أعلنت هيئة الأدوية الأوروبية في بيان أمس الثلاثاء، أنها ستبدأ مراجعة بيانات لتقرر ما إذا كان سيُسمح باستخدام لقاح الجدري الذي صنعته شركة “بافاريان نورديك” للأدوية لمرض جدري القرود، وسط تفشٍ متنامٍ للمرض في أنحاء القارة.
وأشارت الهيئة إلى أن اللقاح المعروف باسم “إمفانيكس” في أوروبا لكنه يباع باسم “جينيوس” في الولايات المتحدة، مصرّح باستخدامه بالفعل لجدري القرود من قِبل الجهات المنظمة الأمريكية.
ويُسمح باستخدام اللقاح في أوروبا فقط للبالغين للوقاية من الجدري المرتبط بمرض جدري القرود، وفق بيان الهيئة.
وأوضحت: “قرار البدء في هذه المراجعة مبني على نتائج من دراسات مختبرية تشير إلى أن اللقاح يحفز إنتاج الأجسام المضادة التي تستهدف فيروس جدري القرود”.
وأضافت: “إمدادات اللقاح حالياً محدودة للغاية في أوروبا”.
ووفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، سُجِّلت حتى الآن أكثر من 4300 حالة إصابة بجدري القرود عالمياً، وأغلبها في أوروبا.
وفي 25 حزيران/يونيو الجاري، أفادت شبكة CBS الأمريكية أن السلطات الصحية بمدينة نيويورك، قررت إعطاء لقاحات جدري القردة، لأكبر عدد من الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، كمثليي الجنس أو ثنائيي الجنس، وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، أو لديهم شركاء جنسيون متعددون.
وتتيح الجهات الصحية التلقيح لأي شخص مثلي الجنس أو ثنائي الجنس، وغيرهما من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً ولديهم شركاء جنسيون متعددون أو مجهولون في آخر 14 يوماً، وفق شبكة CBS الأمريكية.
يُذكر أنه في منتصف حزيران/يونيو الجاري، أعلن “تيدروس غيبريسوس” المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن عقد اجتماع للجنة الطوارئ في 23 يونيو/حزيران الجاري، لبحث التفشي المتزايد لفيروس جدري القرود، بعد أن أظهر الفيروس سلوكاً غير عادي مؤخراً.
وأوضح غيبريسوس للصحفيين، أنه قرر عقد اجتماع للجنة الطوارئ في 23 يونيو/حزيران الجاري، لأن الفيروس أظهر سلوكاً غير عادي مؤخراً من خلال تفشيه في بلدان خارج مناطق من إفريقيا يستوطنها الفيروس.
اقرأ أيضا: أوكرانيا.. مقتل 4731 مدنيا منذ بدء الحرب
وأضاف: “نعتقد أن الأمر يحتاج أيضاً إلى بعض الاستجابة المنسقة بسبب الانتشار الجغرافي”.
وتابع: “اجتماع الخبراء الخارجيين يمكن أن يساعد أيضاً في تحسين الفهم والمعرفة بشأن الفيروس”.
وأوضح تيدروس أن: “أكثر من 1600 حالة وما يقرب من 1500 حالة مشتبهة بجدري القرود سُجلت هذا العام في 39 دولة، بما فيها 7 حالات لم تسجل في بلاد منذ سنوات. وأُبلغ عن إجمالي 72 حالة وفاة، لكن لم يُبلغ عن أي حالة في البلدان المتأثرة حديثاً، والتي تشمل بريطانيا وكندا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والولايات المتحدة”.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات جديدة حول التطعيم الواقي من جدري القرود.
ومن شأن إعلان جدري القرود حالة طوارئ صحية دولية أن يمنحه نفس التصنيف مثل جائحة كوفيد-19، ويعني أن منظمة الصحة العالمية ستعتبر المرض النادر عادة يمثل تهديداً مستمراً للبلدان على مستوى العالم.
وحدّدت منظمة الصحة العالمية خطورة الوفاة، في نسبة تتراوح بين 1 و 10 في المئة من الحالات المصابة، غالباً ما تتركز في الفئات الأصغر سناً.
وأكد ” تيدروس غيبريسوس”، في وقت سابق، خلال مؤتمر صحفي: “غالبية الحالات المؤكدة كانت بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال تظهر عليهم أعراض المرض”.
وأضاف: ” المرض آخذ في التطور، ونتوقع استمرار اكتشاف المزيد من الحالات”.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، ان الاتصال الوثيق بين الأشخاص، هو الوسيلة الأساسية لتفشي المرض، إلا أن خطر الانتقال عبر الرذاذ الجوي لم يتأكد حتى الآن.
وحذّر أطباء من أن مرض جدري القرود قد يكون له تأثير هائل في خدمات الصحة الجنسية والقدرة على تقديمها للمحتاجين إليها. ولم يُوصَف هذا المرض سابقاً على أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر خلال ممارسة الجنس.
وأعلنت كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية ” سوزان هوبكنز”، في وقت سابق، انتشار مرض جدري القرود بشكل ملحوظ بين “المثليين ومزدوجي الميول الجنسية” في كل من المملكة المتحدة وأوروبا.
يُصنف جدرى القرود من الأمراض النادرة التي تُلتقط عادةً من الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من إفريقيا، وهو من فصيلة مرض الجدري الجلدي، وأعراضه تماثل أعراض مرض الجدري الذي كان يصيب البشر في القرن الماضي، إذ يتسبب في ظهور طفح جلدي غالباً ما يبدأ على الوجه.
وينتشر الفيروس من خلال الإتصال الوثيق مع الحيوانات وبشكل أقل مع الأشخاص المصابين، كما ينتقل من لدغة حيوان مصاب، وعن طريق لمس دم الحيوان أو جسمة او فروه، وأيضاً عن طريق الجرذان والفئران والسناجب، وأكل لحم حيوان مُصاب لم يُطبخ بشكل جيد
وينتقل جدري القرود بين البشر، من خلال اللمس المباشر أو الفِراش، وكذلك استخدام مناشف شخص مصاب، والتعرض للسوائل التي تخرج من السعال والعطاس لشخص مصاب.
اقرأ أيضا: كولومبيا.. مقتل 49 سجين خلال محاولتهم الهروب
اقرأ أيضا: الإتحاد الأوروبي.. قرار بحظر بيع سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2035