• 28 مارس 2024

أول محطة تلغراف لاسلكية عثمانية.. متحف في أنطاليا التركية

أول محطة تلغراف لاسلكية أسستها الدولة العثمانية عام 1906 للتواصل مع أراضيها في قارة إفريقيا ستتحول إلى متحف قريبا، في مسعى من ولاية أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، جنوبي تركيا، للتعريف بمدينة “باتارا” العريقة التي توجد بها المحطة.
وقالت الأستاذة الدكتورة حواء ايشيق، رئيسة لجنة الحفريات الآثارية في مدينة باتارا القديمة وأستاذة علم الآثار بكلية الآداب بجامعة “أكدنيز” التركية، إن منطقة باتارا التاريخية بولاية أنطاليا، شهدت تأسيس أول محطة تلغراف لاسلكية في الدولة العثمانية.

وأضافت ايشيق، أن تأسيس محطة التلغراف اللاسلكية في منطقة باتارا عام 1906 جاء في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، من أجل التواصل مع أراضي الدولة في أفريقيا.

وأشارت ايشيق، أن ولاية أنطاليا تعتزم تحويل محطة التلغراف إلى متحف، للمساهمة في التعريف بهذه المنطقة العريقة، بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2020 “عام باتارا”.

ولفتت ايشيق، إلى أن منطقة باتارا القديمة، تعتبر واحدة من أقدم مدن منطقة آسيا الصغرى، وكانت مشهورة في العهد الإغريقي ما بين القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى نهاية العصر الكلاسيكي القديم في القرن التاسع قبل الميلاد.

ونوهت ايشيق، أن المدينة القديمة تحتوي على مسرح قديم يرجع للحقبة الإغريقية، إضافة إلى مبانٍ تاريخية أخرى مثل الحمامات والمعابد، فضلًا عن مبنى محطة التلغراف اللاسلكية العثمانية.

وشدد على أهمية هذه المحطة كونها أول محطة تلغراف لاسلكية للإمبراطورية العثمانية.
وقالت: “المحطة تتكون من عدة وحدات تحتوي على معدات وأدوات خاصة بالتلغراف. في الواقع، إنها مجمع كبير تحتوي أيضًا على مستودعات وأربعة صواري إذاعية”.

وأشارت إلى أن محطة التلغراف كانت مجهزة بأحدث التقنيات عند انشائها، بهدف المحافظة على التواصل مع طرابلس ودرنة (في ليبيا) آخر أراضي الدولة العثمانية في شمال إفريقيا، بالتزامن مع ازدياد أطماع الدول الاستعمارية في المنطقة وعلى رأس تلك الدول إيطاليا.

وذكرت ايشيق، أن تأسيس المحطة يدل على الرؤية العميقة والثاقبة التي تمتع بها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، رغم تكلفتها الباهظة آنذاك، والتي بلغت 12 ألف ليرة عثمانية، في وقت كانت ميزانية الدولة بحاجة ماسة إلى ذلك المبلغ”.

وأوضحت أن الدولة العثمانية وقتها، فضلت دفع هذا المبلغ من أجل المحافظة على التواصل مع ليبيا رغم أن العثمانيين لم يكونوا وقتئذ في وضع يسمح لهم بإنفاق هذه الأموال.

وتابعت: “أقيمت المحطة المقابلة لمحطة باتارا في درنة الليبية، وتبلغ المسافة بين المحطتين 850 كيلومتر. لقد كانت المحطة متطورة جدًا بالنسبة لمعايير ذلك العصر وقادرة على إرسالة واستقبال الرسائل لمسافات طويلة. يمكننا وصف هذا بأنه تطور مذهل في ذلك الوقت، لاسيما وأن المحطة كانت قادرة على إرسال واستقبال 4 آلاف كلمة يوميًا”.

وأشارت ايشيق أيضًا إلى أن المحطة لم تكن مهمة فقط من الناحية الدفاعية بالنسبة للجيش العثماني، بل كانت مهمة أيضًا من أجل تأمين عمليات النقل التجاري وتبادل المعلومات حول السفن العسكرية والسفن التجارية في البحر المتوسط، إضافة إلى معلومات الأرصاد الجوية.

وذكرت ايشيق أن الإيطاليين قصفوا المحطة المقابلة في درنة عام 1911، قبل قصف المحطة الرئيسية في باتارا، ما أدى إلى نشوء أضرار في الزاوية الجنوبية الشرقية من المسرح القديم المجاور لها.

وقالت: “في تلك الفترة، كان مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك يقاتل الإيطاليين في ليبيا. لقد كان برتبة رائد في جيش السلطان عبد الحميد الثاني، وأصيب في الحرب أثناء دفاعه عن ليبيا”.

وأوضحت ايشيق أن ولاية أنطاليا تعتزم في هذه المرحلة، إجراء أعمال الترميم والصيانة اللازمة للمسرح القديم إضافة إلى ترميم محطة التلغراف اللاسلكية وإصلاح المباني التابعة للمحطة وتحويلها إلى متحف.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *