كاتشيلي”، أفراد القبيلة بأنهم حراس الطبيعة المتطوعون.

 

وأشارت إلى حرصهم على مواصلة حياة الترحال والحفاظ على هذا النمط من العيش، عبر الحفاظ على المسارات التي يمر منها قبائل الترحال، والأماكن التي يرحلون إليها.

 

اترك تعليق