عبر مشروع “الأيدي المعطرة بالفراولة”، تحولت زراعة هذه الفاكهة في ولاية غازي عنتاب التركية (جنوب) إلى مصدر رزق لعشرين امرأة ناجية من زلزال 6 فبراير/ شباط 2023.
يجري تنفيذ مشروع “الأيدي المعطرة بالفراولة” بالتعاون بين إدارة تنمية منطقة مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP)، وبلدية غازي عنتاب، ومديرية الزراعة والغابات في الولاية، ويهدف إلى تشجيع النساء الناجيات من الزلزال على الإنتاج الزراعي وإقامة مشاريعهن الخاصة.
في بداية الأمر، تم الإعلان عن مشروع “الأيدي المعطرة بالفراولة” في قضاء إصلاحية التابع لولاية غازي عنتاب، وتقدمت 20 امرأة من 4 قرى للمشاركة في البرنامج التدريبي الذي نظمته مديريات الزراعة في الولاية.
وبعد انتهاء دورة تدريبية في زراعة الفراولة، تم تمكين المشاركات من إقامة مشاريعهن الخاصة عبر توفير الدعم اللازم من شتلات وأسمدة ومواد زراعية أخرى.
– اقتصادي نسوي
وخلال زيارة للمزارعات في قرية “إديللي” بقضاء إصلاحية خلال موسم الحصاد، قال مدير الزراعة والغابات بولاية غازي عنتاب محمد قره يلان، لمراسل الأناضول، إن هدفهم من مشروع “الأيدي المعطرة برائحة الفراولة” تمكين ربات البيوت من امتلاك وسائل الإنتاج وتوفير مصدر دخل لهن.
وأكد قره يلان أن النساء المشاركات في مشروع “الأيدي المعطرة بالفراولة” يزرعن الفراولة في قطع أرض تبلغ مساحاتها الإجمالية 20 فداناً (الفدان يساوي 4200 متر مربع).
وأضاف: “هناك جهد كبير وقيمة اقتصادية كبيرة في هذا العمل. يُباع كيلوغرام الفراولة بسعر 70-75 ليرة (الدولار يساوي 33 ليرة). هدفنا من هذا العمل هو خلق مصادر دخل لربات البيوت وقد نجحنا في ذلك من خلال هذا المشروع”.
وشدد قرايلان على أهمية ودعم الإنتاج الزراعي في المناطق التي ضربها الزلزال في 6 فبراير 2023، معربًا عن سعادته بالمساهمات الاقتصادية التي تقدمها النسوة.
وفي 6 فبراير/شباط 2023، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
– زراعة وتصنيع
من جانبها، قالت نسليهان صاري، إحدى المشاركات بـ مشروع “الأيدي المعطرة بالفراولة” وتعمل في إطار مشروع زراعة الفراولة، إنها تزرع هذه الفاكهة في قطعة أرض بقرية إديللي تبلغ مساحتها 2.5 فدان.
وبعد أن أعربا للأناضول عن سعادتها بالعمل الذي تقوم به، قالت صاري: “نجني المحصول خلال 40 يوماً، ومن خلال المشروع امتلكنا شتلات وأدوية وأسمدة وكل ما نحتاجه من وسائل الإنتاج”.
وأردفت: “نعرض الفراولة التي ننتجها للبيع، ونتلقى طلبات عبر الهاتف. كما نصنع مربى الفراولة بالوسائل التقليدية ونهدي بعضها للأقارب والأصدقاء”.
– طلبات تفوق الإنتاج
بدورها، أعربت باكيزة ساريجام، إحدى المشاركات في مشروع “الأيدي المعطرة بالفراولة”، عن سعادتها بالدعم المادي والمعنوي الذي حصلت عليه بعد الزلزال، وقالت للأناضول، إنها سئمت من الجلوس بدون عمل وأرادت أن تساهم في اقتصاد المنزل.
وأوضحت أنها تزرع الفراولة مع زوجها في حديقة منزلها التي تبلغ مساحتها حوالي 3 فدادين.
يلماز ساريجام الذي يدعم زوجته في زراعة الفراولة، قال إنهما شاركا في المشروع باسم زوجته، ويعملان معاً للمساهمة في ميزانية الأسرة.
وقال الزوج: “هذا العمل يتطلب جهداً كبيراً ولا يمكن للمرء القيام به بمفرده، ومثل هذه المبادرات في المناطق الريفية مفيدة للغاية”.
وتابع: “نظراً لأننا نزرع الفراولة بطرق طبيعية، فإن حجم الطلبات يفوق قدرتنا الإنتاجية وبالتالي لا نستطيع تلبية جميع طلبات الزبائن”.
اقرأ أيضا: تركيا.. 204 ملايين دولار قيمة صادرات السلمون بالنصف الأول من 2024
اقرأ أيضا: عربي تركي.. أغنية باللغتين العربية والتركية لمناهضة الخطاب العنصري