• 28 مارس 2024

اكتشف جمال “كبادوكيا” التركية على ظهور الخيول العربية

تبدأ جولة الزائرين هنا بالانطلاق من ساعات الصباح الباكرة على ظهور الخيول العربية، متجهين نحو اكتشاف الظواهر الصخرية الطبيعية، والوديان المنتشرة فيها والتي تضفي سحرا خاصا لجمالها.

 

إنها منطقة “كبادوكيا” التاريخية في ولاية “نفشهير” وسط تركيا، التي يحظى السياح المحليون والأجانب فيها بقضاء عطلة مميزة عبر المشاركة في معسكرات ليلية مقامة في الهواء الطلق، واكتشاف جمال المكان من خلال الجولات المقامة على ظهور الأحصنة.

 

حيث تنظّم الشركات السياحية هناك معسكرات تمتد بين 3-4 أيام وليلة، في الهواء الطلق بين المداخن الجبلية التي تتميز بها “كبادوكيا”.

 

وتُصنّف منطقة “كبادوكيا” التي تعني باللغة الفارسية “أرض الخيول الجميلة”، ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

 

   

 

يتمكن السياح أيضا خلال جولاتهم في “كبادوكيا”، من اكتشاف المداخن الجبلية الطبيعية التي تكونت قبل ملايين السنين نتيجة ملامسة الرياح والأمطار للحمم البركانية الصادرة من جبال “أرجياس”، و”حسن ضاغي” و”غوللو ضاغ” المجاورة.

 

ومع حلول المساء ينتقل السياح إلى الخيم المنصوبة بين المداخن الجبلية، من قبل الشركات السياحية المنظمة للجولة.

 

وهناك تقوم الجهات المنظمة بطهي الطعام وإعداد الشاي على الحطب وتقديمه للسياح، على موائد مقامة بين الخيم بالقرب من المداخن الجبلية، في أجواء طبيعية بعيدة عن ضوضاء المدن وصخب التكنولوجيا.

 

يمضي السياح ليلتهم لاحقا تحت سقف السماء المزين بالنجوم، مجتمعين حول النيران الموقدة  أثناء استماعهم إلى أنواع مختلفة من الآلات الموسيقية التي تتنوع بحسب تنوع بلدان المتواجدين هناك.

 

 

يقول عرفان اوزضوغان، أحد المنظمين لجولات الخيول والمعسكرات الليلية، منذ 3 سنوات، أنه بإمكان السائح المشارك في الجولة الطويلة على ظهور الأحصنة، اكتشاف ورؤية كامل “كبادوكيا” عن قرب.

 

وأوضح “أوزضوغان” أن المشاركين في الجولات المستمرة لعدة أيام، يعودون إلى بلدانهم بمشاعر إيجابية وبنفوس مطمئنة، ويوجهون الشكر لهم بعد عودتهم عبر رسائل البريد الإلكتروني.

 

وتابع قائلاً: “تتضمن الجولات السياحية هذه رؤية المداخن الجبلية عن قرب، والتجول في الوديان والتلال المحيطة على ظهور الأحصنة، ويعرب لنا السياح الذين يكتشفون الطبيعة هنا معنا، عن امتنانهم من الجولة، لما عاشوه من أجواء تقليدية وبسيطة بعيدة عن التكنولوجيا”.

 

من جهته، قال أرجان ديلاري، صاحب إحدى الشركات المنظمة لجولات الأحصنة والمعسكرات الليلية، إنه يتوجب على السائح المحلي أيضاً اكتشاف هذه المناظر الطبيعية ورؤية جمال “كبادوكيا”، مثلما اكتشفه ورآه السائح الأجنبي.

 

 

وأضاف أن الأحصنة المستخدمة في الجولات، هي من الخيول العربية المتقاعدة من ساحات السباق، والتي يتم إحضارها من مختلف المناطق التركية، إضافة إلى أنواع أخرى من الأحصنة ذات الأعراق المختلفة، يقومون هم بتربيتها.

 

ويقول الأسترالي غريك تشلجيار، أحد المشاركين في جولات الأحصنة والمقيمين في معسكر بوادي “غوركون دره” بـ “كبادوكيا”، إنه سيوصي أصدقاءه عقب عودته إلى بلده، بزيارة “كبادوكيا”.

 

كما يصف السائح الأسترالي منطقة “كبادوكيا” بقوله: إنها مكان مدهش، ومن المستحيل أن تكون هناك جولة سياحية أجمل من تلك التي قمت بها هنا. لقد سمعت أن هذه المنطقة متميزة بجمالها، لذلك أتيت إليها واكتشفت الظواهر الجغرافية المثيرة على ظهر الأحصنة.” 

 

يُشار إلى أن منطقة “كبادوكيا” تعد إحدى أهم الوجهات السياحية في تركيا، وذلك رغم سماح وزارة الثقافة والسياحة التركية بفتح 10 بالمئة فقط من المدن الغامضة تحت الأرض هناك، أمام السياح والزوار، حيث استقبلت العام الماضي أكثر من مليون ونصف المليون سائح.

 

 

تضم “كبادوكيا” أيضا بيوتاً ومدناً تحت الأرض نحتها القدماء كملاجئ يأوون إليها في الغزوات والحروب التي كانوا يتعرضون لها، وتحوي دهاليز عميقة وطويلة، ومستودعات للطعام، وحظائر للحيوانات، أغلق العديد منها في وجه السياح لعدم الضياع في دهاليزها المتشعبة داخل الأرض.

 

ويتوقّع علماء الآثار أن أولى المستوطنات البشرية تحت الأرض في منطقة “كبادوكيا” بدأت قبل 10 آلاف عام تقريباً.

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *