من المقرر أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزيل، عصر الخميس (الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي) في لقاء وصفته وسائل إعلام تركية بـ”التاريخي”.
وفي حين تتجه الأنظار إلى مخرجات الاجتماع الذي سيعقدونه على طاولة واحدة تثار تساؤلات عن الأسباب التي دفعت الرجلين لاتخاذ مثل هذه الخطوة، وأخرى تتعلق بشخصية أوزيل ومسيرته التي تكللت في نوفمبر 2023 بمنصب سياسي كبير.
ماذا سيبحث أوزيل مع أردوغان؟
توضح وسائل إعلام تركية أن زعيم المعارضة أوزيل يحمل إلى طاولته مع أردوغان ملفا شاملا، يضم الأزمة القضائية والمشاكل الاقتصادية والسياسة الخارجية، وصولا إلى ديون البلديات المحولة إلى حزبه.
وفي المقابل يتصدر جدول أعمال أردوغان عنوان “الدستور الجديد”، وضرورة المضي بهذه الخطوة، بالتشاور مع بقية الأحزاب في تركيا.
صحيفة “جمهورييت” ذكرت، الخميس، أن أوزيل اتصل بالرؤساء السابقين لـحزب “الشعب الجمهوري” قبل الاجتماع، وتلقى آراءهم ومقترحاتهم. وهم ألتان أويمن، وحكمت جيتين وكمال كليتشدار أوغلو، ومراد كارايالسين.
وأضافت “حرييت” المقربة من الحكومة أن زعيم “الشعب الجمهوري” سيطرح قضية عثمان كافالا والمعتقلين في قضية “غيزي” عام 2013.
من ناحية أخرى، فإن مشاريع البلديات التي تنتظر موافقة الحكومة المركزية، وتكاليف المعيشة، والمعاشات التقاعدية، والمعلمين الذين ينتظرون التعيين، ستكون مواضيع أيضا على جدول الأعمال، بحسب موقع “خبر تورك”.
ويعتقد المحلل السياسي التركي، جواد غوك أن قضية “الدستور الجديد” ستكون الأبرز على طاولة إردوغان وأوزيل.
ويوضح أن “الحكومة والحزب الحاكم يريدون دعما من المعارضة لتغيير الدستور العسكري المطبق منذ الثمانينات، ويقولون على أساس ذلك إنه علينا التحرك معا”.
لكن المعارضة لديها “خطة مختلفة”، وفق حديث غوك.
ويقول أيضا إن “أتباعها يعولون على أوزيل بأن لا يقبل ما يريده الرئيس التركي، ولاسيما أن الأخير يريد تمديد مدة البقاء في الرئاسة مرة أخرى”.
اللقاء الحالي هو الأول بين القطبين الرئيسيين في تركيا منذ عام 2016.
ومنذ تلك الفترة دائما ما كان أردوغان يوجه كلمات لاذعة باتجاه المعارضة، وتتبع الأخيرة ذات المسار، وتزيد عليه اتهامات وانتقادات متواصلة.
ويأتي الاجتماع بعد شهر من إسدال الستار على نتائج الانتخابات المحلية، بفوز ساحق للمعارضة وهزيمة كبيرة للحزب الحاكم ضمن تحالفه مع “الحركة القومية”.
ولم يكن متوقعا لدى أوساط الحزب الحاكم في 31 من مارس أن تكون النتائج كما كانت عليه، وخاصة أنه لم يتمكن من الفوز بالبلديات الكبرى، بل وصلت الأمور به لخسارة بلديات أخرى كان يديرها منذ سنوات.
ويظن المحلل السياسي غوك بحسب تعبيره أن “لا تخضع أحزاب المعارضة وعلى رأسها الشعب الجمهوري لما يريده الرئيس التركي، من تغيير حالي للدستور”.
ويضيف أنهم “يعتقدون أن ما يقوم به الرئيس التركي بعد الهزيمة الأخيرة في انتخابات البلديات يأتي بغرض إنقاذ ما تبقى من مدة للحكومة”.
اقرأ أيضا: الرئيس أردوغان يهنئ العمال بيومهم
اقرأ أيضا: إسطنبول.. توترات تعكر احتفالات عيد العمال