أكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، الأحد، جدية حركته وبقية “فصائل المقاومة” لإبرام اتفاق مع إسرائيل يتضمن 4 بنود هي وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، والإعمار، وتبادل للأسرى.
جاء ذلك في كلمة لهنية بمناسبة عيد الأضحى، الذي حلّ اليوم الأحد، وبعد أيام من اتهامات أمريكية رسمية لحماس بالابتعاد عن المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/ أيار الماضي.
وقال هنية: “عيد آخر يمر على فلسطين وهي تكافح وتجاهد ضد المحتلين في كل الجبهات”.
وأضاف: “شعبنا يعيش الحصار الخانق وأقسى أنواع المعاناة من نزوح إلى نزوح ومن قصف إلى قصف، ومن فقد إلى فقد، في رحلة معاناة لم يعرف التاريخ لها مثيلا”.
هنية شدد على أن “الاحتلال الإسرائيلي لن يرى من شعب فلسطين إلا مزيدا من المقاومة والثبات والانتماء”.
وتابع: “العدو المجرم، الذي يرتكب إبادة جماعية وحشية، فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها، وبدت ملامح التفكيك في حكومته، مما ينذر بهزيمته وانكساره”، في إشارة إلى استقالة الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس قبل أسبوع.
مرونة مقابل خداع
وبشأن محاولات الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 9 أشهر، قال هنية: “أبدت الحركة ومعها كل فصائل المقاومة جدية كبيرة ومرونة عالية من أجل الوصول لاتفاق يحقن دماء شعبنا ويوقف العدوان”.
وأوضح أن ذلك كان “عبر الموافقة على اقتراح الوسطاء (مصر وقطر) في 6 مايو (أيار الماضي) والإيجابية التي عبرنا عنها تجاه خطاب الرئيس بايدن، وترحيبنا بقرار مجلس الأمن الذي صدر قبل أيام”.
واستطرد أن ذلك كان أيضا “عبر الرد (الجديد قبل أيام) الذي سلم الوسطاء، وهو متوافق مع الأسس التي وردت في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة وشروط وقف إطلاق النار”.
وفي 10 يونيو/ حزيران الجاري، تبنى المجلس مشروع قرار أمريكي يدعو لوقف إطلاق النار، ورحبت به حماس آنذاك، وقالت إنها ستتعامل معه بكل “إيجابية”.
غير أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حمل حماس أكثر من مرة مسؤولية تأخير الوصول لاتفاق، عبر طرحها تعديلات على مقترح بايدن.
وأكد هنية أن “الاحتلال وحلفاؤه لم يتجاوبوا مع هذه المرونة وواصلوا مناوراتهم ومحاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار هدفها الحصول على الأسرى والعودة لاستئناف حرب الإبادة من جديد”.
4 بنود
وشدد هنية على وجود 3 أبعاد تتمسك بها حماس، أولها أن “الحل سيتحقق من خلال مفاوضات تفضي إلى اتفاق متكامل مهما تهرب العدو وعطل الوصول إليه”.
وأردف: “وثانيها التمسك بدور الوسطاء والاستعداد لإعطاء الفرصة والمساحة الكافية لإنجاز مهمتهم النبيلة”، وأخيرا “استمرار العمل على كل المسارات لإنهاء حرب الإبادة ضد شعبنا”.
وأكد أن “حماس مع فصائل المقاومة جادة لإنجاز اتفاق يتضمن البنود الأربع: وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من غزة، والإعمار، وصفقة تبادل للأسرى”.
وتقدر تل أبيب وجود 120 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 أسيرا في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
هنية وجَّه رسالة إلى المجتمع الدولي قائلا: “آن الأوان أن تنتهي هذه المَظلمة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من مائة عام”.
وشدد على أن “صور المجاعة المروعة التي يشاهدها العالم وتضرب في كل مناحي القطاع وتحصد أرواح الأبرياء وخاصة في الشمال، هي مسؤولية المجتمع الدولي”.
ووسط نقص حاد في الغداء بقطاع غزة، دعا “الجميع إلى التحرك لإجبار العدو على فتح كل المعابر وإدخال كل احتياجات شعبنا بشكل فوري وعاجل”.
وهذا العام يحل عيد الأضحى فيما تشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا على غزة خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات معظمهم أطفال.
اقرأ أيضا: المسجد الحرام.. خطبة الأضحى تدعو لنصرة فلسطين وإنقاذ الأقصى
اقرأ أيضا: قطاع غزة.. فلسطينيون يذبحون الأضاحي على أنقاض منازلهم