قال وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، إن بلاده وتركيا تقدمان وجهات سياحية تكمل بعضها البعض، وأشار إلى الحاجة لزيادة عدد الرحلات الجوية والمشاريع المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وفي مقابلة مع الأناضول على هامش معرض شرق البحر المتوسط الدولي للسياحة والسفر، الذي أقيم في إسطنبول مؤخرا، نوه فتحي إلى أن السياحة “ليست مجرد أداة اقتصادية، بل هي أيضًا جسر يربط بين الشعوب والثقافات”.
وفي 5 شباط/ فبراير الجاري انطلق بمدينة اسطنبول التركية معرض شرق البحر المتوسط الدولي للسياحة والسفر، واستمر حتى السابع من ذات الشهر.
ومعربا عن اعتقاده بأن السياحة “عنصر أساسي يسهم في تعزيز التفاهم الثقافي على مستوى العالم”، قال فتحي إن “مصر وتركيا بلدان يتميزان بثقافة دافئة ترحب بالضيوف وتعكس كرم الضيافة”.
وأضاف: “نحن مجتمعان نحرص على مساعدة الآخرين ونعتز بتاريخنا العريق وإرثنا الجغرافي الفريد. من هذا المنطلق، نحن قادرون على تقديم تجربة سفر استثنائية، ليس فقط بفضل معالمنا السياحية، ولكن أيضًا من خلال ارتباطنا العاطفي وحسن استقبالنا للزوار”.
– مضاعفة التدفق السياحي
وأوضح فتحي أن مصر سجلت نموًا بنسبة 6 بالمئة في قطاع السياحة العام الماضي، حيث استقبلت نحو 15.75 مليون سائح.
“هذا ليس الرقم الذي نستهدفه، لكننا ندرك تأثير التصورات السائدة حول الشرق الأوسط والتوترات الإقليمية، فضلًا عن الدعاية السلبية التي تؤثر على السياحة. ورغم ذلك، نحن راضون عن النتائج ونتوقع تحقيق نمو يتراوح بين 6 بالمئة و7 بالمئة في العام المقبل”، تابع الوزير المصري.
وأشار فتحي إلى حركة السياح بين البلدين، بالقول: “خلال العام الماضي، بلغ عدد المصريين الذين زاروا تركيا حوالي 250 ألف سائح، بينما زار مصر حوالي 235 ألف سائح تركي”.
وأردف: “يمكننا بسهولة مضاعفة هذه الأرقام، لكن ذلك يتطلب زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين”.
وأضاف أن التجربة السياحية التي تقدمها مصر وتركيا “ليست متنافسة، بل مكملة لبعضها البعض”، مما يفتح المجال لتعاون أوسع في هذا القطاع.
كما أعلن عن توقيع مذكرة تفاهم مع نظيره التركي لدعم الجهود المشتركة في مجال السياحة.
وتابع القول: “في هذا الإطار، سنستضيف وفدًا من خبراء السياحة الأتراك في مصر، وسنسهل زيارتهم. كما تلقينا طلبًا لتنظيم جولات لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي المصريين في تركيا، ونحن مستعدون لذلك”.
و”نهدف إلى تعزيز الروابط بين ممثلي القطاع الخاص في كلا البلدين، مما سيسهم في إطلاق مسارات سياحية جديدة، وتنظيم جولات سياحية مبتكرة، وتوفير باقات إجازات متنوعة للسياح الأتراك والمصريين”، وفق الوزير المصري.
الوزير الذي أشار إلى التنوع السياحي الذي تقدمه مصر، قال إن بلاده “تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة السياحية، بدءًا من الغوص في البحر الأحمر، والسياحة الثقافية، ورحلات النيل، وصولًا إلى سياحة المغامرات”.
وأردف: “لدينا مواقع مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مثل دير سانت كاترين، والمناطق الأثرية من العهدين الروماني والإسلامي، بالإضافة إلى الصحراء ذات المناظر الطبيعية الفريدة”.
– حماية التراث الثقافي
وأكد فتحي في هذا السياق أن مصر وتركيا تتشاركان رؤية مماثلة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي.
وقال: “كل من تركيا ومصر تعملان على حماية كنوزهما الأثرية وتكافحان لاستعادة القطع الأثرية التي تم تهريبها إلى الخارج بطرق غير قانونية. لدينا فرصة لتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال”.
وأوضح الوزير المصري أهمية التعاون الدولي في مجال حماية التراث، قائلًا: “هناك نقطة مشتركة بين بلدينا، وهي أننا لا نتنازل عن تراثنا الثقافي، بل نحميه ونعمل على استعادة القطع الأثرية التي تم الاستيلاء عليها بطرق مشبوهة”.
وختم: “نترك الباب مفتوحًا لمزيد من التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في هذا المجال، كما أننا نسعى لحشد دعم دولي أوسع لحماية تراثنا المشترك”.
اقرأ أيضا: أردوغان: تركيا استقبلت 62.3 مليون سائح في 2024
اقرأ أيضا: إسطنبول تقدم أكثر من مليون خدمة سياحة علاجية عام 2024