احتضنت إسطنبول، الخميس، فعاليات الملتقى الاقتصادي التركي العربي (TAF16)، بنسخته الـ16، تحت شعار “3 جسور تربط العالم”.
وحسب مراسل الأناضول، بدأت الفعاليات، التي نظمت في فندق فورسيزون، بكلمة من مراد أفه، رئيس الملتقى الاقتصادي التركي العربي، ثم كلمة لوزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك.
ويهدف الملتقى (TAF16) إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا والدول العربية.
ويحضر الملتقى نخبة من ممثلي القطاعين العام والخاص، ومسؤولون كبار من دول عربية، بينهم طيف سامي محمد وزيرة المالية العراقية، وحسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وياسر صبحي نائب وزير المالية المصري، ومحمد علي الضراط رئيس لجنة الإدارة بالمصرف الليبي الخارجي.
ومن خلال عدة جلسات، بحث الملتقى قضايا، مثل “الطاقة والاستقرار: الغاز الطبيعي المسال، والتعاون في مجال النفط”، والتجارة والترابط: الموانئ، والخدمات اللوجستية، والتجارة الرقمية”.
وتطرق أيضا إلى “تنسيق السياسات: الاستقرار المالي وشبكات الأمان الإقليمية”، و”الإصلاح المصرفي والمالي: السيولة، والمدفوعات الرقمية”.
وركز الملتقى في جلسة خاصة على قضايا الإنعاش الاقتصادي في سوريا من خلال تقييم القطاعات ذات الأولوية، والبنية التحتية، والطاقة والزراعة والإسكان والخدمات اللوجستية، ودور القطاع الخاص والمستثمرين في الخارج والشراكات لإعادة الإعمار وتمويل التعافي.
** تكامل اقتصادي تركي عربي
وفي حديث للأناضول، أكد نائب رئيس منتدى الأعمال الدولي (IBF) غزوان المصري، على “ضرورة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا والدول العربية”.
وقال المصري: “تمتلك تركيا خبرة كبيرة في مجال الصناعات والمقاولات، وتريد نقل هذه الخبرة إلى الدول العربية التي هي بحاجة إليها”.
وأضاف: “هنا يأتي دور وأهمية هذه المؤتمرات في التشبيك بين الشركات التركية والعربية”.
وأشار المصري، إلى أهمية التكامل بين تركيا والدول العربية لاسيما دول الخليج، قائلاً: “الدول العربية تتحدث الآن عن الأمن القومي، وتركيا تنتج أسلحة تضاهي وتنافس الأسلحة الأمريكية والعالمية”.
ولفت إلى أن الأسلحة التركية من المسيرات وغيرها تم اختبارها في عدة مناطق بالعالم.
وشدد قائلاً: “نحن بحاجة لهذا التكامل بين الشركات التركية والشركات العربية، فمصر حاضرة هنا والعراق ودول الخليج وغيرها من الدول العربية”.
** سوريا بقلب الملتقى
وأشار المصري، إلى أن العالم بات يسعى لعقد شراكات مع سوريا الجديدة، قائلاً: “بحثنا في الملتقى الإمكانات والتحديات الموجودة في سوريا لدخول المستثمرين”.
واعتبر أن استقرار سوريا وأمنها “من أمن واستقرار المنطقة، وهو حاجة ليس لدول المنطقة فحسب بل لأوروبا والعالم بأسره لما تتمتع به سوريا من موقع جيوسياسي”.
وأشاد المصري، بدور رجال الأعمال السوريين المغتربين في بناء الجسور بين تركيا والعالم العربي، وفي مقدمتها سوريا.
أما رئيس غرفة تجارة حلب، محمد سعيد شيخ الكار، فأشار إلى أهمية مشاركة سوريا في هذا الملتقى من أجل سرعة تعافي ونهوض الاقتصاد السوري.
وأوضح شيخ الكار، للأناضول، أنهم بحثوا في الملتقى مع المشاركين العرب والأتراك والأوروبيين ما يمكن تقديمه لسوريا من تكنولوجيا وخدمات معلوماتية وتقنيات صناعية وزراعية.
وقال: “تمتلك سوريا موارد بشرية وهي غنية بالثروات الباطنية والزراعية ومهمة بسبب موقعها الجيوسياسي”.
وتابع: “لو استطعنا أن نضع يدنا بيد إخوتنا العرب والأتراك والأوروبيين فإن تعافي ونهضة سوريا ستكون أسرع”.
ولفت شيخ الكار، إلى أهمية محافظة حلب (شمال) كأكبر مدينة صناعية يتركز فيها أكثر من 65 بالمئة من الصناعات السورية، من النسيج وصولا إلى الأدوية وغيرها.
وفي هذا الصدد، قال: “تعافي الاقتصاد في حلب سيكون مؤشرا لتعافي اقتصاد سوريا بالمجمل، ونحن نأمل ونسعى لتحقيق ذلك ولدينا شراكات من الأتراك والعرب والأوروبيين وإن شاء الله سيكون القادم أفضل”.
وبحث المجتمعون أيضا الخدمات المصرفية والتمويل الإسلامي والتحول الرقمي في البنوك الإسلامية.
كما عقد الملتقى جلسة بعنوان “التحول الاقتصادي في العراق: الطاقة والبنية التحتية وأسواق رأس المال”.
وسلط المتحدثون الضوء على خارطة طريق للتعاون الاقتصادي بين تركيا والدول العربية، وبحثوا قضايا تتعلق بالنمو المستدام والتعاون الإقليمي والاستثمار والتمويل والخدمات المصرفية والتكنولوجيا والطاقة والبناء.
ويبرز الملتقى كمنصة مهمة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا والعالم العربي وتقييم فرص الاستثمار وتطوير شراكات استراتيجية.
ويعقد الملتقى منذ عام 2005، ويهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي بين تركيا والدول العربية.
اقرأ أيضا: احتياطي البنك المركزي التركي يتجاوز 182 مليار دولار
اقرأ أيضا: افتتاح برلماني يجمع أردوغان بخصومه السابقين وسط غياب المعارضة