حاجي خليفة ويُلقب أيضا بكاتب جلبي واسمه في الأصل مصطفى بن عبد الله ولكنه اشتهر بلقبه. هو رئيس كتبة أسرار السلطان مراد الرابع، ووزير المالية في عهده.
المولد والنشأة
وُلد في مدينة إسطنبول سنة 1608م. وعُرفت إسطنبول عاصمة سلاطين آل عثمان خلال هذه الفترة ازدهارا كبيرا، وتألق نجمها بعد أن أصبحت مركز الخلافة الإسلامية. هو قد شب وترعرع في عهد السلطان مراد الرابع (سابع عشر سلاطين الدولة العثمانية)، الذي تربع على عرش الخلافة العثمانية ما بين سنتي 1032هـ / 1623م و1050هـ / 1640م، وهو آخر سلطان خرج إلى الحرب بنفسه.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليماً خاصاً حتى عمر الرابعة عشر. ثم التحق بمدرسة الأناضول للمحاسبة عام 1623 أحس حاجي خليفة بعاطفة جياشة نحو العلم فأولاه مخلصا كل جهده ونشاطه، ومنعته أمانته من أن يغمض عينيه عن التأثيرات والحقائق التي قدمت من الغرب فجهد دائما في أن يفيد منه ولم يخش في ذلك الاتهام بالبدعة أو الإدانة بالزيغ والضلال، ورغم ثقافته الشرقية الواسعة لم يرفض المصادر الغربية بل كان على استعداد ليتفهم ما وقع إليه منها عرضا عن طريق الآخرين وذلك وفقا لمنهجه الخاص ولمفهومه الثقافي.
الوظائف والمسئوليات
ولما ترعرع عُين كاتبا في نطارة الجيش والأناضول. وشهد حصار أرضروم. ثم انتقل إلى بغداد وارتقى المناصب حتى صار من رؤساء الكتاب وعاد إلى القسطنطينية واشتغل بالعلم. ثم أعيد إلى بغداد وهمدان وصحب الصدر الأعظم محمد باشا إلى حلب ومنها إلى مكة حيث قضى فريضة الحج وسمي من ذلك الحين حاجى وتفرغ بعد ذلك للعلم. ولقب خليفة منذ كان معاونا أو وكيلا في إدارة المالية.
مؤلفاته
ولحاجي خليفة زهاء عشرين كتاباً في غاية الأهمية، منها (جهان نما) المطبوع سنة 1145 هـ وفيه يصف قارة أمريكا،
و(لوامع النور في ظلمة أطلس مينور) ألفه بمساعدة صديقه الراهب الفرنسي الذي اعتنق الإسلام وسُمي بـ (محمد إخلاصي) وساعده في ترجمة طائفة من الكتب الأوربية في تاريخ الفرنجة.
وله عدة كتب أخرى، منها تحفة الكبار في أسفار البحار – تقويم التواريخ – ميزان الحق في التصوف – سلم الوصول إلى طبقات الفحول – تحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار.
وله مؤلفاته المخصصة للجغرافيا، وعددها أربعة هي: معجمه الببليوغرافي الضخم الذي وضعه باللغة العربية والذي يحيط بجميع فروع العلم والأدب، ثم سفره الأساسي في الجغرافيا العامة باللغة التركية، وأخيرا مصنفان باللغة التركية يحملان طابعا أكثر تخصصا أحدهما صياغة معدلة لأطلس أوروبي للعصر القريب منه، والآخر مصنف تاريخي يرتبط ارتباطا وثيقا بالجغرافيا الملاحية.
وفاته
توفي حاجي خليفة في الخامس من تشرين الأول عام 1647 في مسقط رأسه إسطنبول.
أقرأ أيضاً
نامق كمال.. أحد رواد الأدب التركي الحديث
(خاص-مرحبا تركيا)