قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن بلاده سترتقي إلى دور أعلى في مجال الدفاع الجوي بفضل منظومة “القبة الفولاذية”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم بمجمع لشركة أسيلسان التركية بالعاصمة أنقرة، لتسليم منظومة “القبة الفولاذية” للجيش وافتتاح منشآت جديدة.
وأشار الرئيس أردوغان، إلى أن “أغسطس/ آب”، له خصوصيته لدى الشعب التركي، حيث أن العديد من الانتصارات الكبيرة الحاسمة مثل معركة ملاذكرد، ومعركة جالديران، ومعركة موهاج، والهجوم الكبير، قد تحققت في هذا الشهر.
وقال إن “أسبوع النصر” في تركيا شهد فخرا آخر يتمثل في 3 خطوات ستعزز قوة الجيش التركي وترتقي بالصناعات الدفاعية التركية لمستويات أعلى.
وأوضح أن الخطوة الأولى هي تسليم منظومة القبة الفولاذية، والثانية افتتاح 14 منشأة تابعة لشركة أسيلسان، والثالثة وضع حجر أساس قاعدة “أوغول بي” للتكنولوجيا.
وشدد أردوغان، على أن هذا اليوم التاريخي يمثل مرحلة جديدة لمسيرة استقلال وعرق جبين وعزيمة إصرار أمة برمتها وليس فقط لشركة أسيلسان وحدها.
وأشار إلى تسليم الجيش التركي منظومة “القبة السماوية” التي تتكون من 47 مركبة، وتبلغ قيمتها 460 مليون دولار، ما يبعث الثقة في نفوس الأصدقاء والخوف في نفوس الأعداء.
و”القبة السماوية” يقصد بها كامل منظومة الدفاع الجوي التي طورتها شركة أسيلسان.
وذكر أردوغان، أن الصراعات الساخنة التي حدثت في محيط تركيا خلال السنوات الأخيرة، أظهرت مدى أهمية أنظمة الدفاع الجوي والرادار.
وأكد أن هذه الأمور لا يمكن أن تترك للصدفة، لأن “أي دولة لا تطور بنفسها راداراتها وأنظمتها الدفاعية الجوية لا يمكنها النظر إلى مستقبلها بأمان أمام تحدياتها الأمنية وخاصة في منطقتنا”.
وشدد الرئيس التركي على أن العامل الذي يحدد الخط الفاصل الدقيق بين أن تكون على الطاولة أو أن تكون في قائمة الوجبات، هو قدراتك في الدفاع الجوي والهجوم.
وقال: “انطلاقا من هذا الفهم، فإن نظام البناء وإعادة الإعمار هذا، الذي بدأنا في اتخاذ خطواته اللازمة مسبقًا، يحرز تقدمًا كبيرًا بحمد الله”.
وأضاف: “قطعنا شوطًا كبيرًا في وقت قصير جدًا رغم كل العقبات، وعملية التسليم التي تمت اليوم هي أكثر الأدلة الملموسة على أن كفاحنا لم يذهب سدى”.
وذكر أردوغان، أن نظام الدفاع الجوي طويل المدى من نوع “سيبر” المقرر تسليمه أيضا، يمثل، مع المركبات الـ10 المرتبطة به، نقطة تحول في الدفاع الجوي لتركيا.
وأوضح أن 3 أنظمة دفاع جوي متوسطة المدى من نوع “حصار” و21 مركبة، ستعزز الردع في المدى المتوسط بشكل أقوى.
وتابع أردوغان: “سيقوم نظام الدفاع الجوي كوركوت، ورادارات الإنذار المبكر لدينا بأداء دور العين والأذن في الميدان. أما أنظمة الحرب الإلكترونية السبعة من نوع بوهو، ونظامي ريديت، فإنها سترتقي ببلدنا إلى دوري أعلى في هذا المجال”.
وأردف: “سوف نرتقي بعد اليوم إلى دور أعلى في مجال الدفاع الجوي بفضل منظومة أنظمة القبة الفولاذية”.
ولفت أردوغان، إلى أن أسيلسان تلعب دورًا مهما آخر في “القبة الفولاذية”، إلى جانب تطوير النظام نفسه، وهو أنها طورت أيضًا برنامج قيادة وتحكم مدعوم بالذكاء الاصطناعي سيمكن جميع الأنظمة في الميدان من التواصل والعمل بشكل متكامل ولحظي.
وأوضح أن هذا البرنامج سيشكل العمود الفقري للقبة الفولاذية، وأن مئات أنظمة الدفاع الجوي ستعمل في الميدان وكأنها نظام واحد.
كما أكد أردوغان، أن الإنتاج المتسلسل يأتي في مقدمة المجالات التي تحتاج إلى تركيز دقيق في صناعة الدفاع.
وأشار إلى ضرورة إنتاج البضائع عالية التقنية التي يتم تطويرها بكميات أكبر وبشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وقال أردوغان: “إننا نزيد بشكل كبير من قدراتنا الإنتاجية من خلال منشآتنا الأربعة عشر، التي نفتتحها اليوم، والبالغة قيمتها 280 مليون دولار”.
وذكر أن هذه المنشآت تشمل مكتب تصميم لأنظمة الدفاع الجوي، ومنشأة إضافية لإنتاج وتكامل الرادارات، ومنشأة بحث وتطوير لمعدات الهندسة المتقدمة، ومكتب تصميم للأنظمة الكهروضوئية، ومنشأة لأنظمة الذخائر الموجهة، ومركز البحوث والتطوير في الحديقة التكنولوجية (تكنوبارك) في إسطنبول، والعديد من البنى التحتية الهامة الأخرى.
وأكد أن هذه المنشآت ستوفر فرص عمل لـ4 آلاف شخص مؤهل، بالإضافة إلى فتح مجالات عمل جديدة للمهندسين الشباب.
ولفت أردوغان، إلى وضع حجر أساس لإنشاء قاعدة “أوغول بي” التكنولوجية بقيمة استثمارية 1.5 مليار دولار.
وأوضح أن القاعدة التكنولوجية تعد أكبر استثمار في دفعة واحدة بتاريخ تركيا في مجال الصناعات الدفاعية.
وشدد أردوغان، على أن “تركيا خلال الـ50 عاما المقبلة ستصبح دولة لا تلبي احتياجاتها بنفسها فحسب، بل توجه العالم بتقنياتها”.
وتابع الرئيس التركي: “نعمل على إتاحة استخدام أنظمة صناعاتنا الدفاعية لأصدقائنا وحلفائنا”.
اقرأ أيضا: تركيا تستعد لإنهاء حظر البيع على المكشوف في البورصة
اقرأ أيضا: تركيا تدشّن القبة الفولاذية بقيمة 460 مليون دولار