بدأ البرلمان التركي اليوم الأربعاء أعماله للعام التشريعي الجديد، حاملاً أجندة بارزة في جدول أعماله أهمها مرحلة ما بعد حزب العمال الكردستاني الذي أعلن حل نفسه وإلقاء سلاحه، ومخرجات لجنة “التضامن الوطني والإخوة والديمقراطية”، وكتابة الدستور الجديد. وبعد شهرين ونصف الشهر من العطلة البرلمانية، بدأ البرلمان أعماله برئاسة نعمان قورطولموش.
وعقدت جلسة افتتاحية شارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وألقى خطاباً للنواب، في وقت قاطع فيه حزب الشعب الجمهوري الجلسة، احتجاجاً على التحقيقات التي تطاول بلديات الحزب، وأدت إلى اعتقالات وسجن وعزل قرابة 20 رئيس بلدية.
وكان حزب الشعب الجمهوري قد كشف قبل ثلاثة أيام مقاطعته للجلسة الافتتاحية الخاصة التي يشارك فيها الرئيس أردوغان، على لسان المتحدث باسم الحزب دنيز يؤجل، فيما رفض الحزب التعليق على القرار لاحقاً. وشارك في الجلسة شريك أردوغان في التحالف الجمهوري زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، الذي استبق الافتتاح برد على قرار حزب الشعب الجمهوري بالقول في بيان بأن “هذا الموقف السياسي غير الأخلاقي لا يمثل ازدراء للرئيس فحسب، بل يمثل أيضاً اعتداء على الشرف التاريخي للبرلمان ومكتسباته، وعلى مبادئ الديمقراطية وأسسها وإرادة الشعب التركي، هذا الوضع الخطير ليس ممارسة للحق، بل هو إحراق للحقوق الوطنية والديمقراطية”.
وأضاف “تفتتح الدورة الثامنة والعشرون للبرلمان اليوم بجلسة خاصة، أتمنى وأتوقع أن تسن اللوائح القانونية المتعلقة باحتياجات شعبنا الملحة ومطالبها بسرعة، ومعالجة القضايا الناشئة بشكل شامل وتوافقي وتحل جميعها”.
وقال رئيس الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية عبد الله غولر عن العام التشريعي الجديد في تصريحات صحافية “بعد الانتهاء من أعمال اليوم، ستبدأ الجلسة الأولى غداً، ولدينا مشروع قانون يتعلق بالمرور ونعتزم البدء بمناقشته”.
وأضاف “كما تتضمن الأجندة “مذكرات التفويض المتعلقة بالأعمال العسكرية في سورية والعراق وتفويض نشر قوات يونيفيل في لبنان، وأتوقع أن نناقش هذه خلال الشهر الجاري”.
وفي ما يخص عمل اللجنة البرلمانية المعنية بمرحلة ما بعد الكردستاني، قال غولر “حُدد آخر موعد لاجتماع اللجنة في 31 ديسمبر/كانون الأول، وربما ينتهي العمل في وقت أبكر، حيث عقدت جلسات استماع جيدة، وسيتم إعداد تقرير مشترك بنهاية هذا الشهر، يعكس المواقف والتوقعات والآراء في المستقبل، ويجب أن نركز الهدف الرئيسي للجنة وهو زيادة الدعم الشعبي، هذا هو هدفنا”.
أردوغان يتحدث عن غزة وسورية واللجنة البرلمانية
وألقى أردوغان كلمة تطرق فيها إلى السياسة الداخلية والخارجية، وقال في ما يخص التطورات في قطاع غزة وفلسطين “البرلمان التركي ترجم وحدة الشعب ومواقفه من المجازر الإسرائيلية في غزة عبر بيانات شارك فيها جميع الأحزاب، وفي كل الميادين الدولية تسعى تركيا لأن تكون صوت فلسطين وتحافظ على موقفها هذا بثبات”.
