تحظى الجامعات التركية بإقبال شديد عليها، لما تتميز به من جودة في التعليم وبيئة داعمة للطلاب الدوليين، إلى جانب تكلفتها المعقولة مقارنة بجامعات الدول الأوروبية التي لا تقل الجامعات التركية عنها شأناً.
اختيار الجامعات التركية
في عالم تتغير فيه المعلومات وتتطور بسرعة كبيرة، وعالم الأعمال الذي تحدد توجهاته التكنولوجيا والمهن الجديدة؛ تسعى الجامعات لمواكبة هذا التغير والتطور، وتعمل على الجمع بين النظرية والتطبيق.
إلى جانب المعايير التقليدية في اختيار الجامعات مثل الجودة العالية والتكلفة المعقولة؛ من الضروري التركيز على المؤسسات التعليمية التي تواكب المستقبل، وتعطي الأولوية لمبادئ التفكير التحليلي وأساسيات التعلم الذاتي.
وعلى الرغم من تميز الجامعات التركية بمعايير جديرة بالاهتمام، إلّا أن كثرة ووفرة الجامعات التركية والخيارات التعليمية تجعل من عملية أخذ القرار الصحيح تمر ببعض الصعوبات.
لذا جمعنا لك في هذا المقال بعض المعايير الممكن اعتمادها في عملية اختيار الجامعات التركية التي تطمحون للدراسة فيها.

– مدى توافر التعليم بلغات أجنبية
في زمن العولمة والانفتاح الثقافي بات من الضروري التحدث بأكثر من لغة وخاصة إذا كانت هذه اللغات الأجنبية تحظى بعدد كبير من المتحدثين وتعتبر متداولة في عالم الأعمال، وفي هذا السياق تسعى الجامعات العالمية إلى توفير التعليم بعدد من اللغات الأجنبية بما يستقطب المزيد من الطلاب الدوليين بالإضافة إلى تأهيل الطلاب المحليين لسوق العمل.
هنالك العديد من الجامعات التركية التي توفّر التعليم بلغات حيّة تواكب متطلبات السوق، مثل توفير التعليم باللغة الروسية والفرنسية والألمانية إلى جانب الإنكليزية بطبيعة الحال، كما أن بعض التخصصات (وخاصة المتعلقة بالعلوم الشرعية) باتت تدّرس باللغة العربية.
– مدى ارتباط التعليم بالحياة العملية
تمثل الجامعة عالماً يمكنه فتح آفاق جديدة في عقلك، وفي ذات الوقت، فإنها تلعب دوراً هامّاً في إعدادك للحياة المهنية بينما لا تزال في سن التعليم.
لهذا السبب، فإن الجامعات التي تهدف إلى تربية خريجين أكفّاء من خلال ورش العمل والاستوديوهات والمختبرات الخاصة بها تعتبر متفوقة على بقية الجامعات بخطوات.
وتوفّر العديد من الجامعات التركية محاكاة قصيرة للحياة العملية للطالب من خلال الدراسة والتدريب المهني في أماكن العمل، ومنح فرص التدريب، والتطبيق أثناء التدريب للطلاب والخريجين من خلال شراكات مع جهات العمل المستقبلة.
– مدى مواكبة الجامعات لتقنيات الذكاء الرقمي والاصطناعي
أصبحت النماذج التعليمية الآن أكثر انفتاحاً على التكنولوجيا والابتكار، لذلك، وبغض النظر عن القسم الذي تختاره، فإن الجامعات التي يمكنها تقديم دورات في الذكاء الرقمي والاصطناعي؛ تعتبر ذات مكانة رائدة في مجال إعداد قادة المستقبل.
وبالإضافة إلى إمكانية تعلم المهارات الاجتماعية مثل التنمية الذاتية وفنون التواصل؛ فإن تعلم المهارات التي يمكن بها تطبيق الذكاء الرقمي والاصطناعي هي ميزة أخرى يمكن النظر إليها لمعرفة جودة التعليم في الجامعات.
اقرأ أيضاً: أفضل الجامعات التركية المتصدرة للواجهات التعليمية محلياً وعالمياً 2021
– مقدار عالمية الجامعة
من المهم جداً أن تتمتع الجامعة التي تدرس بها بقيمة عالمية، في وقتنا الحاضر تنضم الجامعات الرائدة والتي لها صلات وعلاقات دولية مع ما يقارب من 100 دولة؛ إلى شبكة تعليمية مشتركة مع جامعات مختلفة حول العالم، والتي تمكنها من عقد مختلف اتفاقيات التبادل الطلابي.
وتحظى العديد من الجامعات التركية بشبكة من العلاقات الدولية، مع معاهد ومؤسسات وجامعات حول العالم، والذي مكّنها من عقد العديد من الاتفاقيات، ومنها اتفاقيات مع جامعات الاتحاد الأوروبي، واتفاقيات مع البنك الإسلامي للتنمية.
– مستوى النشاط في الحرم الجامعي
لكي تقول إنك “ذهبت إلى الجامعة”، يجب عليك أن تعيش أجواء الحرم الجامعي أولاً، ومما يعزز أهمية هذا المعيار؛ مقدار التراجع والفقد عندما تعين على الطلاب أخذ دروساً عبر الإنترنت خلال فترة الوباء، وما تبع ذلك من تراجع تعليمي واضطرابات صحية أثرت على نفسية الطلاب.
أما أن يتاح للطالب فرصة الدراسة على طاولة مضاءة بأشعة الشمس، أو في مكان محاط بالأشجار، أو الجلوس على العشب، فذلك يتحول إلى بهجة حقيقية في رحلة التعلم، إلى جانب إمكانية المشاركة في الأنشطة الثقافة والاجتماعية والرياضية في الجامعة.
لهذا السبب، وأثناء اختيارك لجامعتك؛ يجب الأخذ بعين الاعتبار مستوى النشاط والحياة في الحرم الجامعي، وإن كان هذا النشاط متوفر في أغلب الجامعات التركية، لوجود الأنشطة الاجتماعية المتنوعة في بيئة محاطة بمظاهر الطبيعة؛ إلّا أن بعض الجامعات التركية تولي هذا الجانب اهتماماً أكبر من الجامعات الأخرى.

– مدى توافر المنح الدراسية
تسعى بعض الجامعات إلى توفير المنح الدراسية لطلابها من مبدأ تكافئ الفرص الذي يركز على نجاح الطلاب، ويمكن للمنح أن تتنوع بين المنح الكاملة 100% التي تغطي كامل مصاريف الدراسة وتقدم بدل نقدي وسكن للطالب، وبين المنح الجزئية التي تعفي الطالب من رسوم وأقساط الجامعة بشكل كامل أو جزئي.
إلى جانب المنحة الشهيرة عالمياً؛ منحة الحكومة التركية التي يعلن عنها سنوياً؛ هناك العديد من المنح التي تقدمها الجامعات التركية بشكل كامل أو جزئي ويمكن التعرف عليها من خلال زيارة الموقع الرسمي للجامعة التي ترغب بالدراسة فيها أو من خلال زيارة قسم شؤون الطلبة التابع للجامعة، والذي يوفر المعلومات والإجابات بمختلف اللغات في الغالب.
إعداد: فاضل محمد ماهر الحايك