ولاية أضنة.. المحافظة رقم واحد في تركيا
تعتبر مدينة “أضنة (Adana)” من أجمل المدن التركية، الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والذي هو بمثابة معبر إلى “تشوكوروفا” المعروفة تاريخيا عند الغرب بسهل “كليكيفي.
سبب التسمية
اسم أضنة مشتق من أحد أسماء المدن القديمة، والتي كانت تُعرف باسم أضنيا، وترجح بعض الأبحاث التاريخيّة أنّ اسم أضنة مرتبط بالحضارة الفرعونية القديمة، عن طريق مجموعةٍ من الأفراد استقروا في تلك المنطقة، وأطلقوا على مدينة أضنة اسمها، وأيضاً تشير الدراسات إلى أن أضنة كانت معروفة منذ أيام الحضارة اليونانية القديمة، وهذا ما يظهر واضحاً في نصوص الأساطير، والملاحم الشعرية اليونانيّة.
الموقع والمناخ
توجد مدينة أضنة بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحتوي على العديد من التضاريس الجغرافيّة كالجبال، والهضاب، والسهول، وتعد جبال طوروس من أشهر السلاسل الجبلية التي توجد بالقربِ من مدينة أضنة، ويعتبر وادي تشوكوروفا من أشهر الوديان في أضنة، وتتميز أضنة بمناخٍ معتدل حار صيفاً، وبارد شتاءً مع تساقطٍ للأمطار، وهبوب للرياح.
تاريخ المدينة
يرجع تاريخ المدينة إلى 3000 سنة قبل الميلاد. وتعتبر مملكة كيزواتنا أول من حَكم مدينة أضنة، وفي ذلك الوقت كان يطلق عليها اسم أضنيا، وبعد انهيار حُكم كيزواتنا للمنطقة التي توجد فيها المدينة تم انتشار العديد من الممالك الصغيرة، حتى سيطر الرومان عليها، وشهدت في عصر الحُكم الروماني نمواً سكانيّاً ملحوظاً، ولكن لم تهتم الإمبراطورية الرومانية بازدهار أضنة كثيراً، بل اعتبرتها واحدة من المدن العادية. وفي عام 395م أصبحت جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية، فاهتمت بها بشكل ملحوظ، وحرصت على بناء السدود، والجسور، وتطور وسائل الزراعة، والري فيها، وتجهيز سوق تجاري يساهم في نمو الحالة الاقتصاديّة في المدينة، وفي القرن السابع للميلاد حكم العَرب أضنة، ولكن تمكنت الإمبراطورية البيزنطية من استعادتها بعد حروب طويلة. وفي عام 1359م أصبحت المدينة جزءاً من المملكة الأرمنية، ولكن سيطر المماليك عليها بعد اتفاق بينهم، وبين الأتراك مما أدى إلى انتقال العديد من العائلات التركية للعيش فيها، واندلعت حرب بين الأتراك والأرمنيين أدت إلى سيطرة الدولة العثمانية على مدينة أضنة، وفي الحرب العالمية الثانية عقدت بريطانيا اتفاقاً مع تركيا من أجل بناء قاعدة عسكريّة في أضنة، والتي تم الاستعانة بها في العديد من الحروب الأخرى كحرب الخليج الأولى.
لدى المدينة أربع كنائس، اثنان منها أرمنية وواحدة يونانية وأخرى لاتينية، مثل كنيسة “ببكلى” أنشئت عام 1870 وكانت تستخدم ككنيسة حتى عام 1915، أما حاليا فهي تخدم الطبقة الكاثوليكية في المدينة، وقد أنشئت الكنيسة اللاتينية في ميدان “كوروكوبرى” في عام 1845، وتم تحويلها إلى متحف عام 1924.
أشهر معالمها
ومن أبرز معالمها الأثرية، متحف “أضنة” الأثري ومسجد “أولو” والساعة الكبيرة، وسوق “اضنة” المشهور للزينة والتحف الأثرية القديمة.