وأضاف “بذلنا عمرنا من أجل القضية الفلسطينية وسنواصل حتى آخر نفس الدفاع من دون خوف عن القدس وحقوق الفلسطينيين، ووقفنا بثبات بجانب إخوتنا في غزة، والشعب الفلسطيني يعرف جيداً كيف وقفت تركيا إلى جانبهم”.
وشدد أردوغان على ضرورة “انتهاء العار المستمر في غزة حيث لا تريد تركيا أن يموت طفل، أو تسقط قذيفة، وتركيا تعمل بكل جهد من أجل هذا”، كاشفاً بالقول “تحدثت مع ترامب عن السلام في غزة وقلت ليس هناك خاسر في سلام عادل”.
وأبدى أردوغان أسفه للانتقادات الجائرة والمغرضة التي يتعرض لها في القضية الفلسطينية، مؤكداً “لم نواجه أنا وأصدقاؤنا القضية الفلسطينية كما واجهها آخرون قبل عامين، بل سخَّرنا حياتنا لهذه القضية، سئمت غزة من الدماء والدموع والدمار”.
وفي ما يخص التطورات في سورية، قال أردوغان إن تركيا ستبذل جهودها لتحقيق الازدهار، ولن تسمح باستغلال إخواننا وإخواتنا الأكراد خارج حدود تركيا من قبل دول وجماعات معادية للإسلام، تحت ضغط التنظيمات الإرهابية”.
وأردف “نعارض مخططات تقسيم سورية وقد فعلنا جميع القنوات الدبلوماسية عند الضرورة، لمنع أي تشكيل إرهابي، وإذا لم تتم الاستجابة للمبادرات الدبلوماسية، فإن سياسة تركيا واضحة، وهي أنها لن تسمح بتكرار التجربة السابقة في سورية هذا الموقف المبدئي ليس ضد إخواننا الأكراد، بل على العكس هو في صالحهم، إنها خطوة نحو تطهير المنطقة من الإرهاب، جميعنا نسير نحو مستقبل مشترك في حال الوحدة”.
وعن اللجنة البرلمانية لما بعد الكردستاني، قال أردوغان “لن تتنازل تركيا ولن تجعل سيادتها موضوعاً للتفاوض، هدفنا هو القضاء على الإرهاب وتعزيز الأخوة، وبمجرد أن تكمل اللجنة عملها سنحصل على نتائج مهمة، حيث أثبتت هذه اللجنة أيضاً أنه لا حل بالسلاح، فكل شيء قابل للنقاش والتشاور باحترام”.
قورطولموش: تركيز على مرحلة ما بعد الكردستاني والدستور
وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس البرلمان نعمان قورطولموش إن البرلمان التركي لديه فعاليات محلية ودولية ويركز العمل السياسي، ويهدف إلى “الوحدة الوطنية وهو البرلمان الذي أسس دولة وتصدى للانقلابات، ومسرح للصراع السياسي في البلاد بشكل ديمقراطي بلغة بناءة”.
وأضاف “من أفضل ما أنتجه البرلمان هو لجنة التضامن الوطني والأخوة والتضامن، حيث شارك فيها 11 حزباً وبأسلوب ديمقراطي يتم الاستماع للأفكار السياسية المتناقضة وسيتم تتويج العمل بإنهاء الصراع بين الإخوة إلى النهاية وسيكون هناك نتائج إيجابية وسيتم اتخاذ القرار بالتوافق، أؤمن أن تركيا خالية من الإرهاب ستؤدي إلى منطقة خالية من الإرهاب”.
وأكد أن “إسرائيل تهاجم المنطقة علناً، ولطالما وقف البرلمان التركي موحداً في وجه هذا العدوان”. وشدد “من المؤكد أنه من الأجندة المهمة في أعمال البرلمان أيضاً هو مسألة الدستور الجديد والنظام الداخلي للبرلمان، وتعديلات قوانين الأحزاب والانتخابات”.
المصدر: العربي الجديد
اقرأ أيضا: ارتياح في تركيا من نتائج زيارة أردوغان للولايات المتحدة
اقرأ أيضا: فيدان يزور الإمارات الخميس لبحث العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية