• 29 مارس 2024

الذكرى 103 لوفاة آخر السلاطين العثمانيين الأقوياء {عبد الحميد الثاني}

ترجمة مرحبا تركيا

السلطان عبد الحميد الثاني الخليفة 113 الذي خدم الإمبراطورية العثمانية لمدة 33 سنة.

تم خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن الحكم في 31 مارس وطرده إلى “سيلانيك” من قبل الاتحاديين بعد 33 سنة (1876-1909) من ادارته للإمبراطورية العثمانية، بعد اندلاع حرب البلقان تم اعادته الى إسطنبول وعاش تحت الإقامة الجبرية في قصر “بيلار بايي” لمدة خمس سنوات.

حزن السلطان عبد الحميد الثاني عند سماعه للأخبار المريرة القادمة من معركة جيهان في قصر “بيلا ربيي” الذي لم يكن فيه أنظمة تدفئة مركزية أو مدافئ على الحطب مثلما الحال في باقي القصور لذلك اضطر على مواجهة الموت في هذه الغرفة الباردة.

في 5 شباط عام 1918، زار طبيب القصر السيد “حسين عاطف” السلطان عبد الحميد الثاني وأعطاه الأدوية لأنه كان مريضا بسبب البرد القارس الذي تعرض له، بعد ان تناول السلطان الأدوية في المساء تعافى قليلا حتى أنه ارتدى ملابسه وتجول قليلا.

على عادته جلس السلطان عبد الحميد الثاني مع عائلته على العشاء موضحا فقدان شهيته تناول كرة واحدة من اللحم وملعقتين من اليقطين وحلوى واحدة من دقيق الأرز وبعد العشاء أحس السلطان بألم في صدره فأسرعت السيدة “مشفقة” في احضار طبيب القصر ولكن اتضح ان طبيب القصر عاد الى منزله في صباح ذلك اليوم.

عاش الطبيب الخاص لأخيه السيد “فاهديتتين”، السيد “أليكسياديس” في “بيلار بيي” فأرسل السيد “فاهديتتين” قائد الحرس السيد “رامز” لإرسال الطبيب الى أخيه وبعد فحص الطبيب “أليكسياديس” للسلطان اتضح أنه كان يعاني من الالتهاب الرئوي ولم تكن تنقطع نزلات البرد عنه يوما واحدا.

 

في تلك الأثناء تم ابلاغ الباشا “أنور” والباشا “رشاد” عن الوضع وفي النهاية أتى طبيب القصر السيد “عاطف”، وفحص الطبيب السيد “عاطف” والطبيب السيد “نيشيت عمر” السلطان واتضح ان تشخيص الطبيب الأول كان صحيحا مع الأسف، في ذلك اليوم لم تكن الأوضاع جيدة وجميع من في القصر لم يستطيعوا النوم اطلاقا.

نصح الأطباء السلطان عبد الحميد الثاني بعدم الاستحمام كعادته كل صباح ومن المحتمل أنه شعر باقتراب الموت منه فقال:” الحمام هو حياتي، لا يمكن لأحد أن يمنعني من ذلك، إذا حرمتموني من الاستحمام، فلن أسامحكم” ولم يستمع الى نصيحة الأطباء واستحم السلطان في صباح اليوم الذي توفي فيه.

كانت السيدة “مشفقة” مع السلطان عبد الحميد الثاني في آخر ال 20 سنة من حياته، بعد أن استحم السلطان البسته ملابسا جديدة لهذا الرجل المسنّ ولكنها لاحظت شيء لفت انتباهها حيث كان السلطان يتعرق بكثرة في ظهره فقالت له: “يا سيدي انت تتعرق بكثرة” فأجابها السلطان: “يا امرأة، هذا هو عرق الموت”، بعد ذلك صلى السلطان صلاة الفجر حيث كان جالسا وطلب كأسا من الحليب وبعد ان شرب كأس الحليب الممزوج نصفه بالمياه المعدنية على عادته قال: “الحمد لله، أنا تحسّنت” وذهب الى غرفة النوم بمساعدة من السيدة “مشفقة” واستلقى ببطء على السرير.

وفي تلك الأثناء جاء الأطباء الذين أرسلهم السلطان “رشاد” من “دولما باهتشي” وعندما كان الأطباء يقومون بفحص السلطان كان ابنه حزينا فقال له السلطان: “لا تبكي يا بني أنا بخير، لا تقلق”.

بعد مغادرة وفد الأطباء الغرفة جاء السيد “راسم” إلى عبد الحميد وقبّل يده وقال: “سامحني يا سيدي” فنظر السلطان عبد الحميد الثاني في دهشة الى وجه قائد الحرس الذي كان معه منذ أن تم نفيه الى “سيلانيك” ولم يجيب.

ابتسم السلطان الى السيدة “صالحة” التي دخلت الى الغرفة وقال لها: ” لابد من أن السيد راسم يقوم بتوديعي لأنه طلب السماح مني وقبّل يدي”.

وفي اليوم التالي قامت زوجته السيدة “مشفقة” بتقبيل يده وقالت له: “رضي الله عنك” ثم أمسك السلطان يد السيدة “صالحة” وقال لها: “سامحيني”.

شرب رشفة واحدة من القهوة ولكن قبل أن يتمكن من شرب الرشفة الثانية، سكب القهوة على كف السيدة “مشفقة” وقال بصوت عال:” الله” ثم سقط رأس عبد الحميد على ذراع السيدة “مشفقة” وتوفي بتاريخ 11 شباط من عام 1918 عن عمر يناهز ال 76 سنة.

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *