هو تاسع السلاطين العثمانيين، وخليفة المسلمين الرابع والسبعين، وهو أول من حمل لقب أمير المؤمنين من العثمانيين.
هو ابن السلطان بايزيد الثاني بن محمد الفاتح والسيدة عائشة كلبهار خاتون، وُلد بتاريخ 10 تشرين الأول في عام 1470م في مدينة أماسيا الأناضوليّة على ساحل البحر الأسود، وهو واحد من أولاد السلطان الثمانية الذين ماتوا، ولم يبقى سوى هو وكركود وأحمد، واختلف هؤلاء الأمراء في العديد من الأفكار والآراء، فكان كركود محباً للعلوم والآداب والفنون، أما أحمد فكان مرغوباً لدى الأعيان والأمراء، بينما كان هذا الأمير محبا للحرب، ومرغوب لدى الجند بصفة عامة، والانكشاريّة بصفة خاصة، وبسبب هذا الاختلاف بين الأمراء عيّن السلطان ابنه كركود والياً على إحدى ولايات سلطانه البعيدة، وولى أحمد على أماسيا، بينما تولى هذا الأمير ولاية طرابزون.
دعا السلطان بايزيد ديوانه للانعقاد والتشاور لتنصيب أحد أبنائه خلفاً له، واجتمع الرأي على ابنه أحمد، ولكن ما إن وصل الخبر إلى هذا الأمير الطامح للسلطة حتى غضب، وأعلن الثورة على والده، وذهب إلى مدينة أدرنة، وسيطر عليها، وأعلن نفسه سلطاناً، ولكنّ أباه السلطان بعث جيشاً يقدر بأربعين ألف جندي، وهزمه في الثالث من آب لعام 1511م، وجعله يلجأ فاراً إلى بلاد القرم.
عفا السلطان عن الأمير ، وسمح له بالعودة إلى ولايته، وأتى إليها مع الانكشاريّة باحتفال مهيب، وذهبوا إلى سرايا السلطان، وطلبوا منه التنازل عن الملك للأمير ، وقبل السلطان، وتنحى عن عرشه بتاريخ 24 نيسان عام 1512م، ليتولى الأمير الشاب عرش السلطنة ويكون أول من حمل لقب أمير المؤمنين من العثمانيين.
إنه السلطان سليم الأول ، ذلك السلطان شديد البأس ذو العزيمة والإرادة المتينة ،استمر حكمه للدولة العثمانية حتى عام 1520 م وأطلق عليه الأتراك لقب القاطع أو الشجاع بسبب شجاعته في ساحة الحرب، كما سماه الإنجليز بسليم العابس كونه متجهم الوجه، وتميّز عهد هذا السلطان بتحوّل الفتوحات من الغرب الأوروبي إلى المشرق العربي، كما أصبحت الدولة العثمانيّة أهم طرق التجارة البريّة التي تمر من أراضي الدولة.