قلل وزير التجارة التركي عمر بولاط من الأحداث “العنصرية” التي سجلتها تركيا في الفترة الأخيرة ومست الأجانب، وخلقت أجواء من الخوف لدى عدد من السياح، بتأكيده أن بلاده حريصة على توفير الأمن والأمان للسياح كما رجال الأعمال.
وزير التجارة التركي يقلل من الأحداث العنصرية التي سجلتها تركيا في الفترة الأخيرة
وتحدث المسؤول التركي في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية الدوحة، أبرز فيه عمق علاقات بلاده مع قطر، واعتبرها شريكاً أساسياً. وسألت “القدس العربي”، وزير التجارة التركي، عن دور وجهود السلطات في أنقرة، للتعامل مع حالات اعتداء أو ترحيل مست عدداً من الأجانب، ومنهم مواطنون من شمال أفريقيا نقلوا إلى شمال سوريا، وكيف تجاوبت الجهات مع تدخلات “فردية” لعناصر أمن ومسؤولين تجاه حالات وثقت، بعيداً عن التهويل المصاحب للأحداث في وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف عمر بولاط لـ”القدس العربي”، في معرض رده، تسجيل “أخطاء فردية” من قبل بعض الأفراد، والتأكيد على متابعتها من قبل السلطات التركية. وأضاف وزير التجارة التركية أن بلاده تستضيف نحو أربعة ملايين لاجئ، لكن الجهات المسؤولة في نفس الوقت تتابع حالات اللاجئين غير النظاميين أو من لا يملكون حق الإقامة أو العيش، أو يتسللون للحدود التركية بتأكيد المسؤول الذي أشار إلى أن التحقيق يتم بشكل قانوني وفق إجراءات.
وأضاف عمر بولاط أن عدد اللاجئين غير النظاميين لا يتجاوز الـ50 ألف شخص، مشدداً أن تركيا شأن معظم دول العالم تضبط حدودها وتضمن تطبيق القوانين فيما يتعلق بدخول وخروج الأجانب وعيشهم في البلد.
ورداً على سؤال آخر حول الانتقادات الموجهة لتركيا بسبب انتشار العنصرية، أشار عمر بولاط إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبذل جهداً لاستقطاب المزيد من الاستثمارات، وهو يعمل على تحقيق الأفضل لبلاده، مع التركيز على السياحة ووصول المزيد من الأجانب سياحاً ومستثمرين. وقال وزير التجارة إن التوقعات تقدر استقبال تركيا نحو 60 مليون سائح، وهي نتيجة لتراكم جهود عقدين من العمل والانفتاح على العالم العربي والإسلامي.
وحول الأحداث العنصرية المسجلة في تركيا، أجاب عمر بولاط أن تلك الوقائع التي وصفها بالفردية، وراؤها أعضاء في حزب “عنصري” تحصل على نحو واحد في المئة من أصوات الشعب، الذي لا يوافق أغلبيته المطلقة هذه الممارسات. وشدد وزير التجارة التركي أن قوات الأمن والقضاء يتصرفون بشكل عادل مع تلك الأحداث.
وجدد القول “تركيا تستضيف ملايين اللاجئين، وفي بعض الأحيان تقع حوادث تتسبب في انتشار أعمال تحريض تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي، مع وجود محاولات تضليل، لكن أردوغان شجب تلك الممارسات والقضاء يقوم بدوره”.
وتسعى السلطات التركية إلى كبح جماح ظاهرة الكراهية للأجانب في البلاد، والتي بدأت تنمو في السنوات الأخيرة. وذكرت وسائل إعلام محلية، أن السلطات اعتقلت سبعة وعشرين شخصاً، بينهم مديرو مواقع إلكترونية وحسابات بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي، بتهمة التحريض على الكراهية ضد الأجانب.
وقال مكتب المدعي العام في أنقرة إنه فَتحَ تحقيقاً ضد المشتبه بهم في تهم “تحريض الجمهور علناً على الكراهية والعداء ونشر معلومات مضللة”.
مع اقتراب تركيا من انتخابات محلية عالية المخاطر ستُجرى في مارس آذار العام المقبل، فإن وتيرة خطاب الكراهية ضد الأجانب سترتفع. وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى كبح جماح هذه الظاهرة، فإن أحزاب المعارضة تسعى لتوظيفها من أجل زيادة الضغط الشعبي على التحالف الحاكم قبل الانتخابات المقبلة
اقرا ايضاً: من هو عمر بولاط وزير التجارة التركي؟