جميعنا يعرف مدينة طرابزون السياحية الشهيرة التي تُعَد آية من الجمال بموقعها الفريد ومناظرها الطبيعية ولكن الكثير منا يجهل التاريخ العريق لهذه المدينة، حيث حكمها اليونانيون لمدة طويلة وظلّت يونانية إلى أن احتلها الرومان عام 65 ق.م، ثم العثمانيون في الفتح على يد السلطان محمد الفاتح في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1461،يحتفل الأتراك اليوم بذكرى فتح المدينة.
نستعرض معكم خلال هذا التقرير الإصرار الكبير للسلطان محمد الفاتح على فتح المدينة رغم الكثير من التحذيرات التي وُجهت له بشأن صعوبة فتحها نظراً لموقعها حيث أنها تقع في الشمال التركي الذي يتميز بكثرة الغابات والجبال والثلوج التي تتسبب في صعوبة الوصول لها.
لم يكترث الفاتح لكل هذه التحذيرات وأصر على فتح المدينة فبعد أن قام بفتح القسطنطينية والقضاء على الإمبراطورية البيزنطية، خطط لفتح مدينة طرابزون، فجهز جيشه وأعد العدة واستصحب معه عدداً كبيراً من العمال المتخصصين في قطع الأشجار وتعبيد الطرق.
ولما وصل الفاتح بالقرب من المدينة كانت الجبال مغطاة بالثلوج ومن الصعب الوصول لها ولكنه أصر أن يواصل الفتح، ومن شدة صعوبة المسير اضطر الترجل عن فرسه وتسلقها على يديه ورجيله كسائر الجند.
فلما نزل يمشي على رجليه رأته أحد أمهات الأمراء التابعين لها فقالت له: فيم تشقى كل هذا الشقاء يا بني وتتكبد كل هذا العناء هل تستحق طرابزون كل هذا؟
فأجاب الفاتح: يا أماه إن الله قد وضع هذا السيف في يدي لأجاهد به في سبيله فإن لم أتحمل هذه المتاعب وأؤد بهذا السيف حقه فلن أكون جديراً بلقب الغازي الذي احمله وكيف لي أن القى الله بعد ذلك يوم القيامة؟!
https://www.youtube.com/watch?v=Nl4uKK59xyQ
هذا هو محمد الفاتح نفسه الذي تربى على هذا المنهج يفتخر بهذه المعاني والقيم في أشعاره فنجده يقول:
نيتي الامتثال لأمر الله ( وجاهدوا في سبيل الله )
وحماسي: بذل الجهد لخدمة ديني دين الله.
عزمي: أن أقهر أهل الكفر جميعاً
بجنودي: جند الله ،وبصيرتي : منصبة على الفتح على النصر على الفوز بلطف الله
جهادي: بالنفس وبالمال فلا شئ يضاهي الامتثال لأوامر الله وأشواقي: الغزو الغزو مئات الآلاف من المرات لوجه الله
رجائي: في نصر الله.
وسمو الدولة على أعداء الله
ومنذ هذا الوقت، وبعد أن كانت المدينة مركزا من مراكز القوة المسيحية في الشرق، دخل إليها الإسلام وانتشر بها، وسكن الأتراك في مدينة طرابزون في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
تقع مدينة طرابزون في شرق منطقة البحر الأسود في شمال شرق تركيا، بين ساحل البحر الأسود وجبال زينغانا, يبلغ عدد سكانها حوالي 300,000 نسمة, وهي بذلك تعتبر ثاني أكبر مدينة في منقطة البحر الأسود وأيضا أكثرها تطورا. وتتمتع المدينة بتضاريس جبلية مختلفة فبها جبال خضراء وبها غابات ممتدة على مد البصر وبحيرات وشلالات.
(خاص-مرحبا تركيا)