يتصاعد الجدل يوماً بعد آخر بين حزبي “العدالة والتنمية” و”الرفاه مجدداً” إثر مغادرة الأخير تحالف الجمهور الذي دخل من خلال البرلمان في الانتخابات العامة الأخيرة، حيث انضم أحد قياداته اليوم إلى “العدالة والتنمية” بعد استقالته من حزبه اعتراضاً على عدم دعمه “الجمهور” في الانتخابات المحلية المقبلة.
وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تمكن “الرفاه مجدداً” من الحصول على 1.5 مليون صوت، مما يمثل نسبة 2.8% من إجمالي أصوات الناخبين، وهو ما أهّله لشغل 5 مقاعد بالبرلمان التركي، بعد انضمامه المتأخر إلى تحالف الشعب ودعمه للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، متخليا عن نيته خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية بمفرده.
ويعد “الرفاه مجدداً” من الأحزاب المحافظة دينيا واجتماعيا، ويرى نفسه الوريث الحقيقي لمبادئ “الرؤية الوطنية” التي وضعها نجم الدين أربكان، ومن أهدافه المعلنة “إقامة عالم جديد ونظام عادل تحت قيادة تركيا الكبرى مرة أخرى” بالتوازي مع الأخذ بمبدأ “الأخلاق أولاً”. وقد زاد عدد أعضائه من 260 ألفاً إلى 474 ألفاً، ويطمح إلى تخطي حزبي “الحركة القومية” و”الجيد” ليصبح ثالث أكبر حزب سياسي في البلاد خلال الفترة القادمة.
ورغم تقاربه الأيديولوجي مع “العدالة والتنمية” فإن “الرفاه مجدداً” بات يُعرف كقوة معارضة للحكومة الحالية، لا سيما أنه يضم في صفوفه عدداً لا يُستهان به من المنشقين عن الحزب الحاكم، كما رفض خوض الانتخابات المحلية المرتقبة تحت مظلة تحالف الشعب، مما قد يعود بالضرر على مرشحيه ويصب في مصلحة مرشحي المعارضة.
وخلال التجمّع الانتخابي الكبير بإسطنبول لتحالف “الجمهور”، الأحد، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شارة حزبه على البرلماني سعاد باموكتشو، الذي أعلن استقالته من “الرفاه مجدداً” قبل أيام، وقام بضم النائب في البرلمان إلى “العدالة والتنمية”.
وعلى الفور، قام أربكان بالرد على أردوغان خلال كلمته التي ألقاها أمام أنصاره في منطقة زيتون بورنو في إسطنبول، قائلا إن “بعض الناس يضعون شارات على الأشخاص الذين ضلوا طريقهم”.
وأضاف مخاطبا أردوغان، دون ذكر اسمه بشكل مباشر: “أنتم تضعون شارة على شخص أضاع طريقه، لكن نحن خلال 6 أشهر فقط وضعنا شاراتنا على 260 ألف من أولاد موطننا”، في إشارة إلى ارتفاع عدد المنضمين إلى حزبه في الأشهر الأخيرة.
وفي سياق متصل، انتقد عبد الرحمن آق يوز، المرافق الشخصي للراحل نجم الدين أربكان، وعضو اللجنة المركزية التنفيذية لحزب “الرفاه مجدداً”، عدم دعم الأخير لـ مراد كوروم في الانتخابات المحلية المقبلة.
وأضاف في مداخلة تلفزيونية، أن الراحل أربكان يعد مؤسس “الرؤية الوطنية” (ميللي غوروش) في تركيا، فيما يعد الرئيس أردوغان مؤسس مفهوم “بلديات الرؤية الوطنية”.
“آق يوز” أكد أن الراحل نجم الدين أربكان “لو كان حيّاً بيننا اليوم لكان قد دعم مرشح تحالف الجمهور في إسطنبول، مراد كوروم”.
واختتم “آق يوز” حديثه بدعوة “الرفاه مجدداً” لتقديم الدعم لـ كوروم في الانتخابات المقبلة “بدون أية شروط مسبقة”، ولسحب مرشح الحزب لبلدية إسطنبول.
اقرأ أيضا: تركيا.. معركة بلدية إسطنبول أكثر تعقيدًا مما تبدو
اقرأ أيضا: الانتخابات البلدية في تركيا 2024.. هل يُستعمل اللاجئون كورقة دعائية؟