أكد وزير خارجية المجر، بيتر سيارتو، أن بلاده تعتبر تركيا شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي، وأنها تستند في سياستها على هذا المبدأ “بدلا من العداء والنفاق وازدواجية المعايير تجاه أنقرة”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع سيارتو الذي يجري زيارة رسمية إلى تركيا، تحدث فيها عن علاقات أنقرة مع بلاده والاتحاد الأوروبي على حدة.
وشدد على أن “تركيا حليف استراتيجي ليس فقط للمجر، بل نعتبرها كذلك للاتحاد الأوروبي، لأنها دولة جارة له وذات اقتصاد قوي”.
وعن موقف بلاده تجاه تركيا في القمة الأوروبية قال إنها “شريك استراتيجي للاتحاد، ولهذا السبب نؤيد السياسة التي تقوم على ذلك، بدلا من العداء والنفاق وازدواجية المعايير والأحكام وإلقاء الدروس”، في إشارة لأسلوب تعامل بعض دوله مع أنقرة.
وتنطلق الخميس، قمة يعقدها الاتحاد الأوروبي على مستوى القادة، يبحث خلالها عدد من القضايا، أبرزها العلاقات بين الاتحاد وتركيا والقضايا الخلافية بين الجانبين.
وبشأن ادعاءات ابتعاد المجر وبولندا عن الاتحاد، قال سيارتو “نحن جزء منه وأعضاء فيه. نريد أن نجعل الاتحاد أقوى لكننا لا نتفق مع الآخرين (لم يحددهم) حول كيفية تقويته”.
وأشار إلى “ضرورة تشجيع الدول في الحفاظ على تراثها القومي والثقافي والديني، والاعتزاز بها حتى لا تنسى الماضي وإنجازاتها السابقة وهويتها ووطنيتها “.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي “يواجه صعوبات تاريخية مثل الوباء والهجرة والاقتصاد وخروج بريطانيا”، مؤكدا أن الوقت مناسب لمناقشة مستقبله وأي طريق سيسلكه.
وبخصوص ملف الهجرة، قال سيارتو “لدينا نهج مختلف وهو أنه يجب علينا مساعدة المحتاجين في أماكنهم وتحسين ظروفهم، وليس تشجيعهم على السير نحو أوروبا من تركيا”.
وفيما يتعلق بميزانية الاتحاد، البالغة 1.8 تريليون يورو، وحزمة الإنقاذ التي اعترضت عليها بلاده وبولندا، قال “المشكلة هي أن هذه القضايا الاقتصادية يتم خلطها مع أخرى ذات دوافع سياسية وأيديولوجية”.
وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 مارس/ آذار 2016، إلى 3 اتفاقات مرتبطة ببعضها البعض حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
والتزمت أنقرة بما يتوجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين، في حين لم تقم بروكسل بما يتوجب عليها بخصوص إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك وبنود أخرى.
** علاقات المجر وتركيا
وقال وزير خارجية المجر إن “تركيا تعتزم الوصول قريبا إلى المراتب العشرة الأولى عالميا في الاقتصاد، وبالتالي ينبغي علينا زيادة التعاون معها ورفع تجارتنا (من 3 مليارات دولار) إلى 5 مليارات سنويا”.
وذكر أن عدم تراجع التجارة بين البلدين خلال الأشهر التسعة رغم جائحة كورونا والآثار العالمية له، دليل على متانة أسس العلاقات بينهما.
وأشار إلى وجود 30 شركة تركية في المجر توظف حوالي 5 آلاف شخص، مضيفا أن الشركات المجرية تولي أهمية كبيرة للسوق التركية المتنامية.
وأكد سيارتو وجود تعاون مهم للغاية بين البلدين من حيث الأنشطة المشتركة في أسواق القارة الأفريقية، مؤكدا أن أمام الشركات التركية والمجرية إمكانات وفرص كبيرة لتعزيز التعاون في ظل غياب المشاكل السياسية.
والثلاثاء، بدأ وزير خارجية المجر، زيارة رسمية إلى تركيا بحث خلالها فرص التعاون في مكافحة آثار جائحة كورونا، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
كما بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وشارك في الاجتماع السابع للجنة الاقتصادية التركية-المجرية المشتركة.