• 1 مايو 2024

استخدام الذكاء الصناعي في تصنيع الادوية

أطلقت منظمة “دراغز فور نيغلكتد ديزيسز إينيشياتيف” الأوروبية غير الحكومية، والساعية إلى توفير علاجات للأمراض المهملة، شراكة في أبريل/نيسان مع شركة “بينيفولنت إيه آي” البريطانية التي تعمل على تطوير جزيئات جديدة باستخدام الذكاء الصناعي.

وتسعى هذه الشراكة الى العمل على تطوير دواء ضد حمى الضنك، بالاعتماد على الذكاء الصناعي، وهذا مؤشر جديد إلى موقع هذه التكنولوجيا في المجالات العلاجية في عالمنا اليوم، إذ يرى متخصصون أنه يمكن استخدام الذكاء الصناعي في عدة مراحل من عملية تطوير صناعة الأدوية.

وسابقاً حاولت شركة “بينيفولنت إيه آي” البريطانية استخدام الذكاء الصناعي في تطوير الادوية، عندما سلطت الضوء بشكل خاص خلال جائحة كورونا، على الدور الذي يمكن أن يلعبه جزيء يحمل اسم “باريسيتينيب” طوره مختبر “إلي ليلي” لمرض آخر، في علاج مرضى كوفيد-19.

اقرأ أيضا: أنقرة تستدعي السفير الإيطالي بسبب فعالية لتنظيم بي كاكا في روما

وفي بداية 2020، طورت شركة “إكزيستنسيا” الناشئة الاسكتلندية، مع المختبر الصيدلي الياباني “سوميتومو دانيبون” أول جزيء “مصنوع” بالذكاء الصناعي يُستخدم في التجارب السريرية.

يقول ” توماس بوريل” مدير الشؤون العلمية لاتحاد شركات الأدوية: ” إنه ليس أمراً استشرافياً، الذكاء الصناعي مقاربة منهجية لمعالجة البيانات، ويمكن استخدامه في عدة مراحل من عملية تطوير صناعة الأدوية”.

ويوضح “يان غاستون ماتيه” رئيس الشركة الفرنسية الناشئة “إيكتوس”، التي شارك في تأسيسها في عام 2016، أن: “الفكرة تكمن في استغلال البيانات المتاحة للحصول على جزيئات جديدة ومثيرة للاهتمام، وبسرعة أكبر”.

تستخدم شركة “إيكتوس” أجهزة كمبيوتر بكثرة، لتحليل الكثير من البيانات الصحية بسرعة لا يستطيع أي عقل بشري الوصول إليها، بعيداً عن الصورة النمطية لمخابر تصنيع الادوية التقليدية والتي تحوي مجاهر و أجهزة بيولوجية والتي يُشرف عليها فنيي المختبرات.

اقرأ أيضا: العدالة والتنمية يدين بشدة إساءة الهند للنبي محمد عليه الصلاة والسلام

يوجد في شركة “إيكتوس” قاعدة بيانات عالمية تحتوي على بيانات من 100 مليون جزيء، وأضاف ماتيه: “دربنا نموذجاً يولّد تلقائياً جزيئات جديدة، ويحدد تلك التي ستكون نشطة في أهداف بيولوجية ذات أهمية”.

وأنشأت “إيكتوس” منصة للبحث عن الجزيئات باستخدام الذكاء الصناعي، توفرها لشركات الأدوية بموجب اشتراكات.

يؤكد الباحث ” ماكسيميليان ليفيسك” مؤسس شركة “أكيميا” الناشئة والمنبثقة من المدرسة الوطنية العليا للتعليم العالي أُنشئت عام 2019: ” نحن نستخدم ذكاءً صناعياً يقال إنه تخليقي”.

وأضاف: ” نحن نخترع جزيئات تلتصق بهدف بيولوجي محدد مسؤول عن مرض ما، يجرى تغذية الذكاء الصناعي بالفيزياء، ونحتاج فقط إلى معرفة الطبيعة الفيزيائية للجزيء والهدف لحساب تقاربهما”.

وتعمل “أكيميا” على تطوير منصة اكتشاف للأدوية باستخدام الفيزياء الإحصائية المستوحاة من الكم.

تتجه شركات الأدوية العملاقة في العالم الى استخدام الذكاء الصناعي في انتاج الادوية، فقد وقّعت شركة “بريستول مايرز سكويب” الأمريكية العملاقة اتفاقية مع “إكزيستنسيا” العام الماضي، يمكن أن تدفع بموجبها للثانية أكثر من مليار دولار.

كما أعلن المختبر السويسري “نوفارتيس” وشركة “مايكروسوفت” العملاقة عن تعاونهما في هذا الموضوع عام 2019.

لكن هل سيشكل ذلك نهاية عمل الصيدلي في مختبره؟ في هذا الإطار تحديات كبيرة، بما يشمل الوصول إلى البيانات القابلة للاستغلال، دون أن ننسى الحاجة إلى متخصصين مستقبليّين في البيانات، خبراء في كل من قضايا الذكاء الصناعي وعلم العقاقير.

ويوجد أيضاً جانب تنظيمي مهم، وفق توماس بوريل الذي يقول: “على سبيل المثال، نستخدم الذكاء الصناعي لإنشاء ذراع افتراضية للمرضى أثناء تجربة سريرية. ولكن كي يُقبل هذا الدواء، يجب أن تدرك الأنظمة التنظيمية قيمة الخوارزمية”.

اقرأ أيضا: إيلون ماسك يهدد بإلغاء صفقة شراء تويتر بقيمة 44 مليار دولار

شاهد أيضا: الصناعات الدفاعية التركية تبدأ الإنتاج الضخم لصواريخ بوزوق الموجهة بالليزر

محرر مرحبا تركيا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *