تكثر في تركيا العديد من المباني التاريخية المميزة جدًا التي ترجع لعصور كبيرة مضت من ضمن المعالم التاريخية قناة بوزدوغان التي تمتد من القمة المرتفعة التي توجد في جامعة اسطنبول هي من الآثار المعمارية البارزة التي تعود إلى الحقبة الرومانية الأخيرة و الحقبة البيزنطية الأولى.
عرفت تلك القناة في الماضي باسم “هادريانوس” و”فالنس ” في العهود الرومانية و البيزنطية و لكن لا يعرف على وجه التحديد متى تم البناء و لكن على أقوال بعض المراجع التاريخية التي تم إنشاءها من عام 117-138 وفي فترة الحكم الروماني وبين أعوام (364-378) وهذه المرحلة هي فترة حكم “فالنس” الإمبراطور الروماني.
وقد تم ترميمه في عام (576) و هو زمن “اليوستينوس” الثاني، إما وفي الأعوام مابين (741-775 ) كانت هي زمن “قسطنطينيوس” الخامس، إما وفي عام (1019) هو زمن الإمبراطور “باسيليوس” الثاني،و في الأعوام ما بعد القرن الحادي عشر فقد تعرض للضرر نتيجة تعرض المدينة للحصار والاستيلاء، في العهد البيزنطي.
قناة بوزدوغان Bozdoğan من القنوات التي تم استخدمها في القرن السادس من اجل إيصال ماء السارينجي إلى القصور و الحمامات أشهرها حمام اخيليوس كانت القناة تزود الحقول والبساتين والحقول ، بعد فتح مدينة القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح بترميم القناة بعد الفتح و ترميم شبكة الماء و إضافة ما يلزمها من إضافات لكي يحل مشكلة توافر المياه في مدينة اسطنبول و بعد ذلك تم الاهتمام بالقناة من قبل جميع سلاطين بنى عثمان و لحقت بها عدد من الترميمات لتأخذ شكلها الحالي في عهد السلطان العثماني بيازيد الثاني و السلطان سليمان القانوني ومصطفي الثاني مما أدى لوجود تلك القناة باقية و سليمة إلى يومنا هذا .
كان طول القناة قديمًا أكثر من كيلو متر في أوائل العهد البيزنطي و لكن طولها اليوم 971 متر و ترتفع حوالي 63 مترًا عن سطح البحر و ترتفع عن الأرض 28 مترًا تم تهدد أجزاء كبيرة من القناة و لم يبقى منها إلا الجزء المتواجد في شارع أتاتورك اليوم أثناء الحرب العالمية الثانية قاموا بفتح طريق للسيارات داخله دون إلحاق الضرر بالقناة لتمر منها السيارات و تم ترميم القناة و تنظيفها عام 1988 و تقوية الجزء المفتوح و تم ترميم القناة بأكملها من أعوام 1990-1993 ، أما اليوم فتلك القناة من المعالم السياحية البارزة في شارع اتاتورك في مدينة اسطنبول ..
لعلها من ابرز المعالم التاريخية التي ترجع لثلاث عصور البداية في العهد الروماني و الترميم في العهد البيزنطي ثم الإحلال و التجديد وفي عهد السلاطين العثمانيون أما في العهد الحديث لم تعد تستخدم كقناة لنقل المياه كما في القدم كان ينقل المياه من القناة إلى القصور و الحدائق و البساتين أما اليوم فهو عبارة عن مبنى اثري جميل يقصده السياح بهدف التصوير و المشاهدة ..
ليس هذا فحسب يتوافد إلى تلك القناة التراثية عدد من علماء الحفريات و الباحثين في مجالات الانثوبولوجيا لبحث و التنقيب عن الآثار في المنطقة، أما السياح فيقصدون القناة بهدف السياحة و مشاهدة اثر قديم و التقاط الصور الفوتوغرافية الجميلة بجوار القناة و جسرها الطويل أيضا يستطيع الزائر لجامعة اسطنبول من شارع أتاتورك مشاهدة هذا الجسر الأثري القديم جدًا على الطريق الموصل لجامعة الفاتح
إذا زرت مدينة اسطنبول لا يفوتك لو كنت من محبي التاريخ و الآثار القديمة مشاهدة تلك القناة التي ترجع لثلاث عهود طويلة فلا يكاد يخلو ركن فيها إلا و يشهد على تاريخ عريق مضى
