ياشا: علامات استفهام حول توقيت هجمات التنظيمات الإرهابية
يرى إسماعيل ياشا الكاتب والصحفي التركي في مقال له بصحيفة عربي21، أن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش التركي شمالي العراق أثار علامات استفهام حول ملابسات الهجمات التي نفذتها منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK) الإرهابية، وأسبابها وتوقيتها.
وذكر ياشا أن حزب العمال الكردستاني شن قبل أيام هجمات على قواعد في شمال العراق، أقامها الجيش التركي لمكافحة الإرهاب، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد 12 جنديا تركيا خلال يومين، بالإضافة إلى إصابة آخرين.
وأوضح في مقاله: “يشير خبراء الأمن والاستخبارات إلى أن الهجمات وقعت بالليل في ظروف الشتاء القاسية التي أدت فيها العاصفة الثلجية إلى تدني مدى الرؤية إلى مسافة متر أو مترين، ما أسهم في تسلل الإرهابيين إلى مناطق قريبة من القواعد لخوض الاشتباكات مع الجنود الأتراك، إلا أنهم في ذات الوقت يلفتون إلى الدعم الذي تلقاه عناصر حزب العمال الكردستاني خلال الهجمات وقبل وقوعها”.
ياشا: توقيت الهجمات يحمل رسائل سياسية لتركيا
وأشار ياشا الى أن صحيفة “تركيا” التركية نشرت، الاثنين الماضي، تقريرا على صفحتها الأولى يقول إن الموساد الإسرائيلي وراء الهجمات التي تم التخطيط والإعداد لها في معسكرات المنظمة الإرهابية في شمال سوريا.
وأضاف: “عقيدا إسرائيليا وثلاثة عملاء للموساد أشرفوا على التدريب الذي تلقاه الإرهابيون تحت حماية القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم للقيام بهذه الهجمات، كما تلقوا معلومات استخباراتية عن القواعد التي سيهاجمونها”.
وأكد ياشا أن توقيت الهجمات، وفقا لكثير من المحللين، يحمل رسائل موجهة إلى تركيا. وأوضح: “يرى هؤلاء أن هذه الهجمات جاءت ردا على تصريحات رئيس الجمهورية التركي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتشديده على أن حركة حماس ليست “منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرير وطنية، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها أنقرة لمحاكمة قادة الاحتلال، على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كمجرمي حرب في المحكمة الجنائية الدولية”.
وذكر ياشا أن القوات المسلحة التركية قصفت معاقل حزب العمال الكردستاني ومعسكراته في شمال العراق وشمال سوريا، رداً على الهجمات، كما استهدفت الطائرات الحربية والمسيرة التركية المنشآت التي تستخدمها المنظمة الإرهابية بما فيها مصافي النفط التي تشغلها بالتنسيق والتعاون والشراكة مع القوات الأمريكية.
أوضح: “تشير الغارات الجوية التي قام بها الجيش التركي إلى أن أنقرة تبعث إلى واشنطن رسالة مفادها أن وحدات حماية الشعب الكردي هي ذات حزب العمال الكردستاني الذي ستواصل تركيا محاربته أينما كان، بغض النظر عن أماكن تواجده في العراق وسوريا”.
تركيا لن تغير موقفها من حماس
وأضاف: “الهجمات الأخيرة التي قامت بها المنظمة الإرهابية لن تدفع تركيا إلى تغيير موقفها من حركة حماس أو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا إلى التراجع عن مكافحة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وشمال سوريا. هذا ما يؤكده ضرب 50 هدفا تابعا للمنظمة الإرهابية وتحييد عشرات الإرهابيين في القامشلي وعامودا وعين العرب، ومواصلة الطائرات المسيرة التركية عملياتها”.
وتابع: “في خطوة يمكن اعتبارها من تداعيات الهجمات، قامت تركيا يوم السبت بتمديد الحظر على التعامل مع مطار السليمانية، لستة أشهر أخرى، علما أن تركيا قد أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من مطار السليمانية والمتجهة إليه في 3 نيسان/ أبريل الماضي، احتجاجاً على زيادة أنشطة حزب العمال الكردستاني في المدينة، والدعم الذي يقدمه الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافال طالباني، إلى المنظمة الإرهابية”.
واستطرد: “الحظر المفروض على مطار السليمانية سينتهي في 3 كانون الثاني/ يناير، إلا أن الهجمات التي قام بها حزب العمال الكردستاني، في ظل استمرار التنسيق والتعاون بين المنظمة الإرهابية والاتحاد الوطني الكردستاني، أدى إلى إعلان تمديده. وإضافة إلى تمديد الحظر، أعلنت الاستخبارات التركية، الثلاثاء، تحييد “مسؤول السليمانية” في حزب العمال الكردستاني في عملية دقيقة”.
الشعب الجمهوري رهينة للانفصاليين
وفي الداخل التركي، وقعت الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان التركي، بيانا صاغه الحزب الجيد للتنديد بهجمات حزب العمال الكردستاني، إلا أن حزب الشعب الجمهوري امتنع عن التوقيع، خوفا من غضب “حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية”. ويسعى حزب الشعب الجمهوري إلى التحالف مع هذا الأخير الموالي لحزب العمال الكردستاني، في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، والحصول على دعمه في إسطنبول وأنقرة وإزمير. وبعد أن ارتفعت أصوات تنتقد موقفه، أصدر حزب الشعب الجمهوري بيانا منفردا للتنديد بالهجمات الإرهابية، بعبارات فضفاضة، دون الإشارة إلى حزب العمال الكردستاني، وفقا للصحفي التركي.
ويرى ياشا أن امتناع حزب الشعب الجمهوري عن توقيع البيان المشترك الذي يندد بهجمات المنظمة الإرهابية، كشف عن مدى رهان الحزب على أصوات الأكراد الانفصاليين للفوز في الانتخابات المحلية، مضيفاً: “من المؤكد أن هذا الارتهان سيكون له ثمن قد يدفعه حزب الشعب الجمهوري غاليا بعد ثلاثة أشهر، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد موقفه”.
ويشير الكاتب الصحفي التركي، عبد القادر سيلفي، إلى انزعاج حوالي مائة نائب من نواب حزب الشعب الجمهوري البالغ عددهم 130 نائبا، من القرار الذي اتخذه رئيس الحزب أوزغور أوزل، بشأن البيان المشترك، دون الرجوع إلى آراء النواب، لأنه يظهر حزب الشعب الجمهوري مرتبطا بحزب العمال الكردستاني، ويحرج النواب أمام الناخبين.
اقرأ أيضا: الانتخابات البلدية التركية 2024.. تنافس محتدم بين الأحزاب في إسطنبول
اقرأ أيضا: غزة.. تاريخ 7 أكتوبر علامة فارقة في المنطقة